الامنية الاسرائيلية ..وتنادى امس الفلسطينيون للصلاة في شوارع القدس الشرقية المحتلة بعد ان وضعت « اسرائيل» آلات لكشف المعادن عند مداخل المسجد المبارك ومنعت الرجال دون سن الخمسين من دخول البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة لأداء الصلاة . وكذا خرجت مظاهرات في عديد المدن الفلسطينية وسجلت مواجهات في مدينتي الخليل وبيت لحم الفلسطينية . ولأول مرة منذ عقود يبقى المسجد الاقصى مغلقا بعد تركيب أجهزة لكشف المعادن في خطوة اعتبرها ناشطون ومسؤولون فلسطينيون خطوة لاغتيال القدس بعروبتها وفلسطينيتها وإسلاميتها ومسيحيتها .
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية ان 20 فلسطينيا على الأقل أصيبوا في مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية واستشهد 3 آخرون قرب المسجد الأقصى في مدينة القدس، عقب تأدية صلاة الجمعة خارج المسجد في الشوارع المحيطة بالمسجد.
وقال رائد عامر مدير عام العلاقات الدولية بنادي الاسير الفلسطيني في حديثه لـ «المغرب» ان ما تقوم به «اسرائيل» هو محاولة لتغيير الأمر الواقع في مدينة القدس ضد الشعب الفلسطيني وضد المقدسات الاسلامية .وقال انها رسالة تحدي للشعب الفلسطيني ولكل الشعوب العربية . واعتبر انه في حال فشلت هذه الرسالة ستفشل «اسرائيل» في مخططاتها خلال الفترة القادمة ولن تستطيع ان تغير شيئا في مدينة القدس .
واضاف :«ما يقوم به الشعب الفلسطيني هو الدفاع عن مدينة القدس ولديه الاستعداد بان يقدم مئات الشهداء في سبيل الدفاع عن مدينة القدس وباعتقادي فان القدس خط احمر لكل شريف حر سواء عربي او فلسطيني او اسلامي» . وتابع بالقول: «في مقابل هذا التصعيد الاسرائيلي هنالك محاولات ايضا جدية من قبل كل الفصائل وعلى رأسها حركة فتح والقيادة الفلسطينية بان تدافع عن القدس ومدينة القدس لمواجهة الاحتلال بكل الوسائل الممكنة . موضحا ان هناك تحركات جدية على المستوى الرسمي من قبل وزارة الخارجية من اجل التدخل السريع لإيجاد حل سريع لوقف ما تقوم به اسرائيل في مدينة القدس». وشدد محدثنا ان المطلوب هو التحرك على المستوى الشعبي والرسمي العربي لإيصال رسالة لكل العالم بان الشعب الفلسطيني ليس لوحده والشعوب العربية تقف الى جانبه .
من جهته قال المحلل السياسي الفلسطيني فادي عبيد لـ «المغرب» ان الأوضاع مرشحة لكل الاحتمالات ، والغلبة اليوم هي لمزيد من المواجهة في ضوء اشتداد العربدة الصهيونية ، وتقديم القمع والتنكيل على أية شيء آخر ، واضاف :«لا خيار أمام الشعب الفلسطيني وأهلنا المقدسيين سوى البقاء في أرضهم والدفاع عن مقدساتهم بكل ما أوتوا من قوة. وقال ان المخطط واضح ، وهو الانقضاض على المسجد الأقصى المبارك وحسم قضية القدس بعيداً عن أية حلول أو مبادرات سياسية قادمة ، وذلك تماشياً مع أطماع الجماعات الاستيطانية المتطرفة التي تتطلع لإقامة الهيكل المزعوم فوق أنقاض المسرى الشريف» ..
وعن الدور المطلوب اليوم :«المطلوب من العرب ليس جديداً ، ومنذ عقود يطالب الفلسطينيون بوقفة عربية حقيقية تعينهم على مواجهة هذه العربدة وهذا العدوان ؛ لكن للأسف لا حياة لمن تنادي ..» ..وعن انقسام الفلسطينيين وضرورة توحيد الصف في مواجهة ما يحدث تابع بالقول:«اليوم نحن نتحدث عن صراع وجود يتصل بالفلسطينيين عموماً وليس بفئة دون أخرى ، وهذه دعوة نجددها لكل الأفرقاء بأن تعالوا على خلافاتكم ، وارتقوا إلى تضحيات شعبكم ، كونوا خير أمناء على هذه القضية ، ودعوا السجالات جانباً في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي يراد من خلال طمس القضية وتغييبها في ظل اندفاع بعض المتنفذين داخل المنظومة الرسمية العربية باتجاه التطبيع مع الكيان الغاصب»..