فيما القوات العراقية تقتحم معقل «داعش» الارهابي في تلعفر: وزير الدفاع الأمريكي يصل إلى العراق في زيارة غير معلنة

قال الجيش العراقي إن قواته اقتحمت امس مركز قضاء مدينة تلعفر معقل تنظيم داعش الارهابي إلى الغرب من الموصل. وذكرت بيانات لقيادة العمليات العراقية المشتركة أن قوات الجيش ووحدات مكافحة الإرهاب اقتحمت المدينة من الجهتين الشرقية والجنوبية.

يأتي ذلك فيما وصل وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إلى العراق امس بعد أيام فقط من بدء هجوم لاستعادة مدينة تلعفر لإجراء محادثات مع القادة العراقيين بشأن الخطوات المقبلة في الحرب على تنظيم داعش الارهابي. كان ماتيس قد حذر من أن القضاء على داعش مازال بعيدا.
وأعلن رئيس وزراء العراق حيدر العبادي أن قوات الأمن العراقية بدأت هجوما لاستعادة مدينة تلعفر يوم الأحد في أحدث حلقات الحملة المدعومة من أمريكا لهزيمة مقاتلي التنظيم. وتلعفر معقل للمتطرفين السنة منذ فترة طويلة وتقع على بعد 80 كيلومترا غربي الموصل في أقصى شمال العراق وسبق أن شهدت موجات من العنف الطائفي بين السنة والشيعة.
وقال ماتيس للصحفيين في عمان «أيام التنظيم أصبحت معدودة بكل تأكيد لكنه لم ينته بعد ولن ينتهي في وقت قريب». وأضاف أن القوات العراقية ستتحرك بعد السيطرة على تلعفر صوب وادي نهر الفرات في الغرب مشيرا إلى قدرة قوات الأمن العراقية على تنفيذ عمليات متزامنة. وقال بريت مكورك المبعوث الأمريكي الخاص لدى التحالف المعادي للتنظيم للصحفيين إنه رغم أن معركة تلعفر ستكون صعبة فإن القوات العراقية سيطرت على 235 كيلومترا مربعا في أول 24 ساعة.

وقال مسؤولون أمريكيون اشترطوا عدم نشر أسمائهم إن ماتيس، الذي سيلتقي بالعبادي ووزير الدفاع عرفان الحيالي، سيبحث مستقبل القوات الأمريكية في العراق بعد سقوط المدن الباقية تحت سيطرة داعش الارهابي والدور الذي يمكن أن تلعبه في عمليات تحقيق الاستقرار.
وأضاف المسؤولون أنه رغم تطهير مدن كبرى مثل الموصل من مقاتلي داعش فإن ثمة هواجس فيما يتعلق بقدرة القوات العراقية على الاحتفاظ بالأرض. وأوضح ماتيس أنه لا تزال هناك جيوب مقاومة في غرب الموصل تضم خلايا نائمة.
وقال «لن يحدث ذلك بين عشية وضحاها... ستكون مهمة شاقة عليهم مستقبلا غير أن الحكم السليم يقتضي إشراك تمثيل محلي في إدارة شؤون حياتهم اليومية».

ويتعرض داعش الارهابي لضغوط في سوريا أيضا حيث سيطر مقاتلون أكراد وعرب تدعمهم الولايات المتحدة على مساحات كبيرة من الأرض في الشمال وبدأوا يهاجمون مدينة الرقة المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا.
وقال مكورك إن حوالي 2000 مقاتل من التنظيم مازالوا في الرقة وإنه تمت استعادة ما يصل إلى 60 في المئة منها. وقال ماتيس إن الخطوة التالية للقوات التي تحارب داعش في سوريا هي التحرك صوب وسط وادي الفرات وذلك في إشارة إلى محافظة دير الزور معقل المتشددين إلى الجنوب الشرقي من الرقة.

الاستفتاء الكردي
وفيما يتعلق بالاستفتاء الكردي ، أعلن أكراد العراق أنهم سيجرون استفتاء على الاستقلال يوم 25 سبتمبر رغم مخاوف الدول المجاورة للعراق التي يوجد بها أقليات كردية ورغم طلب الولايات المتحدة تأجيله.
غير أن مسؤولا كرديا كبيرا قال إن أكراد العراق ربما يدرسون إمكانية تأجيل الاستفتاء مقابل تنازلات مالية وسياسية من الحكومة المركزية في بغداد. وقال مكورك إن زيارة وفد كردي لبغداد في الآونة الأخيرة كانت مشجعة. وقال مسؤول أمريكي إن ماتيس سيحث مسعود البرزاني رئيس الإقليم الكردي المتمتع بالحكم الذاتي على إلغاء الاستفتاء. وفي العام الماضي وقعت وزارة الدفاع الأمريكية اتفاقا مع قوات البشمركة الكردية لتزويدها بأسلحة وعتاد بمئات ملايين الدولارات.
وقال المسؤول الأمريكي طالبا عدم نشر اسمه إن مذكرة التفاهم سينتهي أجلها قريبا وأشار إلى أن ماتيس قد يستخدمها كورقة مساومة.

تحذير أممي
على صعيد متصل، حثت الأمم المتحدة العراق امس على بذل مزيد من الجهود لضمان الرعاية والحماية والعدالة لآلاف النساء والفتيات اللواتي وقعن ضحايا أعمال عنف جنسية ارتكبها تنظيم داعش الارهابي.
وفي تقرير صدر مؤخرا، حذرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) ومكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأن الأطفال الذين ولدوا نتيجة أعمال عنف جنسي يواجهون خطر قضاء حياتهم وهم يعانون من التمييز وسوء المعاملة.
وقال المفوض السامي لحقوق الانسان زيد رعد الحسين في بيان إن «الإصابات البدنية والعقلية والنفسية التي يتسبب بها داعش الارهابي تكاد تتجاوز القدرة على استيعابها». وأضاف «إن كان الضحايا سيعيدون بناء حياتهم وحياة أطفالهم، فإنهم يحتاجون إلى العدالة والتعويض».
المغرب – وكالات

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115