يذكر ان القائد العسكري الليبي خليفة حفتر قام الأربعاء، بزيارة لحاملة الطائرات الروسية «الأميرال كوزنتسوف» للقاء وفد عسكري روسي قبالة السواحل الليبية، فيما أكدت وزارة الدفاع الروسية هذه الزيارة في بيان جاء فيه: « أنّ المشير خليفة حفتر توجّه إلى حاملة الطّائرات أميرال كوزنتسوف» حيث التقى ضباطا روسا وأفراد الطاقم قبل أن يبحث عبر الدّائرة المغلقة مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو موضوع مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط». هذه الزّيارة المُثيرة للجدل سبقتها زيارات أخرى قام بها حفتر اخرها كانت نهاية نوفمبر المنقضي إلى موسكو بهدف بحث ملف الحظر المفروض على تسليح الجيش ،و الّذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا منذ سنوات. ويحظى حفتر بدعم البرلمان المنتخب وحكومة موازية في شرق ليبيا، ويرفض الاعتراف بحكومة الوفاق الليبية التي مقرّها في طرابلس والمدعومة من الأمم المتّحدة . ومع تعمق فجوة الخلاف بين الطرفين مؤخرا فقد ازدادت رقعة الانقسامات في الشارع الليبي مما ارجع الى الواجهة فرضية التدخل العسكري الاجنبي.
في الدور الروسي
ومع تصاعد حدّة الحرب الدولية ضد تنظيم «داعش» الارهابي في سوريا وتزايد نفوذ المعسكر الروسي الايراني على حساب المعسكر الامريكي الغربي ، تتجه انظار روسيا في الفترة الراهنة الى الشمال الافريقي وتحديدا ليبيا التي تعاني منذ 6 سنوات من فوضى سياسية وأمنية فاقمتها الخلافات الداخلية المستمرة ، كما ساعد الاحتراب والاقتتال الداخلي ايضا على خلق ارض خصبة للنزاع استغلتها اطراف خارجية لتأسيس تحالفات جديدة من شأنها تغيير موازين القوى في المنطقة .
ولعل الخلاف البريطاني الفرنسي حول الملف الليبي والخلاف الامريكي الفرنسي حول إفريقيا بصفة عامة هو مادفع الروس الى استغلال المشهد والسير نحو خلق موطئ قدم للدب الروسي في المنطقة المغاربية. إذ يؤكد المشهد الليبي عن وجود تقارب في المواقف بين الولايات المتحدة الأمريكية وايطاليا حول ليبيا الاّ ان العلاقات بين ايطاليا والمؤسسة العسكرية الليبية بقيادة حفتر ليست في وضع مبشر، مع العلم ان حفتر شدد في الاونة الاخيرة على ضرورة مراجعة الدور الذي تلعبه روما في بلاده وهي الداعمة لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج . هذا الجفاء بين ايطاليا وحفتر اعتبره متابعون كسبب مهم في توجه المشير الليبي الى البحث عن شريك قوي ،يبدو أنه وجده في روسيا ،خاصة ان تصريحات وزير خارجية روسيا منذ اشهر تشير الى ان بلده على استعداد للتدخل في ليبيا اذا طلب منها مجلس اﻻمن والأطراف الليبية وهذا دليل على توجه بوصلة الروس نحو شمال افريقيا.
تداخل الادوار
ويرى مراقبون ان الصراع القديم المتجدد بين أمريكا وفرنسا حول إفريقيا وخلاف بريطانيا مع فرنسا حول الملف الليبي لم يوفرا أرضية مشتركة للتدخل العسكري في ليبيا، إلا انّ فرضيات جديدة ظهرت الى الواجهة هذه الاونة أمام تمدد التطرف والإرهاب وتزايد الانقسام في ليبيا وإفريقيا والرغبة السريعة في مواجهته، مما دفع بعض الاطراف الى قبول دور روسي مرتقب في ليبيا خاصة بعد نجاح موسكو في سوريا.
وتؤكد تقارير اعلامية أنّ روسيا تحاول عبر استعمال ورقة الحظر المفروض على تسليح الجيش الليبي الحصول على ضمانات لإقامة قاعدة عسكرية لها في الشرق الليبي ، علما وان مثل هذه الفرضية قد تزيد من الجفاء القائم بين موسكو والغرب منذ ضمها الى شبه جزيرة القرم الاوكرانية.