قال الباحث والمحلل السياسي السوري سومر صالح نائب مدير المركز الدولي للدراسات الامنية والجيوسياسية لـ«المغرب» انّ سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مدينة الرقة وطرد مقاتلي «داعش» منها سيخدم الجانب الامريكي باعتبار ان هذه القوات مدعومة من واشنطن ، واشار صالح الى انّ مرحلة ما بعد انهيار «داعش» كيانيا وتنظيميا في سوريا ستحاول الولايات المتحدة احلال المشروع الكردي في الشرق الاوسط على انقاضه بهدف فرض وقائع ميدانية لايمكن تجاهلها في جينف8 القادم حول الازمة السورية .
• كيف ترون سيطرة قوّات سوريا الدّيمقراطية بالكامل على مدينة الرقّة ، برأيكم من هي الجهة التي يخدمها هذا التقدّم لقوّات سوريا الديمقراطية ؟
سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على الرقة تخدم الجانب الامريكي بشكل مباشر ..لان هذه القوات تعمل بغطائهم الجوي ودعمهم ، اليوم لم تحدث اشتباكات حقيقية بين ‘’داعش’’ وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلا في اطار ضيق، وقضية استسلام ‘’داعش’’ الى تلك القوات مثيرة للجدل والريبة، ولكن السؤال المطروح هو : هنا بعد نكوص المشروع الكردي في العراق خصوصا في كركوك والسليمانية ما الذي تستطيع الولايات المتحدة تحقيقه في سوريا بأدوات اضعف من تلك الموجودة في العراق؟، الجواب بكل بساطة هو ان مشروعها الكردي في سورية سيولد ميتا بحكم المعطيات الراهنة والمواقف الإقليمية، لذلك تخبط الولايات المتحدة في سياستها ووجود لاعبين اقليميين اقوياء لن يسمح بنجاح مشروعها لا في العراق ولا سوريا.. ويبقى ما يحدث محاولة امريكية لصناعة معطيات يمكن الاستفادة منها في زمن التسويات القادم مع روسيا والقوى الاقليمية.
• لو تقيّمون لنا مسار معركة الرقّة ودور الأطراف الخارجية فيها ؟
بعد تصريحات 6 /6 /2017 التي قال فيها التحالف الدولي إن معركة انتزاع السيطرة على الرقة ستكون «طويلة وصعبة» لكنّها ستوجّه ضربة حاسمة للفكرة التي يقوم عليها تنظيم ‘’داعش’’ ، ويوم أمس أعلنت قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها على الرقة وذلك بعد أن تمّ في وقت سابق إطلاق عمليّة ‘’غضب’’ الفرات، إذا هي تساؤلات كبيرة حول ماحصل من تقدّم سريع واستسلام غير مفهوم لعناصر ‘’’داعش’’ في الرقّة، وأين ذهبت قوّات هذا التنظيم وعن علاقة ماحصل بالانزالات الأمريكيّة في المنطقة الشرقيّة في سوريا والّتي سحبت عناصر أمريكية وأوروبية قيل انّها زرعت في التّنظيم...ما أريد قوله ان ما حصل أقرب الى تمثيلية من التّحالف الدّولي وليست معارك حقيقية على غرار المعارك التي يخوضها الجيش السوري في دير الزور والميادين والبوكمال...وتهدف الى عدة أمور: إبراز انتصار معنوي على التنظيم في مقابل الانتصارت النوعية لروسيا وحلفاؤها، ثانيا في مرحلة ما بعد انهيار «داعش» كيانيا وتنظيميا تحاول الولايات المتحدة احلال المشروع الكردي في الشرق الاوسط على انقاض تنظيم داعش لتحقيق اهدافها ثالثا فرض وقائع ميدانية لايمكن تجاهلها في جينف8 القادم...وبالخلاصة ما تحدّثت عنه هيلاري كيلنتون في كتابها الخيارات الصّعبة على أنّ ‘’داعش’’ صناعة أمريكية تبيّن بشكل واضح في معارك التحالف في الشرق الاوسط ضد هذا التنظيم.
• لو تقدمون لنا خارطة توزع تنظيم «داعش» في سوريا والى اي مدى انحسر نفوذه في سوريا؟
اعلنت وزارة الدفاع الروسية منذ بضعة ايام أن 14 ألف و800 كلم مربع فقط مازالت حتى اليوم تحت سيطرة «داعش»، أي أقــل من 8 % من أراضي سوريا» وهي محصورة في المنطقة الشرقية من سوريا في البوكمال السورية والهجين وجنوب الشدادي شرق نهر الخابور..وبالتالي مساحات كبيرة من الاراضي السورية تحررت من ارهاب «داعش» خصوصا البادية السورية وريف حماه الشرقي وارياف حلب وحمص.. وينحصر حاليا التنظيم في اجزاء قليلة من محافظة دير الزور بمحاذاة الحدود السورية العراقية و«داعش» يمر بمرحلة انهيار كياني وتنظيمي كامل فالتنظيم الذي اعلن في العام 2013 خسر المعركة وانهزم في سوريا والعراق في العام 2017 .
• برأيكم هل تقترب الازمة السورية من الانفراج ام ان تداخل هذه الاطراف الدولية سيزيد من تعقيد الامور؟
هذا السؤال منقسم على مستويين الاول عسكري ونحن في مراحل الازمة الاخيرة فالإرهاب يخسر المعركة في سوريا ومناطق تخفيف التصعيد وعددها خمس ومنطقة فض الاشتباك تتكفل بوقف التصعيد في تلك المناطق.. ولكن سياسيا القادم من الاحداث السياسية من المتوقع ان يشهد استقطابا سياسيا اقليميا ودوليا حول طبيعة المرحلة القادمة في سوريا فالبعض يريد تفسيرا للقرار الدولي 2254 على أساس بيان جينيف والمحور السوري الروسي الايراني يعتبر هذا البيان فاقد الصرف السياسي بموجب النتائج والمعطيات في الميدان ..لذلك ستتزايد الاستقطابات السياسية في جينيف وسيتعقد الحل قليلا.. ولكن المهم حاليا ان الارهاب وداعميه قد خسر المعركة ..وهو الشرط اللازم لانطلاق عملية سياسية في جينيف ..ولكن سلفا تحت سقف السيادة السورية وسقف اختيار وتطلعات الشعب السوري الذي هزم الارهاب .