أكد وزير العمل والتأهيل الليبي في حكومة الوفاق الوطني المهدي الورضمي ان حكومة الوفاق تدعم دعوة الممثل الاممي الجديد غسان سلامة الى حوار بين الليبيين مؤكدا ان اتفاق باريس ادى الى مخرجات جيدة لكنه يحتاج الى مؤتمرات مكملة داخل ليبيا وخارجها ..وفيما يتعلق بعدم تحقيق وقف اطلاق النار اوضح ان هذه الخطوة تتطلب وقتا وتحتاج الى مراحل من اجل جمع السلاح وتسليمه ..كما شدد في حوار لـ « المغرب» على رفض الليبيين لكل محاولات توطين الاجانب والمهاجرين غير الشرعيين ..
• بعد مرور اكثر من شهرين على توقيع اتفاق باريس ما الذي تغير على الارض ولماذا لم يتحقق وقف اطلاق النار حتى الآن؟
تغير الكثير بعد اتفاق باريس، فهناك توافق تام وهناك روح التوافق التي نستطيع تلمسها من خلال نبض الشارع الليبي. ونحن متفائلون وندعو الى تقارب آخر بين حفتر والسراج وجميع الليبيين.
اتفاق باريس ادى الى مخرجات جيدة لكنه يحتاج الى مؤتمرات مكملة داخل ليبيا وخارجها لدعم التلاقي والحوار بعيدا عن السلاح . وأيضا ندعم لقاء لندن وجميع الحوارات ..وكذلك الحوار الذي دعا اليه المبعوث الاممي غسان سلامة ندعمه ونحاول انجاحه. لكن هناك تحديات كبيرة في هذه البلاد ، فليبيا مرت بمرحلة صعبة وعملية جمع السلاح ووقف اطلاق النار تحتاج الى مراحل طويلة. هناك هدوء حذر ولكن لا يوجد وقف كامل لإطلاق النار وهذا يحتاج الى وقت ويمكن ان يتطلب اربع مراحل او اكثر .لا نستطيع وقف اطلاق النار فجأة في دولة عانت من الحرب لمدة سبع سنوات ولكن هناك تفاؤل لدى جميع الليبيين .
هناك ارادة اجتماعية وسياسية وقبلية وباتحاد هذه الارادات نستطيع الوصول الى نتائج طيبة.
• كيف تنظرون الى تقارب حفتر مع روسيا ؟
تقارب حفتر مع روسيا قد يؤثر سلبا على المشهد السياسي الليبي لاننا لا نعرف نوايا روسيا تجاه ليبيا . ولكن دائما لدى الليبيين القدرة على اخذ النواحي الايجابية وترك الامور السلبية . لان الارض الليبية مرّ عليها نزاع بين القوى السياسية العالمية..لكن لا بأس من التواصل مع روسيا وننتظر النتائج .
• ما ردكم على بعض الدعوات الغربية والأوروبية الى توطين المهاجرين في ليبيا؟
نحن كليبيين جميعا ، شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، ضد اي نوع من التوطين داخل الاراضي الليبية . ومعالجة مشكلة الهجرة غير الشرعية تحتاج الى تعاون محلي ودولي وعالمي . وايضا ان قضية الهجرة غير الشرعية معقدة ، فهناك تجار وشبكات عالمية يستفيدون من هذا الجانب . اذن القضاء على الهجرة غير الشرعية يحتاج الى تكاتف الجميع في العالم . الليبيون ضد التوطين وسيادة ليبيا فوق الجميع .
• حصلت عديد المصالحات الليبية مؤخرا بوساطة قبلية فهل توضحون دور القبائل في المشهد السياسي الحالي؟
ليبيا دولة قبلية وتكويننا الاجتماعي يقوم على اسس قبلية ودور القبائل مهم في هذا السياق . ونعطي مثالا بسيطا ان الفرقة الجنوبية لعبت دورا كبير في المصالحة الوطنية التي تمت في سبها بين اكبر قبيلتين متناحرتين . وتمت في روما تحت اشراف حكومة التوافق ودعم الحكومة الايطالية . وخلال الاسابيع القادمة سنشهد الجلسة النهائية لرأب الصدع .
دفع جميع الاطراف خلال الحرب التي حصلت في سبها ثمنا باهظا ونتمنى ان تكون بداية طيبة ..هناك مصالحات تحصل شرقا وغربا ودور القبائل مهم ولا نستطيع الاستغناء عنه...
• ما ردكم على الانتقادات التي تطال الدستور الليبي الجديد ؟
صدور الدستور الليبي يعتبر خطوة هامة بالرغم من تحفظاتنا على بعض مخرجاته . لكنه خرج في مرحلة حرب وعدم استقرار ونعتبره نجاحا مهما ..سنقوم بتعديلات واضافات بالتعاون مع اتحاد الشباب بشكل يراعي متطلبات القانون الدولي والأمم المتحدة . ..
• هل سنشهد انتخابات قريبة في ليبيا ؟
نتوقع ان تكون هناك انتخابات في سنة 2018 ونحلم بها وندفع في هذا الاتجاه . لأنها تمهد الطريق نحو قيام دولة مدينة تنعم بالسلم الاجتماعي.
• ما هو دور وزارة العمل في تأهيل الشباب الليبي ؟
نحن في وزارة العمل نحاول ان نطبق بعض الافكار البناءّه والتي تنتزع الشباب من الحرب . فكل الفئات الشبابية تورطت في الحرب عن طريق الميليشيات وتجارة المخدرات وتجارة البشر والجريمة المنظمة . وهناك مناخ في ليبيا يشجع جميع انواع التجارة الممنوعة، من الصحراء الى داخل الاراضي الليبية عبر البحار ..وهناك تجارة ممنوعة في كل مدن ليبيا مثل الحشيش والخطف والابتزاز وتجارة البضائع وتهريبها عبر الحدود الغربية الجنوبية الشرقية وايضا عبر البحر مثل تهريب النفط والبترول الى مالطا وايطاليا ودول اخرى ، وذلك بمشاركة عصابات عالمية لها قدرات رهيبة . وايضا تهريب البشر عبر الصحراء من النيجر والتشاد والسودان وافريقيا العميقة. فوزارة العمل لديها مسؤوليات كبيرة جدا بالتعاون مع المجتمع الدولي وكذلك حكومة الوفاق لخلق مناخ عمل جيد للشباب. لانه في تلك التجارة الممنوعة هناك كسب سريع. فالتحديات كبيرة امام وزارة العمل لتأهيل ورفع قدرات الشباب وذلك من خلال الدورات التدريبية بالتعاون مع حكومة التوافق لانتزاع الشباب من التجارة الممنوعة. وايضا الاطفال والنساء متضررون ونحاول خلق مناخ جيد بالتعاون مع وزارة الصحة لإعادة التأهيل النفسي للفئات المتضررة. ونحتاج لخبرات الدول التي مرت بنزاعات سابقا .