قال الكاتب والمحلّل السياسي الرّوسي اندريه انتيكوف أنّ مؤتمر «سوتشي» المنعقد حاليا في روسيا حول الازمة السورية يعطي امالا ايجابية - بغض النظر عن كل الصعوبات- وأن المؤتمر سيشكل مبادئ كبرى لحل الازمة السورية وصياغة دستور جديد للبلاد.
أكد الباحث الروسي المستعرب ان مؤتمر سوتشي مختلف عن بقية المؤتمرات التي انعقدت في سبيل ارساء حل للازمة السورية مضيفا ان هذا المؤتمر اختلف عن باقي المؤتمرات بضمه لمشاركين من مختلف اطياف المجتمع السوري ولم يقتصر على اطراف معينة .
• أولا لو تقدمون لنا قراءتكم لأبعاد انعقاد مؤتمر «سوتشي» خاصة وانه ترافق مع جدل واسع كان سببا في تأجيله عدة مرات ؟
صحيح تم تأجيل انعقاد جلسة مؤتمر سوتشي وكل ذلك كان نتيجة مشاكل تقنية، فعندما وصل وفد المعارضة المسلحة الى سوتشي قدموا لهم بطاقات المشاركة تحمل صورة العلم السوري الرسمي لذلك احتجوا ورفضوا الخروج من المطار وبالتالي كان هذا سبب تأجيل انعقاد المؤتمر انذاك. هذه المشكلة تقنية فقط وفي نهاية المطاف تم عقد الجلسة وكانت ناجحة . اذن كل ذلك يعطي امالا بغض النظر عن كل الصعوبات ان المؤتمر سيشكل مبادئ كبرى لحل الازمة السورية وصياغة دستور جديد للبلاد.
• ماهي نقاط الاختلاف بين باقي المؤتمرات الدولية التي انعقدت بخصوص سوريا وبين مؤتمر سوتشي المنعقد حاليا ؟
هناك فرق كبير جدا طبعا ، ففي جينف نشاهد مفاوضات بين الوفد الحكومي ووفد المعارضة السياسية ،وفي استانة نشاهد مفاوضات بين الوفد الحكومي ووفد المعارضة المسلحة وهنا في سوتشي لا نجد وفدا حكوميا ووفدا من المعارضة ففي سوتشي هناك تمثيل أوسع ، كما سجلنا مشاركة وفود تمثل كافة اطياف الشعب السوري من طائفة او طائفة اخرى ، وهناك ايضا تمثيل اخر هو التّمثيل الشعبي فالحضور لم يقتصر على وفد المعارضة او الوفد الحكومي .
ايضا في ‘’أستانة’’ شاهدنا مباحثات حول الاوضاع في ساحة القتال ،في ‘’جينيف’’ هناك مباحثات مابين المعارضة الخارجية والوفد الحكومي، وهنا في ‘’سوتشي’’ هناك فرصة جيدة وسليمة لنعطي منبرا جديدا لمن تم تجاهلهم في السابق .
• ماهي توقّعاتكم لنتائج المؤتمر وهل سينجح فيما فشل فيه مؤتمر «جينيف» ؟
مباحثات جينيف لم تفشل، نعم هي مباحثات مبنية على قرارات الأمم المتحدة ولذلك لا يمكن التخلّي عن تلك المباحثات، صحيح أنها لا تتقدم بشكل سريع لكنها تستمر ولم يرفض احد المشاركة فيها وهذا ايجابي لأنّها تستمر . «سوتشي» هو المحاولة الروسية لإيجاد دفع جديد لحلّ الازمة السورية .
وكما أشرت في السّابق هناك كثير من المباحثات في سوتشي وهي مختلفة عن جينف حتى انها تساعد وتساهم في دفع المباحثات في جينيف .اعتقد ان وصول 1600 مشارك الى سوتشي دليل على ان المشاركين مستعدون للتحاور والتفاوض وتقديم التنازلات وهذا دون شك شيء ايجابي هذا اولا .
ثانيا كانت هناك شكوك في السابق عندما تم اقتراح عقد مؤتمر في استانة وكان هناك كثير من الانتقادات لروسيا بهذا الخصوص، إلا ان النتائج كانت عكس التوقعات بعد ان تمخضت الاستانة عن 4 مناطق التوتر وانخفاض ملحوظ في مستوى العنف بشكل نوعي في سوريا وبالتالي سوتشي ايضا يمكن ان يؤدي الى نتائج ايجابية .
• ألن تؤثر مقاطعة المعارضة على مخرجات مؤتمر «سوتشي» ؟
صحيح البعض رفضوا المشاركة لكن الجدير بالذكر ان البعض في صفوف المعارضة المسلحة قد غيروا مواقفهم ووصلوا الى سوتشي، وكانت هناك بعض الصعوبات الا ان هذا لم يؤدي الى عدم انعقاد المؤتمر .
في النهاية من يرفض المشاركة الان يستطيع الانضمام في المستقبل ،هناك حاجة لتنشيط العملية السياسية في سوريا ، وأظن ان روسيا والأطراف السورية الاعضاء يسيرون في هذا الطريق نحو هذا الهدف والسؤال هنا هل من يرفض هذا المؤتمر يريد السلام ام انه يمارس السياسة فقط للحصول على المناصب ؟
• هل سينجح سوتشي في تقريب وجهات نظر الاطراف الدولية المؤثرة في المعادلة السورية ونقصد تركيا بالتحديد ؟
عندما اقترحت روسيا المؤتمر كانت تأخذ بعين الاعتبار المصالح الاقليمية والدولية، لذلك كان في البداية سينعقد في نوفمبر 2017 لكن تمّ التأجيل الى جانفي 2018 خلال كل تلك الاسابيع الماضية اجرت روسيا عدة مشاورات مع تركيا وإيران لإيجاد موقف مشترك من انعقاد المؤتمر .
مايخص تركيا شاهدنا تعاونا جيدا جدا في أستانة بين روسيا وتركيا وايران وتمخض عنها التوافق حول 4 مناطق خفض التوتر ،نفس الشيء في سوتشي في نهاية المطاف الحل للازمة السورية هو في تقديم التنازلات ومن المؤكد ان روسيا جاهزة لذلك لكن نرجو ان تكون تركيا ايضا جاهزة لتقديم مثل هذه التنازلات .
هناك توافق تركي روسي ايراني بأنّ الحل في سوريا سياسي بحت وليس عسكري»، وهذا يعطي امالا ان سوتشي سيؤدي الى تقارب وجهات النظر والى ايجاد حل مناسب ليس فقط للسوريين الذين يشاركون في هذا المؤتمر بل ايضا للدول الاقليمية و الغربية ايضا .
حاورته : وفاء العرفاوي