قال الكاتب العراقي هشام الموزاني في حوار لـ«المغرب» انّ تحرير اهم المناطق ذات البعد الاستراتيجي في مدينة الموصل العراقية يؤكد نهاية التنظيم في اهم معاقله مضيفا انّ معركة الموصل تمثل اهم انتصار واكبر انجاز تم تحقيقه ضد الحركات الارهابية وخصوصا تنظيم «داعش» .
واشار الى انّ التجربة الداعشية في العراق لم تكن فقط اسوأ الفترات التي شهدت عمليات القتل والتهجير والاغتصاب مشيرا الى ان النموذج المتخلف والدموي الذي خلقته «داعش» في المناطق التي سيطرت عليها في العراق تعدت الموت والدم.
• اولا لو تقدمون لنا قراءتكم لمعركة تحرير الموصل منذ بدايتها ؟
الى هذه اللحظة لم يتم تحرير كل المدينة القديمة في الموصل.. ولكن تم تحرير اهم المناطق ذات البعد الاستراتيجي وكذلك جامع النوري ذي الرمزية الكبيرة لتنظيم ‘’داعش’’ الارهابي... ان معركة الموصل تمثل اهم انتصار واكبر انجاز تم تحقيقه ضد الحركات الارهابية وخصوصا تنظيم «داعش» ..ربما لن تتمكن القوى الارهابية من القيام بأي عمل عسكري كبير مستقبلا نتيجة هذه الضربة القاصمة. مع الاخذ بعين الاعتبار ان هذا النصر جاء في ظروف اقتصادية صعبة جدا للعراق..ناهيك عن الوضع السياسي والاجتماعي المتأزم الذي تعيشه البلاد.
• برأيكم هل يعني طرد «داعش» من الموصل نهايته في العراق ، وماهو مصير مقاتليه وخلاياه النائمة ؟
«داعش» والتنظيمات المنضوية تحت رايتها كقوة عسكرية قادرة على احداث تغييرات جيوسياسية انتهى على المستوى البعيد...ولكن الخلايا النائمة ستكون هي التحدي الامني الكبير... ربما نشهد الايام القادمة عمليات نوعية ولكن محدودة من هذه الخلايا ... ويبقى التحدي الامني قائما..ولكن التحدي العسكري انتهى تقريبا..ان مقاتليه وخلاياه النائمة يملكون قدرة كبيرة على التخفي خصوصا ان داعش العراقية منتشرة بين المدنيين.
• برأيكم كيف ستكون المرحلة القادمة بالنسبة للعراق ؟ وماهي التحديات المطروحة امام قيادتها امنيا وسياسيا ؟
ان الاهم هو من سيمسك الملف الامني في المناطق المحررة .. بدأت قبل فترة ليست بالقليلة حوارات موسعة بين الاطراف الفاعلة.. الحكومة المركزية والأكراد والقوى السياسية الممثلة للموصل .. ملف شائك وخطير ... ويبدو انه ما زال محل خلاف خصوصا اذا ما عرفنا ان الاوضاع قبل ‘’داعش’’ لم تكن جيدة.. بل متوترة حد الاقتتال... يجب ان تبذل الحكومة المركزية جهودا جبارة وتقدم تنازلات كبيرة لإعادة تنظيم المنطقة ... ان المكونات داخل الموصل تمر منذ سنوات بازمة ثقة متبادلة وضعف لدور الحكومة المركزية ربما يلقي ظلالا من الشك حول امكانية الوصول الى وضع مستقر في وقت قصير ..وأول التحديات من يمسك الارض وملف اعمار المناطق.
• كيف سيؤثر تحرير الموصل وطرد التنظيم الارهابي على وضع العراق اقليميا ودوليا ؟
مؤكد ان بروز العراق كدولة استطاعت ان تهزم ‘’داعش’’ وتعيد الاستقرار على حدود 5 دول على الاقل محيطة بالعراق انجاز كبير وسيحظى بدعم واشادة عالميين واقليميين.. ويضاف الى ذلك بروز قوة عسكرية عراقية قادرة على التدخل في مناطق التوتر...ان هذا الانتصار سيجعل العراق رقما لايمكن تجاوزه في التحالف الدولي ضد داعش.. ان عودة الاستقرار الى الداخل العراقي سيؤثر في الكثير من حسابات المنطقة خصوصا
• خسائر العراق من الفترة التي قضاها داعش على اراضيه ليست فقط مادية بل تجاوزته لخسائر اكثر فداحة انسانيا واقتصاديا ، لو تقدمون لنا وصفا لـ3 سنوات من عمر ‘’داعش’’ الارهابي في العراق ؟
ان التجربة الداعشية تعتبر من اسوإ فترات القتل والموت والتهجير والاغتصاب .. ان النموذج المتخلف والدموي الذي خلقته «داعش» في المناطق التي سيطرت عليها تعدت الموت والدم.بل وصلت الى جر المجتمع بأكمله الى ثقافة الاقصاء الدموي للأخر .قوة العقيدة العنفية ضد اي شيء حضاري .. العدوان النفسي المخيف للآثار والتراث.. مصادرة حق الحياة المتحضرة.. ولقد شاهدنا الازمات النفسية الرهيبة التي يعاني منها المتضررون من داعش خصوصا النساء والأطفال..ان نمط الحياة الداعشية بحد ذاته هو جريمة لا تقل بؤسا عن جرائم القتل والاغتصاب .. ربما سنحتاج الى جهود دولية لإعادة نسق الحياة المتحضرة الى المناطق المحررة اخيرا.
حاورته : وفاء العرفاوي