الباحث اللبناني في العلاقات الدولية خير الله خير الله لـ « المغرب»: لا أفق لأية تسوية سياسية في اليمن في غياب أي تغيير جذري على الأرض

قال الباحث اللبناني في العلاقات الدولية خير الله خير الله انه يصعب التكهّن بمستقبل الشرق الاوسط والمنطقة عموما خاصة ان دولا عربية تفتت ولن

يعود هناك من مستقبل لها . واشار في حديثه لـ«المغرب» الى ان اغتيال الحوثيين لعلي عبد الله صالح لن يغير الكثير في المعادلة اليمنية باعتباره لم يكن يمتلك اية قوة عسكرية بعد ان سلم صلاحياته الى نائبه .

• لو تفسرون لنا الوضع اليوم في اليمن بعد مقتل علي عبد الله صالح؟
لا يمكن الكلام عن أي جديد بعد اغتيال الحوثيين لعلي عبدالله صالح في ديسمبر الماضي. لم يعد الرئيس اليمني السابق يمتلك أية قوّة عسكرية تذكر منذ سلّم الرئاسة الى نائبه عبد ربّه منصور هادي في فيفري 2012. الجيش بعد ذلك التاريخ صار في امرة هادي بصفة كونه رئيسا انتقاليا. أعاد هادي هيكلة القوات المسلحة وابعد نجل علي عبد الله صالح، العميد احمد علي عبد الله صالح، عن «الحرس الجمهوري»، الذي كان يضمّ حوالي ثلاثين لواء، والقوات الخاصة وارسله سفيرا الى أبو ظبي.
السؤال الآن، هل من رغبة في التفاوض مع الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء منذ الواحد والعشرين من سبتمبر 2014 والذين يريدون في الواقع ان يكونوا جزءا من العملية السياسية وان يكون هناك اعتراف دولي وإقليمي بهم وبدولتهم في شمال اليمن؟ سيتوجب على مارتن غريفثت، المبعوث الاممي الجديد الإجابة عن هذا السؤال... علما ان غريفثت، وهو دبلوماسي بريطاني، يدعو الى التفاوض مع الحوثيين. سبق له ان قال في مجالس خاصة ان عزلهم سيزيد من تعنتهم.
لكنّ الدول الإقليمية، على رأسها السعودية، تعتبر ان مثل هذا التوجه سيء جدا نظرا الى ان الحوثيين مرتبطون عضويا بايران وسيعني الاعتراف بهم من وجهة نظرها ان دولة تابعة لإيران ستقوم على الحدود السعودية مع اليمن، وسيكون لهذه الدولة اطلالة على البحر الأحمر أيضا.

• من يسيطر اليوم على الارض؟ وهل هناك اية افق للتسوية؟
كل ما ذكرناه آنفا يعني بكل بساطة انّ لا افق لاية تسوية سياسية في الوقت الراهن في غياب أي تغيير جذري على الأرض يؤدي الى الحاق هزيمة بالحوثيين الذين يسمّون أنفسهم «انصار الله».
لا يمكن لدول الخليج العربي القبول بدولة تابعة لإيران تقوم على جزء من الأراضي اليمنية. مثل هذه الدولة ستشكل تهديدا مباشرا لامن كل دولة من دول الخليج، خصوصا السعودية ودولة الامارات.
المهم، عربيا، التيقن من خطورة الوجود الايراني في اليمن من جهة والاقتناع بان التورط الايراني في اليمن قديم جدّا وعميق جدّا من جهة أخرى.

• الى اين يسير الوضع في الشرق الاوسط في ظل المعارك المتواصلة ؟ وهل نحن امام شرق اوسط جديد وفق تقسيمات جديدة؟
على الصعيد الإقليمي، يصعب التكهّن بمستقبل الشرق الاوسط والمنطقة عموما. كل ما يمكن قوله ان دولا عربية تفتت ولن يعود هناك من مستقبل لها. العراق، الذي كان يمكن ان يكون الدولة العربية الأكثر قدرة على لعب دور إقليمي، بفضل ثرواته، صار بلدا مفلسا. لا امل في عودة سوريا دولة موحدة ولا امل باي مستقبل لليمن ومن الآن الى ان تعود ليبيا دولة ذات مؤسسات، يجب انتظار سنوات طويلة، هذا اذا بقي شيء من ليبيا. كذلك، ان مستقبلا غامضا ينتظر الجزائر في غياب قيادة شابة تعمل على استغلال ثروات البلد بدل بقائه في اسر أسعار النفط والغاز.
لبنان نفسه مهدّد وذلك في ظل صعود دور «حزب الله» الذي يمكن ان يسيطر على المجلس النيابي بعد الانتخابات المقررة في ماي المقبل. وهذا سيؤدي الى هيمنة إيرانية على لبنان بغطاء دستوري.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115