ليلقي الضوء مجددا على الحرب ضد تنظيم «داعش» ومدى النجاح الدولي في القضاء على هذا التنظيم الارهابي خاصة وان بغداد اكدت ان هذا الانسحاب يأتي بعد «الانتصار» الكبير على تنظيم ‘’داعش’’ في ديسمبر من العام الماضي.يشار الى أنّ بدء واشنطن في سحب قواتها من العراق هو مرحلة اولى فقط كما انها لا تعني انسحابا كليا للقوات الامريكية ، وهي خطوة ستعلن عنها الولايات المتحدة الامريكية في وقتها وعقب القضاء نهائيا على خطر التنظيمات الإرهابية وفق تصريحات مسؤولين في البيت الابيض.
ورغم الهزائم الكبرى التي مني بها تنظيم ‘’داعش» الارهابي على الصعيد الدولي إلا ان التحذيرات الدولية من المرحلة التي ستلي هذا الانجاز تحمل اهمية تضاهي من حيث الاهمية الحرب الفعلية ضد التنظيم . ولعل اهم هذه المخاوف تتمثل في المؤشرات التي تدل ان تنظيم «داعش» خسر ثقله في مناطق العراق وسوريا ووجهته القادمة تشير الى افريقيا لفرض سيطرته مجددا بحسب توفر عوامل الظروف والحواضن .
ومن بين اهم اسباب هذه التحذيرات هي التقارير الدولية التي تؤكد ان الآلاف من مقاتلي تنظيم ‘’داعش’’ الإرهابي تمكنوا من النجاة من الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في شرق سوريا، وفقا لتقديرات جديدة من الجيش الأمريكي.ووفق ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فإن هذه التقييمات العسكرية والاستخباراتية من شأنها التقليل من قيمة التصريحات الأمريكية بخصوص «هزيمة داعش في سوريا».وأوضحت الصحيفة أن عددا كبيرا من المقاتلين هربوا من دون قيود إلى جنوب وغرب سوريا عبر خطوط القوات السورية الحكومية، كما ذهب بعضهم إلى الاختباء بالقرب من العاصمة دمشق.
وأوضحت أنهم «ينتظرون حاليا تلقي الأوامر من قادتهم عبر قنوات الاتصال المشفرة».
شكوك وجهود
وتأتي هذه الشكوك متزامنة مع اعلان بدء سحب القوات الامريكية من العراق وايضا مع مشاركة قرابة 70 دولة في اجتماع للتحالف الدولي ضد «داعش» من المقرر ان تحتضنه الكويت الشهر الجاري ، لبحث المرحلة التي تلي الهزائم المتتالية التي يعيشها التنظيم الارهابي بعد مرحلة تحرير العراق من براثنه. ويرى مراقبون ان هذا الاجتماع الدولي يحمل اهمية بالغة باعتباره سيناقش الجهود الدولية والتنسيق المشترك بين الدول الأعضاء في مجال مكافحة الإرهاب ومتابعة الاستراتيجيّة المرسومة لمحاربة «داعش’’. كما يتزامن هذا الاجتماع الدولي مع انعقاد مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق والمقرر عقده في الكويت خلال الفترة من 12 إلى 14 فيفري الجاري.
وتأتي كل هذه الاجتماعات لتؤكد ان المرحلة المقبلة ستكون ذات أولوية كبرى خاصة وان التّحذيرات الدوليّة تزايدت بخصوص المرحلة التي ستلي فقدان تنظيم «داعش» الارهابي للمناطق التي كانت تحت سيطرته عقب الهزائم التي مني به في بؤر التوتر خاصة سوريا والعراق وليبيا. ويؤكد متابعون للشأن الدولي وجود مخاوف اساسية من اعتماد بقايا هذا التنظيم الارهابي استراتيجية جديدة لإعادة لملمة صفوف مقاتليه والنشاط بصفة سرية في ذات المناطق الّتي خسرها وربما في مناطق اخرى يسعى للوصول اليها.
كما تبرز الى العلن مخاوف جديّة مفادها أن خسارة التنظيم للأراضي الّتي كانت تحت سيطرته هي خسارة لداعش ككيان جغرافي في حين يبقى خطره كجماعة مسلحة غير مركزية قائما ، كما أنّ هزائمه الأخيرة رغم أنها كبيرة ومؤثّرة لم تمنعه من القيام بهجمات متفرقة في عدة دول .