ويأتي حرص الأردن على استضافة جولات المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ عام 2003، ليعكس الاستقرار السياسي والامني والمؤسسي الذي تشهده المملكة مقارنة بدول اخرى تعرضت لموجات حراك عنيفة ، ويجسد أيضاً الاهتمام الخاص الذي توليه المملكة الهاشمية لبحث التحديات الاقتصادية التي تواجه دول المنطقة في ظل المتغيرات السياسية والاجتماعية التي لا تهدأ منذ انطلاق الألفية الثالثة ، آخذا في الاعتبار ان الدورة التاسعة للمنتدى التي تباشر اعمالها حالياً يشارك بها أكثر من 1000 شخصية من قادة الأعمال والسياسيين وممثلي مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والشبابية من أكثر من 50 دولة.
كما تعقد على هامش المنتدى جلسات عمل وحلقات نقاشية مرتبطة بالموضوع الرئيسي للمنتدي’ تحفز الإبداع لدي الشباب واقتصاديات المستقبل’ بمشاركة ممثلي المنظمات الاقتصادية والتنموية الدولية بالتوازي مع توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم تخدم وتعزز الاقتصاد الأردني في مختلف قطاعاته.
وبما انه من المعلوم ان كل جيل وزمان يغلب عليهما صفات وخصائص متفاوتة فإن الكلمة التى إلقاها ولي العهد الاردني ، الحسين بن عبدالله الثاني ، في الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى، قد ركز مضمونها على أهمية تعظيم الاستفادة من تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات باعتبارها الثورة الصناعية الرابعة في تحديث سبل تمكين الأجيال نحو المستقبل من خلال تحفيز الريادة والإبداع عبــــر التقنية الحديثة، وبناء اقتصاديات تضمن مشاركة الجميع، وتطوير أدوات الجهود الإغاثية والدبلوماسية الضرورية لمواجهة تحديات المنطقة وفي مقدمتها النازحين واللاجئين وانتشار الفكر المتشدد، مع تعزيز جهود مقاومة التربصات الجارية منذ عدة سنوات لاستقطاب شباب المنطقة نحو الأفكار المتشددة والمتطرفة.
وفي سياقٍ متصل، من المقرر إن تحتضن الأردن إطلاق مبادرة الشراكة الاستثمارية للتنمية المستدامة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال فعاليات المنتدى بالشراكة مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدولية OECD والتي ستركز على تطوير البنية التحتية في المنطقة، حيث يتمتع الأردن بخبرة ونجاح في هذا المجال إذ نفذ خلال 10 سنوات الماضية مشاريع لتطوير البنية التحتية بالتعاون مع القطاع الخاص تتجاوز قيمتها 10 مليار دولار.
وساهم المنتدى في طرح أفكار غير تقليدية لمناقشة موضوعات الشباب واجيال المستقبل التي تتعرض لتحديات متنوعة تؤثر في مجملها على مسيرات التنمية في منطقتنا.