مع التسريبات المؤكدة لمبادرة روسية مصرية لإجراء لقاء مباشر بين حفتر والسراج في العاصمة المصرية القاهرة لإذابة الجليد بين الرجلين ، معلوم أن روسيا تحتفظ بعلاقات قوية وتعاون استراتيجي عسكري مع المؤسسة العسكرية برئاسة المشير خليفة حفتر حيث تم توقيع اتفاقيات في الغرض كما استقبلت روسيا 70 جريحا من قوات حفتر للعلاج كجزء من اتفاق في هذا الخصوص .
كما تؤيد روسيا تطبيق الإتفاق السياسي وتدعم السراج لكن تشترط وجود حليفها حفتر وبما أن باقي الدول الكبرى بما فيها الولايات المتحدة تشاطرها رغبتها ضمان منصب لحفتر، فإن هذا التوافق يمكن أن يسهل لروسيا لعب دور الوسيط و جمع كل من السراج وحفتر وجها لوجه .
ملف الهجرة غير الشرعية
انطلقت أمس الجمعة اشغال القمة الاوروبية في العاصمة المالطية فاليتا وهي الاولى بعد وصول الرئيس الامريكي دونالد ترامب للحكم وقد تصدرت معضلة وأزمة الهجرة غير الشرعية جدول أعمال القمة ، ويحاول القادة الاوربيون المجتمعون في مالطا الاتفاق على استراتيجية شاملة تضمن الحد من تدفق زحف المهاجرين نحو سواحل أوروبا ، يشار إلى ان عددا من المقترحات تم طرحها على القمة مثل تكثيف عمليات التدريب والتأهيل لخفر السواحل الليبي ،والسماح بدخول القطع البحرية الأوروبية ضمن عملية صوفيا دخول المياه الاقليمية لمحاربة مهربي البشر قبل ابحارهم .
من المقترحات ايضا انشاء مخيمات ايواء المهاجرين الافارقة ودعم المنظمات المحلية والدولية المختصة في رعاية المهاجرين واللاجئيين ، كما تتضمن المقترحات المطروحة اعادة المهاجرين غير الشرعيين الى بلدانهم الاصلية ثم واخيرا تم اقتراح انشاء صندوق تجمع فيه الاموال لتنفيذ استراتيجية محاربة معضلة الهجرة غير النظامية .
عقبات تحول دون التنفيذ
فيما يتعلق بتطبيق هذه المقترحات يرى مراقبون اصطدامها بجملة من العقبات منها امتناع سلطات طرابلس المعترف بها دوليا عن الموافقة بدخول القطع البحرية سواء التابعة لعملية صوفيا او الحلف الأطلسي المياه الاقليمية، وذلك ما رد به فايز السراج على أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ عند استقباله للسراج في مقر الناتو في بروكسل.
وكان امين عام الحلف الاطلسي جدد لرئيس المجلس الرئاسي الليبي استعداد الناتو دعم القوات البحرية الليبية في التصدي لمهربي المهاجرين قبالة سواحل ليبيا وبذلك يمكن دعم جهود الاتحاد الاوروبي في مقاومة التهريب والنشاط الارهابي في البحر المتوسط، معلوم أن عملية صوفيا التي اطلقها الإتحاد الاوروبي في 2015 لم تحقق المطلوب ومن بين اسباب ذلك عجزها عن الدخول للمياه الإقليمية الليبية .
ويضيف مراقبون بانه حتى في حال وافقت ليبيا على إنشاء مخيمات وقتية للمهاجرين واللاجئين على أراضيها، ووفر الأوروبيون الاموال اللازمة لذلك فإن الاشكالية اللاحقة تتمثل في توقع رفض دول المصدر استقبال ابنائها من المهاجرين .
سيما وأن أغلب دول المصدر تعاني الفقر وحالة من عدم الاستقرار الامني والسياسي وعلى سبيل ذلك الصومال – السودان – ارتيريا. وتبقى فرضية اقناع واجبار تلك الدول على استقبال ابنائها المرحلين من مخيمات ليبيا هي أيضا تتطلب أموالا كبيرة لدعم تلك الدول والسؤال المطروح الى اي مدى يمكن للإتحاد الأوروبي توفير تلك الأموال بادرة جمع الاموال صحيح أنها انطلقت بقرار ايطاليا انشاء صندوق بـ 200 مليون يورو وقد باركت وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني الخطوة .
زيادة على هذه العقبات يواجه الإتحاد الأوروبي اشكالية ثانية وتتمثل في صعوبة تجاوز جهود العملية السياسية على الرغم من تعدد المبادرات المطروحة من هنا وهناك .الإشكالية الثالثة على علاقة بالتغيرات والتحالفات الجديدة للإدارة الامريكية الجديدة و حالة التخبط الواضحة في السياسة الخارجية الأمريكية و الاتحاد الأوروبي يعيش اليوم حالة من القلق والترقب والحذر من القادم ، فالى حد الآن لم تحدد ادارة ترامب موقعها من الشراكة الاستراتيجية مع الإتحاد الأوروبي .وينتظر قادة الاتحاد الأوروبي زيارة نائب الرئيس ترامب لبروكسل نهاية فيفري الجاري لتوضيح ملامح العلاقة الجديدة بين الطرفين .