وجه قائد عملية الكرامة المشير خليفة حفتر كلمة الى اهالي بنغازي والشعب الليبي اعلن فيها اكتمال تحرير بنغازي من الإرهابيين وما يسمون انفسهم بمجلس ثوار بنغازي بعد حرب استمرت ل 3 سنوات ،وأضاف حفتر بان وحدات الجيش والشباب نحجت في تطهير المحور الغربي – سوق الحوت – الصابري نهائي من بقايا الإرهابيين وتعهد حفتر بتحرير كامل البلاد من المليشيات الخارجة عن القانون.
وفور اعلان تحرير بنغازي عمت مظاهر الاحتفال ولو بنسبة متفاوتة مختلف مدن ليبيا – بنغازي – المرج – طبرق – القبة – اجدابيا – سرت – سبها – الكفرة – طرابلس وغيرها. اما عن ردود الافعال المحلية المسجلة بعد اعلان تحرير بنغازي فقد اشار الباحث الاستراتيجي فرج زيدان الى ان انتصار الجيش يعد انتصارا لإرادة شعب بأكمله.يرفض الارهاب والتطرف ويمثل كذلك نكسة وصفعة في وجه من سعوا الى تفتيت ليبيا وزرع الفتنة وتوطين الارهاب زيدان اضاف الى ان الحفاظ على انتصار اصعب من تحقيقه والأمر يتطلب تظافر الجهود بين المواطن والأمن وتوخي اليقظة .
من جانبه اكد عصام التاجوري ان الجيش انتصر بفضل القيادة الحكيمة، وتوقع التاجوري المحامي والناشط القانوني ان تكون لانتصارات الجيش تداعيات وتأثيرات مباشرة على المشهد العسكري والسياسي الراهن اذ ان بنغازي سوف يسمح للقوات المسلحة من اعادة الانتشار وإرسال قوات اضافية الى الجنوب والمنطقة الوسطى والغرب الليبي.
ويرى محللون بان تحرير بنغازي من الارهاب بالإمكانيات العسكرية سوف يدفع المجتمع الدولي لتغيير موقفه من الاطراف التي قادت الحرب عسكريا او سياسيا، اي رئيس مجلس النواب وقائد الجيش وسوف يقوي موقف سلطات طبرق عند اية مفاوضات.
اين اختفى الدواعش ؟
الجدير بالتنويه الى ان قيادة الكرامة عند وبعد اعلان تحرير المحور الغربي لمدينة بنغازي لم تعط اي حصيلة لقتلى او جرحى او ممن جرى اسرهم من الدواعش ولا حتى الوجهة التي هربوا اليها بعد خسارة مواقعهم ، مما يطرح عديد الاسئلة حول اماكن تواجد الدواعش وبقايا انصار الشريعة وفيما يتعلق بالدواعش الذين كانوا في سوق الحوت والصابري يرجح البعض خروجهم عبر البحر في اتجاه سرت وسط ليبيا او صبراتة غربا.
اما الدواعش الذين اطردوا من سرت عقب تحريرها من طرف البنيان المرصوص فيؤكد اهالي سرت انهم تمركزوا على مسافات 30 – 40 كلم جنوب المدينة حيث اقاموا البوابات بمجموعات اخرى من الدواعش وأعدادها في حدود 200 عنصر ارهابي بحسب البنيان المرصوص ،فتتواجد جنوب بني وليد وتتخذ من الاودية ملاذ امنا لها. عدد اقل من ذلك انضم الى ما يعرف بسرايا الدفاع عن بنغازي الذي قام بحل هذه المجموعة اتجهت من الجفرة الى صبراتة وغرب ليبيا .
الجدير بالإشارة كذلك ان اغلب مقاتلي الدواعش هم من غير الليبيين وانما ينحدرون من جنسيات عربية وافريقية والصورة تنطبق ايضا على قيادات التنظيم الارهابي.ويمكن القول وبعد سيطرة الجيش على بنغازي والبنيان المرصوص على سرت وتصميم السراج على محاربة الارهاب ،واستعداد الافريكوم لدعم جهود ليبيا للقضاء على الارهاب يمكن القول والتأكيد بان ايام الدواعش في ليبيا اصبحت معدودة.لكن مع ذلك يخشى البعض من تواصل حالة الانقسام والتشرذم والفراغ السياسي ليستغله داعش لاعادة بناء قوتهم وتغيير التكتيك.
جلسات الحوار السياسي
في سياق جهود حلحلة الازمة وتجاوز حالة الجمود التي اصابت مسار التسوية السياسية طالب المبعوث الاممي الجديد غسان سلامة الفرقاء السياسيين الليبيين بضرورة توفير ارضية للتوافق، وشدد المبعوث الاممي الذي تسلم مهامه الاسبوع الماضي على ضرورة ان تجري جلسات الحوار السياسي في احدى المدن الليبية وليس خارج البلد مثلما جرت العادة .نقطة ومسالة يلتقي فيها غسان سلامة مع المجلس الاعلى للقبائل والمدن الليبية الذي عارض انعقاد جلسات الحوار خارج ليبيا.
وكانت جلسات الحوار في بداياتها في سبتمبر 2014 بين وفد مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام جرت في مدينة غدامس وتم الاتفاق بين الوفد وبعثة الامم المتحدة على تنعقد الجلسة الموالية في غدامس ايضا او مدينة اخرى ليبية غير ان البعثة الاممية فرضت على وفد الحوار الانتقال الى جينيف مع توسيع قائمة الاطراف المتحاورة، واستمرت جلسات الحوار في تنقلها من دولة الى دولة الى ان حط المتحاورون الرحال في الصخيرات المغربية في اكتوبر 2015 وفي ديسمبر تم التوقيع على الاتفاق السياسي الهش الذي تعثر تنفيذه على الارض مما استوجب العودة للحوار مرة اخرى .
ليبيا: الجيش يبسط نفوذه الكامل على بنغازي وحفتر يبشر بعهد جديد
- بقلم مصطفى الجريء
- 13:21 07/07/2017
- 1340 عدد المشاهدات