• لو تقدمون لنا قراءتكم للأحداث الأخيرة التي شهدتها فرنسا ؟
هذه الأحداث التي فتحت النيابة المكلفة بالشؤون الإرهابية تحقيقا كبيرا حولها تؤكد الخطر الداهم الذي يخيم على فرنسا على بعد أسابيع معدودة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية .
في الأسابيع الماضية، فرنسوا هولاند عقد مجلسا للدفاع بحضور كافة الأطراف المعنية من وزارة داخلية ووزارة الدفاع تم خلاله الوصول الى قناعة بان فرنسا مازالت تحت طائلة الاستهداف الإرهابي . واليوم كان هناك محاولة للاستيلاء على سلاح عسكري واستعماله في عملية إرهابية كانت قد تكون نتائجها كارثية في مكان حسّاس مثل المطار من شانها أن تزرع اكبر قدر ممكن من الهلع والخوف في صفوف الفرنسيين. وقد جاءت الحادثة للتأكيد أن فرنسا فعلا مستهدفة.
• لماذا هذا الاستهداف الواضح لباريس من قبل الجماعات الإرهابية ؟
فرنسا مستهدفة منذ حادثة شارلي هيبدو ثم بعدها الباتكلان ونيس وباريس وغيرها بسبب مواقفها الدولية وانخراطها في التحالف الدولي ،فباريس منخرطة في الحرب الدولية ضد تنظيم «داعش» في العراق وسوريا ، وتشارك أيضا في عمليات عسكرية في افريقيا . اذا تمت مقارنة انخراط فرنسا بانخراط باقي دول الاتحاد الاوروبي مثل دور ألمانيا او بريطانيا او اسبانيا ، فنجد أن فرنسا هي «الدينامو» في الحرب ضد الإرهاب مما يجعلها في خضم التهديدات الإرهابية المستمرة.
• هل ترون ان الجماعات الإرهابية تحاول استغلال اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية للتأثير على سيرها ؟
كان الكل يتوقع أن تستغل هذه الجماعات الظرفية الانتخابية في محاولة للتأثير على مجرياتها وخلق حالة من الرعب والهلع في صفوف الناخبين ، الظرفية الانتخابية المتوترة مواتية لمثل هذه الأحداث ، الكل كان يتوقع أن تحرك الجماعات الإرهابية خلاياها النائمة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية .
• بعد احداث شارلي هيبدو والباتكلان الجميع كان ينتظر إستراتيجية أمنية فرنسية أكثر نجاعة ، اين يكمن الخلل اليوم في فرنسا ؟
الحكومة الفرنسية جنّدت كل الإجراءات الأمنية والقانونية والسياسية والدبلوماسية لحماية التراب الفرنسي لكن المعروف هو انه لايمكن الوصول الى «حالة صفر خطر»، لايمكن أن تقضي أي دولة على كل العناصر التي قد تقوم بعملية إرهابية. لكن بالمقارنة بمرحلة احداث شارلي هيبدو وباريس وغيرها كان هناك مجموعات مسلحة تتمتع بقدرات بشرية ومالية الآن هي مانراه اليوم هو محاولات يائسة لهواة يحاولون استغلال الوضع للقيام باي رعب او هلع في صفوف الناخبين ، فجهود الدول الأوربية وعلى رأسها فرنسا ضيقت الخناق على الإرهابيين والخلايا النائمة التي لم تعد تستطيع توفير السلاح او المتفجرات لعناصرها فجل العمليات التي تمت هذه الاونة من حادثة الدهس في باريس وصولا الى حادثة اليوم «امس» والشخص الذي قام بمحاولة الاستيلاء على مسدس ،منذ ذلك الوقت لم نر عملا ارهابيا منظما قامت به خلية او مجموعة مسلحة كاملة مانراه اليوم هو عمليات فردية ضعيفة لجلب الاهتمام باستعمال اية وسيلة بدائية.
• هل ترون أن فرنسا جاهزة اليوم لإجراء الاستحقاق الانتخابي في ظل هذا التوتر السياسي والأمني ؟
لو تم تنفيذ عمليات إرهابية ثقيلة الحجم والنتائج لكان طرح هذا السؤال هل فعلا فرنسا قادرة على إقامة مثل هذا الاستحقاق الانتخابي ؟ لكن الى حد الساعة الظروف الأمنية والسياسية تسمح -من وجهة نظر السلطات الفرنسية- بإجراء الانتخابات خاصة بعد إحباط هذه المحاولات الفردية اليائسة دليل على انّ فرنسا جاهزة لإقامة هذه الانتخابات . لكن الأهم هو كيف ستؤثر هذه الحوادث على توجهات الناخب الفرنسي ، اذ ان هناك استطلاعات للرأي تؤكد أن أكثر من 54 بالمائة من الناخبين لم يحسموا اختياراتهم، السؤال المطروح الآن من هو الطرف الذي ستخدمه هذه الحوادث المعزولة هل اليمين المتطرف ،اليمين الشعبي هل سيزيد من إضعاف المرشحين اليساريين واليمينيين التقليديين أم سيعبد الطريق أمام زعيمة اليمين المتطرف؟
• كيف سيستغل مرشحو الرئاسية الـ11 الأحداث الأخيرة في برامجهم الانتخابية ؟
الذي سيستغل هذا الحادث هو اليمين المتطرف بالتأكيد فهو يعيب على السلطات الفرنسية يمينا أو يسارا انها لم تكن قادرة على ضمان امن الفرنسيين وانها ضعيفة على المستوى الامني. جماعة مارين لوبان سيركبون على هذه الأحداث ويوجهون أسهمهم باتجاه فرنسوا هولاند واليساريين لكسب تأييد اكبر.