لتأتي بعد تلك الانفراجة الواضحة حادثة القاعدة الجوية في براك لتعيد الازمة الى نقطة الصفر ،ومن تداعيات الحادثة تصاعد حالة الاحتقان في الجنوب إذ يرى اهالي اقليم فزان انه تم الزج بهم في الصراع بين طرابلس و برقة و أن يكون الجنوب مسرحا للحرب وابناء الجنوب هم وقود تلك الحرب اللعينة .
ويشير ناشطون بالمجتمع المدني باقليم فزان انه خلال الثلاث سنوات الفارطة كانت المواجهات بين طرابلس وبرقة تدور في الهلال النفطي والعاصمة طرابلس – حرب المطار بين الزنتان المواليةلبرقة ومليشيات مصراته الموالية لسلطات طرابلس – لكن لأسباب تقنية ولوجستية، جرى تحويل الصراع الى الجنوب لتكون مجزرة براك الوحشية و سقوط 156 قتيلا من ابناء فزان مجزرة لم يعرف لها تاريخ ليبيا المعاصر مثيلا سواء من حيث حصيلة القتلى أو البشاعة و الوحشية . ومن تداعيات العملية الارهابية تلك اعادة اصطفاف المليشيات المسلحة بما يخدم ويكرس المزيد من الانقسام إذا أعلن المجلس العسكري واتحاد ثوار مصراته عدم اعترافه بالمجلس الرئاسي، ودعمه واعترافه بحكومة الانقاذ و بقايا المؤتمر الوطني و المفتي المعزول الصادق الغرياني. كما أعلن المجلس العسكري مصراته دعمه لوزير دفاع الوفاق المهدي البرغثي ليس حبا في شخصه لكن انتقاما من السراج الذي كان في وقت سابق اتخذ قرار ايقاف البرغثي عن العمل بصفة مؤقتة وحتى اكتمال التحقيق الذي اذن به السراج في مجزرة براك .
تهديدات مستمرة
معلوم أن البيان الصادر عن عسكري مصراته واتحاد الثوار دعا الي الإعلان حالة النفير واسقاط السراج .من جانبه لم يمتثل المهدي البرغثي لقرار ايقافه عن العمل حيث واصل مباشرة عمله وقد اجتمع امس مع مساعديه ،وطالب خلال الاجتماع المذكور الذي لا يعرف مكان انعقاده أكان في الجفرة أم في طرابلس ، طالب البنيان المرصوص بالاستعداد لجولة جديدة في الحرب على تنظيم داعش الارهابي الذي بدأ الظهور من جديد جنوب سرت وبأعداد متزايدة يوما بعد آخر .
الجدير بالتنويه بان البنيان المرصوص انقلب هو ايضا على السراج ويأتمر بأوامر المفتي المعزول الغرياني وعسكري مصراته كما يعارض البنيان تقارب السراج مع حفتر ،وبذلك ينعطف البنيان ضمن جبهة الرفض للتسوية السياسية وعرقلة تنفيذ الاتفاق السياسي بعد تصميم ....