يرى متابعون للشأن الليبي السياسي والعسكري وحتى الاقتصادي بأن تدخل الدوحة في ليبيا بعد 2011 شمل كل القطاعات، وفي هذا الإطار يؤكد المتابعون ان البداية كانت بالاستيلاء على ارشيف المخابرات الليبية زمن القذافي على متن طائرات قطرية انطلقت من قاعدة معيتيقة في طرابلس وبمساعدة عبد الحكيم بلحاج احد أبرز رجالات الدوحة في ليبيا. ويضيف متابعون بان المخابرات الليبية والمخابرات القطرية ارتبطت وتعاونت في محطات وملفات حساسة في المنطقة والخليج تحديدا ، حيث تم التنسيق بين الدوحة وطرابلس لزعزعة الأمن في المملكة العربية السعودية ومحاولة اغتيال الملك الراحل عبد الله – هذه نقطة من النقاط التي دفعت قطر للاستيلاء على ارشيف المخابرات الليبية .
تباين المواقف
في هذا الإطار ينوه الباحث الاستراتيجي والمحلل السياسي فرج زيدان عن الاسلاميين المتطرفين الليبيين او الأجانب المتطرفين المطلوبين لدى ليبيا وأيضا عن ضباط الأمن الداخلي والخارجي والجيش والإعلاميين والقضاة و الذين جرى إغتيالهم في وقت لاحق. واتهم فرج زيدان قطر بتجاوز مجرد التدخل في ليبيا إلى التورط في عمليات تصفية – حادثة اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس محاولتي اغتيال المشير خليفة حفتر 2013 - 2014. وأضاف فرج زيدان بان المكتب التنفيذي اصدر قرار حل المليشيات وإحالة الى المجلس الانتقالي لكن ضغوطات من قطر حالت دون تنفيذ القرار المذكور.ومن ثمة اتهمت قطر بدعم الأجهزة الموازية للجيش والأمن فكان بعث الدروع بمختلف مناطق ليبيا لتكون البديل للمؤسسة العسكرية في حين تكون اللجان الأمنية البديل للشرطة بعد ذلك التنظيمات الارهابية من بعضها البععض ، تنظيم انصار الشريعة بمدينة سرت . وبالعودة الى قرار مجلس النواب فتح تحقيق في تدخل الدوحة في ليبيا، يشير خبراء القانون بان الخطوة الأهم من فتح التحقيق تبقى هي جمع المؤيدات لذلك التدخل لتقديمها الى الجنائية الدولية او المحكمة الافريقية وبغياب تلك المؤيدات لا طائل من رفع الشكوى ولا حتى فتح تحقيق .
مقابل هذا الشق المعارض لدور قطر في ليبيا والمتهم لها بالتدخل والمتضامن مع الدول الخليجية التي قطعت العلاقات مع الدوحة ، هذا الشق المتمثل في الحكومة المؤقتة ومجلس النواب تقف سلطات طرابلس موقفا مخالفا .ومن المفارقات الغريبة ان يحدث التقاء وتوافق بين حكومة الانقاذ الإخوانية وحكومة الوفاق وبرئاسة السراج حول التعاطف مع قطر والاعتراف بمساعدتها لليبيين سواء في ايام الثورة او ما بعد الثورة .
السراج يستكمل تنفيذ القرار رقم 31
على صعيد اخر قام رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بتعيين محمد الجداد امرا للمنطقة الوسطى وأسامة جويلي امرا بالمنطقة الغربية، الجدير بالملاحظة ان محمد الحداد كان يحمل رتبة نقيب قبل ان يرقيه السراج مباشرة إلى رتبة لواء و الحداد هو آمر كتيبة الحلبوص التي هاجمت الهلال النفطي ،وشاركت في تحرير سرت من «داعش» وهي منضوية تحت الرئاسي ، اما أسامة الجويلي أصيل الزنتان فقد شغل منصب وزير دفاع حكومة الليبيين و مقرب من قيادات مصراته .