اجتماعات فتح وحماس في القاهرة أي مستقبل للقضية الفلسطينية بعد المصالحة

احتضنت العاصمة المصرية امس جولة جديدة من الحوار بين حركتي فتح وحماس من اجل استكمال مسار المصالحة الوطنية ..هذا الملف الذي القى بثقله على كاهل الفلسطينيين وزاد من معاناتهم في ظل الحصار المفروض من قبل الاحتلال ...وقد شهد ملف المصالحة تطورات هامة خلال الاسبوعين الماضيين حركت المشهد السياسي في الداخل الفلسطيني وذلك

بعد قرار « حماس « حل اللجنة الادارية الحكومية في غزة في سبتمبر الماضي ومن ثم قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس ارسال حكومته للقطاع لعقد الاجتماع الاسبوعي الثلاثاء الماضي..
كما شهد القطاع زيارات لعديد الوزراء في الحكومة لمتابعة احوال العاملين في المقرات الحكومية بغزة. ومن المتوقع ان يتم بعد اجتماع القاهرة انهاء جميع الترتيبات المتعلقة برفع الاجراءات العقابية التي سلطت على حماس خلال الاعوام الماضية ..

مطلب شعبي
اكثر من عشرة اعوام من الخلاف والانقسام عمقت الجرح الفلسطيني ولم تزد في اوضاع الفلسطينيين الا المعاناة وانسداد الافق ..فالمصالحة الفلسطينية كانت مطلبا شعبيا وقد جرت خلال السنوات الماضية محاولات كثيرة لإنهاء الانقسام لكنها كانت بمصالح فئوية على خلفية المحاصصة بين الفصيلين فتح وحماس اضافة إلى معارضة الاحتلال لكل المحاولات السابقة.

ويقول القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين زاهر الشتشري لـ «المغرب» انه تم توقيع عدد من الاتفاقيات مثل اتفاقيه مكة واتفاقيه القاهرة واتفاقية الشاطئ . لكن اتفاقيه القاهرة هي الأفضل لأنها افرزت مخرجات حوار وطني شامل وليس ثنائي مع أن البنود الاساسية لهذا الاتفاق كانت نتيجة مباحثات بين الفصيلين فتح وحماس.
واضاف :”الان وبعد أن تم الاعلان بشكل رسمي عن إنهاء الانقسام بجهود مصرية ومباركة امريكية ، نحن بانتظار نتائج اجتماع القاهرة بين الفصيلين فتح وحماس ، والذي سيتمخض عنه اجتماع موسع لكل القوى والشخصيات لكي يصار إلى حوار وطني شامل».

مخاوف وتحديات؟
عن الصعوبات التي تنتظر استكمال مسار المصالحة اجاب :»هناك تخوفات مشروعة عند الفصائل وعموم شعبنا من سرعة تنفيذ الاتفاق، وهذه التخوفات مصدرها ما يشاع حول ما يسمى صفقة القرن والتي نعتقد أنها ستمس ثوابتنا وخصوصا موضوع حق العودة . الموضوع العام هو موضوع المقاومة وسلاحها و منظمة التحرير الفلسطينية وإصلاحها وتفعيلها على أسس كفاحية وديمقراطية».

وراى محدثنا انه إذا كان هناك من اتفاق فلسطيني بإنهاء الانقسام وتنفيذ قرارات المجلس المركزي الأخير والاتفاق على تفعيل وتطوير منظمة التحرير على أسس كفاحية وديمقراطية فإن الاحتلال سيتدخل لإفشال المصالحة.
وأضاف :«ايضا اذا كانت هناك اشتراطات مثل استمرار العمل بالتنسيق الأمني والتنكر للتضحيات شعبنا من اجل تنفيذ قوانين تؤدي إلى تعزيز الجانب الأمني على حساب الشق الديمقراطي وحرية التعبير أي بمعنى آخر شعبنا الفلسطيني الذي عانى ومازال من ممارسات الاحتلال فإنه بحاجة إلى نظام ديمقراطي وليس امنيا». وقال ان المطلب اليوم هو الاتفاق على آليات موحدة من أجل تحقيق الأهداف المرجوة ..وتتلخص بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وليس التفاوض حولها».

الظرف الاقليمي
يرى عديد المراقبين ان عدة عوامل دفعت في اتجاه المصافحة التاريخية بين الفصيلين بعد انقسام دام اكثر من عشرة اعوام اهمها الازمة الخليجية ..تطورات الملف السوري وغيرها ..في هذا السياق يقول القيادي الفلسطيني ان ما يحدث بسوريا من تطورات عكست نفسها خصوصا فيما يتعلق بإيران وحزب الله وهذا الأمر بالنسبة للاحتلال وأمريكا له الاولوية ، فاذا كان هناك أي عمل عسكري ضد ايران فان ذلك يتطلب الحفاظ على الهدوء على جبهة غزة.. على حد قوله». واوضح انه بعد اعلان إنهاء الانقسام بدأت الصحافة الإسرائيلية بإبداء تعليقاتها وهي تعكس بشكل واضح رد فعل الحكومة الصهيونية .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115