أربع هجمات في نفس الأسبوع أرجعت الحملة الانتخابية لمربع الإرهاب بالرغم من أن السلطات حاولت احتواء الإعلام المتعلق بتلك الأحداث دون تصنيفها كعمليات ارهابية حتى يتمكن المرشحون من مباشرة مهامهم في الحملة. وإن ذكر الإعلام الفرنسي حادثة الذبح فقد اعتبرها حادثة إجرام عادية. لكن الهجوم على مطار أورلي غير من نوعية التعاطي مع الحادث وأجبر السلطات على اعتباره عملا إرهابيا و إغلاق المطار لمدة طويلة قبل إعادة فتحه أمام الملاحة الجوية.
جدل حول الهجمات الارهابية
أعادت العمليات الإرهابية في باريس الجدل حول العلاقة بين تونس والإرهاب بالرغم من أن الإرهابيين هما من مواليد فرنسا. زياد بن بلقاسم، من عائلة تونسية فرنسية، ولد وترعرع في باريس وتمت تصفيته من قبل الأمن في مطار أورلي وهو في سن 39 عاما. أما الإرهابي الذي ذبح أباه و أخاه، و يدعى رمزي د.، فهو كذلك من مواليد العاصمة الفرنسية، ينتمي لعائلة تونسية من تطاوين تقطن في حي مونتروي الباريسي.
وإن لم تبث الشرطة معلومات حول القاتل فإنه ثبت أن المدعو رمزي أقدم على ذبح أبيه (36 سنة) ثم أخيه (29 سنة) بسبب منعهما إياه الالتحاق بتنظيم «داعش» الارهابي قصد المشاركة في القتال بسوريا، وعمد الأب إلى الإبلاغ عن ابنه للشرطة مما جعل الأمن يدرجه في قائمة المراقبين من قبل أجهزة أمن الدولة. وشهد أحد الجيران بأنه سمع رمزي د. يقول «الله أكبر» عندما كان يذبح أباه وهو يرتدي جلبابا أفغانيا. وقد أطلقت عليه الشرطة القبض وهو ملطخ بدماء أبيه وأخيه. وكان عند اعتقاله يبكي ويقرأ آيات من القرآن.
شبكة تونسية أوروبية
بعد محمد بوهلال الذي دهس 89 شخصا في عملية «نيس» جاء دور أنيس العمري الذي قتل 9 أشخاص في برلين. وها نحن نسجل عمليات إرهابية أخرى بباريس تنسب للتونسيين. من ناحية أخرى، سبق للشرطة الإيطالية أن عثرت على «شبكة تونسية» تعاملت مع أنيس العمري في مدينة ميلانو . ثم رصدت اتصالات مع بعض المقيمين في مدينة «لاتينا» تمكّنت من خلالها أجهزة الأمن الإيطالي من إلقاء القبض على مجموعة من المشتبه فيهم وصل عددها إلى 13 شخصا. وكانت الشرطة الإيطالية قد رحلت إلى تونس عدة إرهابيين تونسيين سنة 2015 من بينهم الأخوان غازي ومحمد جويني.
و لم تعط السلطات الألمانية معلومات عن وجود إرهابيين من ضمن 1500 مهاجر اتفق على ترحيلهم إلى تونس بعد الاتفاق الحاصل بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد. لكن الشرطة الأوروبية (أوروبول) تقوم بأعمال كثيفة للوقوف على حقيقة تكوين شبكة تونسية لداعش في أوروبا علما وأنه إلى حد اليوم لم تتحصل أجهزة الشرطة ، ما عدا إيطاليا، عن ارتباط بين مختلف الإرهابيين الذين تمت تصفيتهم. و تأخذ السلطات الأوروبية بعين الإعتبار الوضع السياسي والأمني في تونس ولا تريد أن تفضي التحريات إلى توجيه تهمة جماعية تفسد التعاون المثمر بين الأجهزة التونسية و الأجهزة الأوروبية خاصة أن مقاومة الظاهرة الإرهابية تخضع منذ سنوات إلى خطة تعاون دولي مكثف.