وقال المحلل السياسي الليبي ان الدور الايطالي والاوروبي لا يزال هو المحوري وروسيا تدفع في الملف الليبي من اجل الحصول على نقاط في اية محادثات مع الاوروبيين في الملفات الاخرى العالقة وفي مقدمتها الملف الاوكراني ..
• لو تحدثنا عن المشهد الليبي اليوم مع الحديث عن مبادرات جديدة اقليمية للتسوية ؟
لا توجد تسوية حقيقة الان وان كان الصراع قد اختزل في مجلس النواب والجنرال حفتر والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والذي لا يبرز سيطرته لا على غرب البلاد ولا جنوبها ولا ايضا شرقها. ان اية تسوية لا يتم الاشارة فيها الى القوة الاخرى في الغرب والجنوب تعتبر ناقصة خاصة بعد رجوع حكومة خليفة الغويل والتي لديها مؤيدون حتى من الكتائب المسلحة واحتفظت ببعض الوزارات التي سيطرت عليها مما ادى الى انقسام السلطة بينها وبين حكومة الوفاق التي لم تمنح الشرعية من مجلس النواب.
وايضا تراجع التأييد للمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق بعد انتهاء عملية البنيان المرصوص . بالاضافة الى زيادة معاناة الشعب الليبي من ارتفاع اسعار وغلاء فاحش ونقص السيولة وكذلك عدم بسط الامن والاستقرار والذي كان يجب ان يدفع نحو التسوية جعل السلبية تأخذ مجراها بصورة كبيرة جدا ولا يوجد ضغط على الاطراف المتصارعة من اجل الوصول الى حل.
لذلك من الضرورة بمكان ان تشمل التسوية كل الاطراف للوصول الى حل ناجع ودليل ذلك ما نراه من عام من المفاوضات للوصول الى الاتفاق السياسي وعام اخر من اجل محاولة تنفيذ الاتفاق على ارض الواقع مع ازدياد الازمات واتساع رقعة الاشتباكات والفتن.
• ماذا عن الدور الروسي ؟
ليبيا تقع في منطقة اهتمام غربي امريكي واوروبي ونقولها بصراحة مركز النفوذ للاوروبيين ولا يمكن لروسيا ان تقوم باي دور في مكان قريب من الشواطئ الاوروبية واي فعل لا يتعدى ارباك المشهد وخلط الاوراق والضغط على اوروبا من اجل الحصول على مكاسب في قضايا اخرى مثل الملف الاوكراني .
روسيا تسعى الى الدفع بالجنرال حفتر لكي تقول بانها موجودة في المشهد وتسعى الى استغلال المعاهدات السابقة وصفقات السلاح التي عقدتها مع القذافي. وحقيقة فان امريكا غير قلقة من استمرار مدة الاحتراب حتى تصل الى حل جذري للازمة الليبية بينما تعاني اوروبا من فوضى مما يجري في ليبيا.
وزد على ذلك فان الملف الليبي الان بيد ايطاليا و هناك سعي روسي من اجل التقرب من ايطاليا لايجاد قدم في الصفقات التي سيجري عقدها مستقبلا.
• وكيف ترون مبادرة دول الجوار الليبي لحل الازمة وهل يمكن ان تقي من تبعات التدخل الاجنبي؟
حقيقة لحل المشكل الليبي بجدية يجب ابعاد وتجفيف التدخل الخارجي والعمل على جمع كل الاطراف المتصارعين من قادة سياسيين فاعلين الى مسلحين لهم قوة على الارض للوصول الى حل للازمة من داخل ليبيا حتى نصل الى حل حقيقي ولا ضير ان يكون برعاية او اشراف دول الجوار او الامم المتحدة او المنظمات الدولية كالاتحاد الافريقي او الاوروبي شرط الا يكون هناك انحياز لأي تيار او طرف . وفيما يتعلق بدور مصر وتونس والجزائر اقولها بصراحة ان هذه الدول ليست منسجمة مع بعضها في كيفية الحل للازمة الليبية فتونس والجزائر ضد التدخل الخارجي بينما مصر تدفع بذلك ومعها الامارات وبتعاون فرنسي وغيره , فكيف تكون طرفا لحل الازمة اذن لكي يتم الوصول للحل، على الاطراف الاقليمية ودول الجوار ان تتحلى بالشفافية والمصداقية والشجاعة في المواقف وعلى الاطراف الليبية ان تتنازل من اجل الوطن للوصول الى قارب النجاة .