قال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احمد مجدلاني في حديثه لـ«المغرب» ان القرار الامريكي بنقل سفارة واشنطن الى القدس المحتلة هو مخالف للقانون الدولي ولا ينشئ حقا ولا تشريعا دوليا مشيرا الى ان الفلسطينيين سيواجهون هذا القرار بكل صلابة . واعتبر ان القرار الاسرائيلي بفرض ضرائب على الكنائس من قبل حكومة الاحتلال هو استهداف للقدس بمسيحييها ومسلميها. وفي ما يتعلق برؤيته لما يجري في العالم العربي اكد حرص بلاده على ان لا تكون جزءا من سياسة المحاور العربية وسياسة الخلافات العربية -العربية وان فلسطين تقف على مسافة واحدة من كل الاشقاء العرب.
• كيف يمكن مواجهة تحضيرات الادارة الامريكية لنقل سفارة بلادها الى القدس المحتلة ؟
القرار قد اتخذ عمليا وما يجري الآن هو تسريع بنقل السفارة الامريكية . اذ كان من المفترض ان يتم ذلك في غضون عام ونصف، لكن تسريع نقل السفارة الى مقر القنصلية الامريكية الموجودة هناك هو امعان في التحدي لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين وامعان في تحدي ارادة المجتمع الدولي والقانون الدولي. ومن الواضح انه رد فعل على تحدي الفلسطينيين للادارة الامريكية ومحاولاتها فـــرض رؤيتها السياسية للحل السياسي ..هذا القرار سيواجه كما واجهناه سابقا بكل صلابة ، وهو احادي الجانب ومخالف للقانون الدولي ولا ينشئ حقا ولا تشريعا دوليا على الاطلاق ..بل سيزيد من عزلة الولايات المتحدة الامريكية وعدم قدرتها على التدخل في ادارة العملية التفاوضية وادارة عملية السلام في المنطقة.
• وما موقفكم من فرض حكومة الاحتلال الاسرائيلي ضرائب جديدة على كنائس القدس ؟
اؤكد ان الفلسطينيين في القدس مسيحيين ومسلمين هم شعب واحد وموحد ولا يمكن التمييز الطائفي بين مكونات الشعب الفلسطيني ونسيجه الموحد . والقرار الاسرائيلي بفرض ضرائب على الكنائس من قبل بلدية القدس وحكومة الاحتلال هو استهداف للقدس بمسيحييها ومسلميها. واعتقد ان الموقف الموحد الذي واجهت فيه كل الكنائس هذا القرار الاسرائيلي -بما في ذلك وقوف جميع المسلمين الى جانب اشقائهم في القدس -كان احد العناصر الاساسية الذي دفع الحكومة الاسرائيلية لتعليق قرارها كما جرى مع المسجد الاقصى في شهر جويلية الماضي عندما وقف كل المسلمين والمسيحيين ضد الاجراءات الاسرائيلية لتغيير معالم المسجد الاقصى وفرض التقسيم الزماني والمكاني عليه . هذا يعني ان الشعب الفلسطيني بكل طوائفه وأديانه موحد لمواجهة الاحتلال .
• هل يمكن لمبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان تمهد الطريق نحو ايجاد بديل دولي عن الدور الامريكي المتعثر في عملية السلام؟
المبادرة الفلسطينية التي عبر عنها محمود عباس في جلسة استماع مجلس الامن خلال الشهر الماضي ، تعبر عن الرؤية الاستراتيجية الفلسطينية ردا على الموقف الامريكي والمحاولات الامريكية لتصفية القضية الفلسطينية عبر ما يسمى بـ “صفقة القرن” .
فالقيادة الفلسطينية عبرت في هذه المبادرة عن استعدادها العملي للتمسك بعملية السلام وان الخيارات السياسية الاخرى التي تنتهجها تدعم ذلك. وحاولت ايضا بهذه المبادرة قطع الطريق امام كل المحاولات التي لجأت اليها الولايات المتحدة الامريكية من اجل إلصاق تهمة التهرب من العملية السياسية للقيادة الفلسطينية، وتمهد الطريق لطرح مبادرتها احادية الجانب التي تقوم على تصفية القضية الفلسطينية بإخراج قضية القدس من المفاوضات وقضية اللاجئين . باعتبار ان الاستيطان لا يعيق عملية السلام وباعتبار ان الحدود آمنة لإسرائيل. فالمبادرة السياسية الفلسطينية استندت بالأساس الى مبادرة السلام العربية ، وما دعونا اليه في جوهر المبادرة هو الرعاية الدولية المتعددة الاطراف للعملية السياسية بعيدا عن الرعاية الامريكية المنفردة والمنحازة لإسرائيل.
فالرعاية الامريكية المنفردة اوصلت عملية السلام الى هذا الطريق المسدود . اذ ان ما يميز ادارة ترامب عن الادارات السابقة هو انتقال هذه الادارة من موقع الراعي غير النزيه الى موقع الشريك للاحتلال الاسرائيلي . وبالتالي سقطت اهليتها ومصداقيتها لرعاية العملية السياسية و لا بد من رعاية دولية متعددة الاطراف كما الحال في الملف النووي الايراني بصيغة خمسة زائد واحد . وفي اطار مبادرتنا نطلب ان تكون هناك دول اعضاء دائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى أطراف دولية اخرى مثل دول البريكس او دول عربية واقليمية يمكن ان تكون شريكا في هذه الرعاية في اطار أمد زمني محدد.
• الدور العربي كيف أثر سلبا على القضية الفلسطينية؟
الموقف العربي هو نقطة الضعف الاساسية والتي تستثمرها الولايات المتحدة والاحتلال الاسرائيلي. ونقطة الضعف تكمن في ان هناك موقف سياسي لدى بعض الاطراف العربية يعتبر ان الاحتلال الاسرائيلي لم يعد يهدد الامن القومي العربي والاقليمي ، وانه من الممكن ان تكون اسرائيل حليفا في مواجهة العدو الاقليمي الجديد “ايران” ..وهذه هي الثغرة الرئيسية . ورغم عدم اتفاقنا واختلافنا ايضا عن السياسة الايرانية في المنطقة، الا اننا ما زلنا نعتبر ان الاحتلال الاسرائيلي هو الذي يهدد الامن القومي العربي والاستقرار في المنطقة واستمرار الاحتلال هو سبب كل التطرف والارهاب . لكن استبدال هذا العدو بعدو آخر ، واحدة من القضايا التي تؤثر على وحدة الموقف العربي وعلى كيفية مواجهة المخاطر المحتملة وكذا كيفية صياغة رؤية سياسية لعملية سلام جادة وملموسة تؤدي الى انهاء الاحتلال .
• وكيف تنظرون الى ما يحدث في العالم العربي؟
فلسطين هي جزء من الامة العربية وتؤثر وتتأثر بالوضع العربي سواء على المستوى الشعبي او الرسمي ...فلسطين اولا تحرص على ان لا تكون جزءا من سياسة المحاور العربية وسياسة الخلافات العربية -العربية وتقف على مسافة واحدة من كل الاشقاء العرب . وتسعى -بحكم قضيتها العادلة- الى ان تكون عاملا موحدا لكل الاشقاء بصرف النظر عن الخلافات العربية -العربية . وندرك حساسية الوضع العربي الذي ازداد انقسامه وتشتته ما بعد “ الربيع العربي” .