يشار الى ان رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج طلب من ايطاليا ارسال سفن حربية الى موانئها لتعزيز جهود محاربة ظاهرة الهجرة غير النظامية ، وبالفعل وصلت امس الاول احدى السفن الايطالية «كوماندانتي بروزيني»، التابعة للقوات البحرية الإيطالية الى ميناء العاصمة طرابلس بهدف مساعدة البحرية الليبية وخفر السواحل في مكافحة الهجرة غير الشرعية داخل المياه الإقليمية الليبية وفق تصريحات رسمية ايطالية ، الا انّ هذا القرار اظهر للعلن الانقسام الليبي الحاد حول هذه الظاهرة التي انتعشت منذ دخول ليبيا في فوضى امنية وسياسية منذ 6 سنوات خلت.
وانتقدت اغلب الاطراف السياسية الليبية وأولها برلمان طبرق برئاسة عقيلة صالح وقائد الجيش الليبي خليفة حفتر الخطوة التي اتخذها السراج دون الرجوع الى الأجسام السياسية الاخرى التي اعتبرت ذلك «انتهاكا صارخا للسيادة الداخلية لليبيا» . ووصف البرلمان الإيطالي خطة التدخل بـ»المحدودة»، فيما أكدت وزيرة الدفاع الايطالية أن روما لا تعتزم فرض حصار بحري،وأوضحت أن منطقة التحرك الإيطالي ستُحدد بالتعاون مع السلطات الليبية.
ويواجه الدور الايطالي في ليبيا بانتقادات متزايدة خاصة المتعلق منها بمكافحة الهجرة غير النظامية ، باعتبار ان روما من اكبر المتضررين من تفاقم اعداد المهاجرين الوافدين على اراضيها عبر البوابة الليبية مستغلين الانفلات الامني والضبابية السياسية في ليبيا وما نجم عنه من بروز ظواهر اخرى اكثر خطورة كتجارة الاسلحة وتجارة البشر والتهريب وغيرها من المعضلات. الا ان الخطوة الاخيرة التي اتخذتها ايطاليا لدعم جهود مكافحة هذه الظاهرة قالت منظمات حقوقية دولية على غرار هيومن رايتس ووتش ان هذا قد يعرض المهاجرين للخطر. يشار الى ان اعداد المهاجرين الذين وصلوا إيطاليا خلال السنوات الأربع الماضية بلغ نحو 600 ألف مهاجر يتزايد اعدادهم يوما بعد يوم رغم الاجراءات المتخذة لإعاقة وصولهم الى القارة الاوروبية عامة.
الحل العسكري وارد
وحول ابعاد طلب السراج ارسال سفن حربية الى المياه الاقليمية الليبية قال الكاتب الليبي محمد علي في تصريح لـ«المغرب» انّ ان طلب السراج ارسال سفن حربية الى المياه الليبية مبرر ، مشيرا الى غياب قوة في ليبيا تستطيع كبح الهجرة غير الشرعية بسبب قوة ونمو عصابات الهجرة غير الشرعية التي تُركت لتنمو وتزدهر على مدى سنين منذ ثورة فيفري 2011 .
وأشار محدّثنا الى ان هذا التدخل قد يؤدي مستقبلا الى التدخل على الارض لان إيطاليا لديها مصالح ومنشات على الارض الليبية ، مضيفا انها مهددة فعلا وخصوصا من عصابات الهجرة غير الشرعية. وتابع علي ان المفارقة العجيبة ان اهم مصالح إيطاليا موجودة في منطقة هي تحت نفوذ عصابات الهجرة غير الشرعية وهو مجمع «مليتة الغازي» حيث تنشط عصابات الهجرة واي مضايقة من إيطاليا لهذه العصابات قد يؤدي الى رد من هذه العصابات على هذا المجمع مما يضطر إيطاليا للتدخل على الارض كأمر متوقع.
وتابع الكاتب والمحلل السياسي الليبي ان «العصابات في ليبيا اصبحت عصابات قوية محذرا انها اقوى ايضا من اي حكومة ليبية بسبب اعتماد هذه العصابات على اقتصاد الفوضى وهو اقتصاد نامي في ليبيا كون ايرادات ضخمة لهذه العصابات ،وفتح وظائف لمن لديه استعداد للجريمة دعمت بها نفسها بشراء الاسلحة والمعدات والآليات ومن ذلك عصابات الهجرة غير الشرعية التي انشأت في غرب ليبيا موانئ خاصة بها ولا يوجد احد قادر على التصدي لهذه العصابات الاجرامية لذا فان طلب السراج مبرر «على حد تعبيره .
الادوار الخارجية في ليبيا
واعتبر محدّثنا ان «كل البيانات التي ترفض هذا التدخل لا تلامس الواقع ، مضيفا ان ليبيا بلاد مستباحة لكل من هب ودب من عصابات محلية وعصابات دينيةوعصابات اجنبية ، ولاتوجد اي سيطرة للدولة بل ان السيطرة تحت قبضة عصابات السلاح ، ومايتعلق بوضع التدخل الأجنبي هناك قوى اجنبية غير معلنة في عدة مناطق وهناك اجهزة استخبارات لدول اجنبية بسبب وضع ليبيا المهدد لهذه الدول».
واشار محمد علي الى ان وضع الانفلات والانهيار يسمح لهذه القوة بالتخفي ويسمح لها بشراء الذمم واستعمال مستندات ليبية حتى جوازات السفر ،مضيفا ان تنظيم «داعش» الارهابي ايضا لايزال متواجدا وسط ليبيا ولايزال يتمتع بقوته».
وفي اجابته عن سؤال حول كثرة الاهتمام الدولي بالوضع الليبي وغياب الحلول أكد الكاتب الليبي ان ليبيا لديها امكانات جغرافية وطبيعية مثيرة للمطامع الخارجية، وهي امكانات قال محدّثنا انها تحل العديد من مشاكل هذه الدول هذا من جانب . وأضاف ان «وضع ليبيا ايضا بدأ يؤثر عالميا لهذا يكثر الاهتمام بالوضع الليبي ولاتوجد حلول لأنهم لايعلمون كيف يتعاملون مع الوضع الليبي ويظنون ان القيادات الليبية هى قيادات سياسية والتعامل معها ينبغي ان يكون سياسيا بينما هي قيادات انتهازية قفزت على المشهد السياسي لأجل المغنم وليس لأجل بناء ليبيا وأغلبها لايهمها من امر ليبيا إلا الاموال والمزايا».