وبناء قوته والتمركز في المناطق غير الخاضعة للسلطة. وأضافت روبين ماك بان «داعش» الارهابي يخطط لمهاجمة الموانئ النفطية ومناطق أخرى. وجدد الناطق باسم الافريكوم التزام الولايات المتحدة بدعم ومساعدة الليبيين في الحرب على الإرهاب مؤكّدا في ذات السياق مواصلة استهداف تموقعات التنظيم الإرهابي وعصابات التهريب لمنعهم من اتخاذ ليبيا ملاذا لهم.
وكان تقرير أمريكي سابق أكد إن عين «داعش» على ليبيا وفي نفس السياق أكد مصدر قضائي تركي بان تنظيم «داعش» الارهابي المنهزم في سوريا و العراق يخطط للانتقال إلى ليبيا والفليبين، أما محليا فقد سبق لقوات البنيان المرصوص أن رصدت تحركات لمقاتلي «داعش» جنوب شرقي سرت وفي الأودية القريبة من بني وليد .
ومن جهتها كشفت قوات حفتر ذات المعطيات التي جاءت على لسان المتحدث باسم البنيان المرصوص لكن قوات حفتر عادت مرة أخرى لتؤكد ارتباط «داعش» الارهابي بالجماعات المحسوبة على تنظيم القاعدة الإرهابي وتنظيم سرايا الدفاع عن بنغازي وباقي مكونات تيار الإسلام السياسي الراديكالي في مصراتة – درنة- طرابلس الزاوية و صبراتة. اتجاه يدعمه ويؤكده المهتمون بالجماعات المتطرفة ودليلهم في ذلك ان كل تنظيم متطرف جديد هو سليل تنظيم سابق يماثله. فعند ما اختفى تنظيم أنصار الشريعة جاء تنظيم «داعش» الارهابي.
يشار الى ان هذه التحذيرات والمخاوف المحلية والدولية من عودة وشيكة لـ»داعش» الارهابي إلى مسرح الأحداث في ليبيا لها ، تغذيها هزيمة التنظيم في سوريا و العراق. ويرجح خبراء أن اعادة البناء ستكون في ليبيا لضعف أجهزة الدولة والانقسام و الصراع الدائر بين الفرقاء وعدم توحيد الجيش .
ثانيا تأكيد تقارير استخباراتية بان مقاتلي «داعش» الارهابي من سوريا على وجه التحديد جرى توفير ممرات أمنة لهم ولأسرهم للمغادرة نحو تركيا ليتم نقلهم لاحقا إلى ليبيا. ثالثا الدواعش الذين كانوا يقاتلون في أخر معاقلهم في بنغازي تمكنوا من الخروج بتواطؤ من بعض عناصر الجيش وهكذا صورة حصلت عند تحرير سرت .
حضور دولي باهت
ومما يغذي المخاوف المحلية من قرب وقوع عمليات إرهابية لداعش ضبابية موقف الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة وبعض دول الإقليم من حقيقة الحرب على الإرهاب، اذ كيف لعاقل ان يقبل ويستوعب فكرة توفير ممرات إنسانية للدواعش في سوريا؟ ونفس الفكرة والخطوة طالبت بها الأمم المتحدة عندما كانت قوات الكرامة تحاصر الدواعش في قنفودة .
نقطة أخرى تتمثل في تمويل التنظيم وتسليحه تثير الشكوك حيث سبق لقوات حفتر ان عثرت على كميات من الأكلات الجاهزة المنتجة من شركات غربية مختصة ومعروفة في مواقع «داعش» الارهابي جنوب سرت، وعملية التزويد تمت عبر الإنزال من الجو ونحن نعلم ان سماء ليبيا ومياهها الإقليمية على شاشات الرادار الأمريكية ،كل هذا وغيره من الحقائق وازدواجية المواقف الغربية من الحرب على داعش يجعل الليبيين يتخوفون من مخطط مخابراتي خارجي لنقل المشهد والفصل الجديد من الحرب على الإرهاب الى بلادهم لبلوغ غايات محددة .
المتضرر الأكبر
دون شك جميع المؤشرات تؤيد الرأي القائل بان الأيام القادمة سوف تشهد تنفيذ هجمات وعمليات إرهابية لداعش في ليبيا مثل تفجير أنابيب النفط وعمليات نوعية داخل الموانئ النفطية وغرب البلاد في طرابلس، سيما انّ تنظيم «داعش» الارهابي يدرك إن البلاد غارقة في الفوضى والانقسام ليبقى المتضرر الأكبر هو الشعب الليبي الذي يدفع ضريبة عبث السياسيين وفشل الأمم المتحدة وبعثتها في ترتيب الأولويات.