بحلول يوم 17 ديسمبر إلي المؤسسة العسكرية وتفويض قيادة الجيش زمام الأمور وعدم الاعتراف بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، أما في بنغازي فقد اصدر الحراك الداعم لقيادة الجيش بيانا ناشد فيه التظاهر يوم 17 ديسمبر في ساحة الكيش والمطالبة بتسليم زمام الأمور للمشير خليفة حفتر وطالب البيان مختلف المدن الليبية بالتظاهر السلمي ودعم تفويض الجيش كما شهدت مدينة زليتن ذات الحراك المندد بفشل حكومة الوفاق .
تحركات رد علها فائز السراج بالتأكيد على أن الرئاسي باق إلي حين إجراء الانتخابات العامة . من جانبه أعاد المبعوث الاممي غسان سلامة التأكيد بان الاتفاق السياسي هو الإطار الوحيد لحل الأزمة السياسية في ليبيا ،حديث سلامة جاء على هامش اجتماعه بالسفراء المعتمدين لدى طرابلس إلى ذلك كشفت البعثة الأممية لدى ليبيا أمس عن اختيار دولة محايدة لاحتضان جلسات اللجنة العسكرية التي تعمل على توحيد المؤسسة العسكرية وهذا معناه إن تلك الجلسات لن تجرى بالقاهرة .
ويرى متابعون لمسار وجهود توحيد الجيش الليبي وعلى الرغم من نجاحه في إحراز تقدم واضح إلا أن بعض الأطراف المحلية المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين لا تريد إن يتوحد الجيش الليبي برعاية مصرية ،ومن اجل إفشال الجهود المصرية وتقليص حجم دور القاهرة تحركت قيادات الإخوان هنا وهناك لإيجاد مكان محايد لاحتضان الحوار العسكري بدلا عن مصر التي يتهمها الإخوان بالانحياز لسلطات طبرق والقائد العام للجيش حفتر مع إن الواقع يؤكد أن مصر تقف على مسافة واحدة من أطراف الصراع، والرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن في أكثر من مناسبة بان القاهرة تدعم السراج وتدعم حفتر وتعمل على مساعدة الفرقاء لبلوغ التوافق المطلوب.
ومما لاشك فيه إن إعلان البعثة الأممية نقل الحوار العسكري إلى بلد محايد سوف تكون له عواقب وتداعيات أهمها أن قيادة الكرامة قد ترفض إجراء الحوار في مكانه الجديد ، كذلك غياب الدور المصري سيكون له تأثير على حظوظ نجاح الحوار العسكري الذي تراهن عليه بعثة الأمم المتحدة . وكان شريبات كشف عن تحول رئيس الأعلى للدولة عبد الرحمان السويحلي إلى مصراتة معقل جماعة الإخوان و تيار الإسلام السياسي واجتماعه مع عدد من القيادات العسكرية دون الكشف عن مزيد من التفاصيل للزيارة غير المعلنة.
استنفار في صفوف الإسلاميين
بالتزامن مع تصميم الأمم المتحدة الذهاب إلى الانتخابات العامة قبل استكمال مراحل خطة العمل أو خارطة الطريق المقدّمة، ومن اجل ضمان السيطرة على مفاصل وأجهزة الدولة والحفاظ على المكاسب استنفر تيار الإسلام السياسي صفوفه فنتائج الاقتراع محسومة لصالحه غرب البلاد بفضل سيطرة اذرعه المسلحة على تلك المناطق .
التيار الذي يدرك إن التحولات والمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية لا تخدمه بتاتا يعمل حاليا على انجاز خطوات استباقية أولا سحب ورقة توحيد الجيش من الجارة مصر التي أزاحت تنظيم الإخوان . ثانيا شق صف إقليم برقة حتى لو استدعى الأمر شراء ذمم بعض رموز المنطقة الشرقية والأمثلة متعددة و أخرها تعيين و كيل لوزارة داخلية الوفاق من أبناء برقة واحد كوادر داخلية حكومة طبرق.
الخلاصة إن تيار الإسلام السياسي لن يدعم إجراء الانتخابات قبل ترتيب الأمور للفوز بالانتخابات فهو غير مستعد للخسارة في هذا الاستحقاق الانتخابي تحت أي ظرف فخسارة الانتخابات العامة القادمة تعني نهاية الجماعات الإسلامية في ليبيا .