رئاسة أركان مجلس النواب، وأشارت ذات المصادر بأنّ التفجير الإرهابي يحمل بصمات تنظيم ‹›داعش›› وأسفر عن سقوط 3 قتلى من عناصر البوابة وإصابة جرحى دون تحديد عددهم جرى نقلهم إلى اقرب مستشفى وهو مستشفى مدينة هون.
وتؤشّر العمليات الإرهابية الجديدة واللجوء للتفجيرات والمفخخات من طرف تنظيم داعش لتغيير في إستراتيجية التنظيم فبعد طرده من المدن وانتصارات الجيش في بنغازي وسرت وتضييق الخناق على إرهابيي درنة ومحاصرتهم للعام الثالث على التوالي لجأ الدواعش إلى الصحراء الشاسعة، ومن هناك أعادوا تنظيم صفوفهم مستغلين حالة الفراغ و ضعف المؤسسة العسكرية وعجزها عن السيطرة على تلك المساحات الشاسعة فقوات حفتر وعلى ضعف الإمكانيات وسريان حظر توريد السلاح تواجه صعوبات في حماية الحقول النفطية في المناطق النائية .وفي نفس الوقت مطالبة بتامين بنغازي و حماية الهلال النفطي وكذلك محاصرة درنة خوفا من تسلل الإرهابيين فيها إلى المدن المجاورة و تنفيذ عمليات إرهابية . تحديات واكراهات تعلمها القيادة العامة للجيش وهي التي حالت دون استمرار الجيش في التوسع غربا و الاكراهات ذاتها دفعت القيادة العامة إلى رفع التنسيق مع الجيش المصري إلى أعلى درجاته.
ويرى ملاحظون و مهتمون بالجماعات الإرهابية بان تكثيف تلك الجماعات لعملياتها الإرهابية وفي هذا التوقيت بالذات إنما يدل على تصميم الدواعش وحلفائهم على عرقلة مسار الحل السلمي، وتقويض الجهود الرامية إلى التوافق بين الفرقاء السياسيين والعسكريين هذا أولا أما ثانيا فان التنظيمات الإرهابية تسعى حاليا إلى إرباك الجيش وتشتيت جهوده .وربما خططت في قادم الأيام لاستهداف الهلال النفطي الورقة السياسية و الاقتصادية الحساسة لليبيا نظرا لما يمثله قطاع النفط من أهمية.
حقيقة تواجد الدواعش في الجنوب
أجمعت كل التقارير المحلية والدولية على نجاح داعش الارهابي في تجاوز هزائمه في سرت و بنغازي و أن اغلب قيادات التنظيم و مقاتليه تمكنوا من الهروب من المدينتين، وبتواطؤ سواء من ضباط محاور قوات حفتر في بنغازي أو من طرف بعض عناصر البنيان المرصوص في سرت . ومن هرب من الدواعش تؤكد تلك التقارير اتجه إلى الجنوب والمناطق الفاصلة بين سرت و الجفرة وسبها، أما قيادات الصف الأول وغرفة العمليات للتنظيم فترجح مصادر عسكرية تواجدهم و تحصنهم في سلسلة جبال الهروش حيث يصعب استهدافهم وحتى التفطن إليهم.
والسؤال المطروح وفي ظل التحذيرات والمخاوف من احتمال تصعيد داعش الارهابي لعملياته .هل يطلب المجلس الرئاسي من قيادات الافريكوم التدخل مرة أخرى واستئناف القصف الجوي لمواقع الدواعش ؟وهل تدفع تلك المخاطر الفرقاء العسكريين على التسريع بتوحيد الجيش و هل يقدر فرقاء السياسة خطر استمرار انقسامهم؟
بلاد شك المجلس الرئاسي و من خلال رئيسه فائز السراج أكثر الأطراف إدراكا للتحديات الأمنية وضرورة توحيد الجيش و خضوعه للسلطة المدنية ،وما حرص السراج على تلبية دعوات الوساطة بينه والقائد العام للجيش خليفة حفتر إلا دليل على صدق نوايا السراج وتفاعله الايجابي مع أي وساطة تدعم توحيد الصفوف، كما أن السراج يرفض التدخل العسكري الخارجي لكن الخطوة تصبح مبررة عندما يتعلق الأمر بالحرب على الإرهاب ولا يوجد ليبي واحد يحب وطنه يرفض مساعدة خارجية من اجل محاربة الإرهاب بمعنى انه متوقع طلب السراج الدعم الخارجي المباشر في ذلك السياق.
أما مسالة تقدير فرقاء السياسة لمخاطر تنامي نشاطات داعش و زيادة عملياته الإرهابية فيبدو من الصعوبة بمكان التخلي عن خلافاتهم السياسية ،إلا في صورة واحدة و هي فرض عقوبات مؤثرة على المعرقلين لتنفيذ الاتفاق السياسي و توسيع قاعدة الترضيات ومنح المناصب لأوسع شريحة وعدد من السياسيين.