جماعات ارهابية» في مملكة البحرين.
جاء الرد الايراني على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الذي اعتبر بان السعودية «سبب مشاكل المنطقة».ونقلت الوكالة الإيرانية عنه القول، «تسوية مشاكل المنطقة الراهنة، والتي يعتبر الجزء الرئيسي منها ناجما عن السياسات السعودية العقيمة، لا يتم من خلال إصدار بيانات تفتقر للأهمية، بل الحل يكمن في الكف عن اتباع سياسات الكيان الصهيوني».
هذا الاجتماع الذي جاء في خضم ظرف شديد الحساسية تعيشه المنطقة مع احتدام الحروب الدائرة في سوريا واليمن وليبيا، اعاد طرح تساؤلات عديدة تتعلق بدور الجامعة العربية ومدى فاعليتها في انهاء الازمات الدائرة .. فبعد قرابة سبع سنوات على اندلاع الحروب في عديد البلدان العربية بعد احداث 2011 ، انحسر دور الجامعة العربية لصالح «تدويل» الأزمات القائمة ..فلم تتحقق اية تسوية في الازمة السورية وكذلك الحال في ليبيا التي تشهد انقساما وحروبا بين الميليشيات والحكومات المتصارعة..اما في اليمن فان الوضع يزداد سوءا مع تفشي الاوبئة والأمراض المزمنة وانتشار المجاعة ... والسؤال الاهم هل يعطي البيان الضوء الاخضر لاندلاع حرب جديدة تكون ساحتها لبنان بتعلة محاربة حزب الله ..
مخاوف وترقب
تزداد المخاوف في لبنان من تداعيات هذا القرار خاصة ان البلد لم يستفق بعد من صدمة استقالة الحريري من الرياض وما روج بخصوص قيام المملكة باحتجازه مع عائلته ...فهناك حالة من الترقب بخصوص توجهات الحريري وعما اذا كان سيقدم استقالته رسميا لدى رئيس الجمهورية...
والمعلوم ان لبنان ظل طوال الاعوام الماضية يحاول النأي بنفسه عن التحولات التي يعيشها جواره الملتهب ، خاصة في سوريا وهذا ما يفسر ايضا غياب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل عن اجتماع الوزراء العرب وتمثل لبنان بمندوبه الدائم لدى الجامعة العربية انطوان عزام. ويأتي هذا القرار في اطار محاولة لتجنيب الصدام مع خصوم اليوم ..اشقاء الامس ..بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهت لحزب الله والذي يمتلك قاعدة شعبية وسياسية واسعة في هذا البلد ويشارك في الحكومة وله نوابه في البرلمان .
وقد هاجم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال الاجتماع ايران و»عملاءها» في اشارة الى حزب الله اللبناني والمتمردين الحوثيين في اليمن.
أزمة جديدة
ويرى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني سعد الياس في حديثه لـ«المغرب» ان اجتماع القاهرة حظي باهتمام لافت في بيروت وبمتابعة دبلوماسية وحرص المسؤولون الرسميون على تفادي اية مواجهة مباشرة بين لبنان والدول العربية من خلال تغيب وزير الخارجية جبران باسيل والاكتفاء بحضور مندوب لبنان لدى الجامعة العربية السفير انطوان عزام لكنهم في الوقت عينه أعطوا التوجيهات لرفض اتهام حزب الله بالارهابي خصوصاً انه يمثل شريحة لبنانية وممثل في المجلس النيابي والحكومة وقد نجحت الاتصالات اللبنانية مع مصر وعدد من الدول العربية في تخفيف لهجة البيان الختامي ضد الدولة اللبنانية وعدم تحميل الحكومة اللبنانية مسؤولية افعال حزب الله.
وعن تداعيات هذا القرار اضاف بالقول :«لا شك ان تصنيف حزب الله بالارهابي يتلاقى مع تصنيفه بذلك امريكياً وبدرجة اقل أوروبياً وسيزيد من الضغوط على لبنان ووضعه الاقتصادي والمالي في ظل العقوبات على الحزب ومن يتعامل معه» . واضاف الكاتب اللبناني انً لبنان سيواجه مسألة الصراع السعودي الإيراني خصوصاً ان بين مكوناته الرئيسية سنٌة وشيعة ولكن هناك مساع وجهود لتجنيب لبنان اي انفجار او ان يكون صندوق بريد لتبادل الرسائل بين طهران والرياض وليكون لبنان بمنأى عن هذا الصراع على أمل ان تؤتي هذه الجهود ثماراً. على حد قوله .
الصراع الاقليمي
عن ملف استقالة الحريري واية خيارات امامه بعد العودة الى لبنان اجاب :«الوساطة الفرنسية بدأت بعد يومين من انقطاع الحريري عن الاتصالات مع القيادات اللبنانية وقد نجحت هذه الوساطة في خروج الحريري من السعودية وأدت المساعي التي قادها الرئيس إيمانويل ماكرون في عودة فرنسا الى لعب دور مميز في لبنان ومن خلاله في محاولة العودة الى خارطة الشرق الأوسط ومن المعروف ان لبنان وفرنسا تربطهما علاقات تاريخية وسبق للرئيس جاك شيراك ان لعب دوراً في الضغط الدولي لإخراج الجيش السوري من لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.» واضاف :«نحن ننتظر ما سيعلنه الحريري من بيروت واذا كان سيعود عن استقالته ام سيصر على الاستقالة ما يعني فتح الباب امام استشارات جديدة لتكليف رئيس حكومة جديد قد تأتي بالحريري مجدداً وفق تسوية بشروط جديدة تقوم على نأي لبنان عن أزمات المنطقة وانسحاب حزب الله من هذه الأزمات ولاسيما من اليمن وسوريا . وقال ان عدم استجابة السيد حسن نصرالله للانسحاب من أزمات المنطقة فهذا يعني الدخول في أزمة جديدة مفتوحة قد يصعب معها تأليف حكومة جديدة وتستمر هذه الحكومة في تصريف الاعمال حتى موعد الانتخابات النيابية وانكشاف الصورة في المستقبل.
وقال ان اسرائيل تتفرّج على الصراع الإقليمي القائم وتشعر بالارتياح وتحاول تأجيج الصراع لتكون هي المستفيدة وكل ما يهمها هو تدمير واضعاف العالم العربي وإيران على حد سواء واضاف :«نحن نأمل الا يكون كل هذا الصراع يخدم في مكان ما مشاريع الكيان الاسرائيلي على حساب قضية العرب المركزية وهي القضية الفلسطينية».