مؤجلة مشيرا الى ان روسيا لن تقبل بخسارة الحديقة الخلفية التي اوجدتها في الشرق الاوسط. وقال ان ما يحدث من تصعيد في بعض المحاور هو بهدف رفع سقف التفاوض على تقسيم الادوار ما بعد التسوية في سوريا. معتبرا ان مباحثات جنيف واستانة وضعت الحل السياسي على الطريق الصحيح والمسألة تحتاج الى بعض الوقت على حد قوله.
• هل ما شهدناه من تصعيد ايراني اسرائيلي ومناورات عسكرية في المنطقة يؤشر الى مواجهة مفتوحة؟
استبعد مواجهة مفتوحة بين الجمهورية الايرانية والاحتلال الاسرائيلي لا سيما وان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اكد خلال الايام الماضية انه لا توجد قواعد عسكرية ايرانية ولا يوجد مكان للاشتباك العسكري في منطقة الجولان بين الايرانيين والاسرائيليين . هناك تهديدات اسرائيلية بمنع وجود قواعد ايرانية لكن ايران موجودة في سوريا تحت عنوان مستشارين امنيين وتقدم الدعم للجيش السوري بناء على طلب من الحكومة السورية . واعتقد ان المواجهة ستبقى غير مباشرة بمعنى ان اسرائيل يمكن ان تقصف وتنفذ عمليات عسكرية ضد الجيش السوري وحلفائه من حزب الله والمجموعات المسلحة الرديفة ولكنها لن تحاول ان تصطدم مع المستشارين الايرانيين الموجودين داخل البلد . اما حادثة قصف الجيش الاسرائيلي لعناصر من حزب الله ومعاه جنرال ايراني قبل فترة في سوريا فقد اعلنت تل ابيب انه جرى عن طريق الخطأ وهذا يعكس رغبة من الاحتلال الاسرائيلي في تفادي المواجهة المباشرة مع ايران لانها تعرف تداعياتها على مستوى المنطقة وربما العالم.
• ما تاُثير اسقاط الطائرة الاسرائيلية على ميزان الردع العربي؟
بالفعل ما حدث مؤخرا من اسقاط الدفاعات السورية للطائرة الاسرائيلية اف 16 بعد تنفيذها عدوانا ضد مواقع سورية ، هذا الامر اعاد ميزان الردع العربي الى المواجهة مع اسرائيل في الصراع العربي الاسرائيلي. وبالتالي اسرائيل ستحسب الف حساب قبل ان ترسل طائراتها فوق الاراضي السورية . تنفيذ غارات جديدة نوعية ضد اهداف تقول انها لحزب الله في سوريا وغير ذلك لكن ، سيكون فيه الكثير من التردد والخوف لا سيما ان قرار الرد اتخذ من قبل بشار الاسد لايجاد ميزان جديد ..والقيادة السورية ابلغت حلفاءها الروس بهذه العملية وبانها ستطلق الصواريخ تجاه الطائرة الاسرائيلية. هناك توازن ردع جديد في سوريا والمواجهة ستكون صعبة. وكرست هذه الحادثة مقولة جديدة بان اسرائيل لا يمكن لها ان تضرب اي موقع في سوريا دون ان تسمع الجواب ولن يبقى هذا التفوق الاسرائيلي متاحا بان ينفذ اهدافا فوق الاراضي السورية.
• هل سيكون لبنان ساحة جديدة للمواجهة مع الاسرائيليين في ظل التهديدات الاسرائيلية المتواصل؟
التهديدات الاسرائيلية المتوالية للبنان ولايران احيانا هي تهديدات فارغة ، فلو ارادت اسرائيل ان تنفذ هذه التهديدات لشنت حربا على سوريا او ايران او حزب الله لان الساحات مفتوحة من الجولان الى جنوب لبنان . لكن اعتقد ان الوجود الروسي هو مانع قوي امام اي عدوان اسرائيلي واسع في سوريا . فروسيا اعلنت اكثر من مرة على لسان مسؤوليها وسفرائها في لبنان وسوريا انها لن تسمح لاي احد بان يضرب حلفاءها الذين يشاركون في عملية الحرب على الارهاب . وروسيا لن تقف مكتوفة الايدي اذا ما نفذت اسرائيل اعتداءات في سوريا .
• وما رأيكم بالموقفين الروسي والامريكي في سوريا ؟
الموقف الروسي واضح فسوريا تشكل قاعدة متقدمة لروسيا في الشرق الاوسط وهي لن تسمح بانهيار هذا الوجود والحديقة الخلفية التي انشاتها في الشرق الاوسط في مواجهة كبرى تخوضها اسرائيل في سوريا او ضد حزب الله . لذلك تسعى روسيا لمنع هذا العدوان الاسرائيلي على سوريا او لبنان . وسمعنا في اكثر من لقاء بين نتيناهو و بوتين بان الروس كانوا يطلبون من المسؤول الاسرائيلي بان يبتعد عن اي مواجهة عسكرية لان نتاجها خاسرة للطرف الاسرائيلي وان على اسرائيل ان تتكيف مع الواقع الجديد في المنطقة.
اما الموقف الامريكي فهو بطبيعته مضطرب غامض الى حد ما نتيجة فشل مشروع الولايات المتحدة في سوريا . كما تعلمون لأمريكا مطامع في سوريا وما وجود الجماعات التكفيرية انما هو لتنفيذ مشروعها باضعاف سوريا وحلفائها في المنطقة . بالتالي امريكا خسرت في سوريا وفشل مشروعها وتفتش عن مشاريع اخرى من خلال الاكراد او بقاء جنودها في منطقة التنف السورية على سبيل المثال وايجاد قواعد عسكرية دائمة لها ..امريكا تدعم الكيان الاسرائيلي بكل قواها خاصة مع وجود الرئيس ترامب في السلطة وافكاره ورؤياه التي تتماهى مع الاطماع الاسرائيلية في المنطقة ...الموقف الامريكي غامض ومتردد وروسيا اضحت اللاعب الرئيسي . ولكن ما تريده واشنطن هو تأمين مصالحها النفطية والغازية فهناك موارد هامة في سوريا ونعتقد ان المعركة الرئيسية هي السيطرة على منابع النفط والغاز في البلد .
• افق الصراع في سوريا الى اين؟
اعتقد ان عام 2018 هو عام نهاية الحرب في سوريا ..فالاعلام الغربي يؤكد هذه الحقيقة بعد سيطرة الجيش السوري على 80 بالمئة من الاراضي السورية ..هناك جماعات ارهابية اخرى مثل جبهة النصرة مرتبطة بتركيا لكن هناك تفاهم تركي ايراني روسي لانهاء الصراع. و ما يحدث من تصعيد في بعض المحاور هو بهدف رفع سقف التفاوض على تقسيم الادوار ما بعد التسوية في سوريا. بطبيعة الحال الدور الامريكي في سوريا بقي عاملا مخربا باعتقادي لا يريد التسوية السياسية وليس مستعجلا على الحل. فيما اللاعبون الرئيسيون كروسيا وتركيا وايران يسعون لهذه التسوية ومؤتمر جنيف واستانة كلها مؤتمرات وضعت الحل السياسي على الطريق الصحيح والمسألة تحتاج الى بعض الوقت. وما يمكن ان يفسد التسوية عام 2018 هو فقط المحاولات الامريكية لايجاد قواعد عسكرية لها في التنف. لكن الحل السياسي في سوريا قادم وعام 2018 سيرسم معالم سوريا الجديدة.