وكانت نفس دار النشر قد أصدرت للصحفي المتخصص في الأبحاث الاستقصائية فينسون نوزيل كتابا عام 2015 تحت عنوان «قتلة الجمهورية» رصد فيه الفرق التي جندتها الدولة الفرنسية لتصفية الإرهابيين. أما في كتابه الجديد فقد حلل بالاعتماد على البحوث والاستجوابات التي شملت الساهرين على المخابرات والقوات الخاصة الفرنسية والأخطاء التي ارتكبتها الأجهزة الأمنية والمخابرات في التعامل مع ظاهرة الإرهاب و كذلك إخفاقات الإستراتيجيات المتبعة من قبل عدد من الرؤساء في حماية المواطنين من الإرهاب.
قائمة اسمية للتصفية
وذكر فينسون نوزيل أن المخابرات الفرنسية قدمت للرئيس الفرنسي قائمة اسمية بعدد من الجهاديين في سوريا وحصلت على موافقة رئيس الدولة قصد قصف مواقع الإرهابيين وقتل الأشخاص المستهدفة بواسطة طائرات رافال المتمركزة في الأردن ودولة الإمارات العربية المتحدة. واتبعت فرنسا في هذا الصدد الأسلوب الذي أقره الرئيس الأمريكي باراك أوباما منذ أن بدأ في سحب القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق واستخدامه طائرات دون طيار لقصف مواقع الإرهابيين. وسجلت الولايات المتحدة عام 2015 ، حسب الناطق الرسمي للبنتاغون، 40 تصفية لزعماء من القاعدة وداعش وطالبان. وجندت 200 من القوات الخاصة تتمتع بصلوحيات واسعة لمراقبة الارهابيين واستهدافهم. وأعلن البنتاغون عن مقتل عدد من القادة السامين لتنظيم «داعش» منهم عبد الرحمان القادولي المسؤول عن تمويل التنظيم وعمر الشيشاني وعمر العبسي. لكن الدولة الفرنسية توخت الكتمان ولم تعلن عن أي من الأسماء المستهدفة. لكن ذلك ورد في كتاب الصحفيين باتريك لوهم وجيرار دافي الذي احتوى على حوار مطول مع فرنسوا هولاند وأن الرئيس الفرنسي أعلم الصحفيين بأربعة عمليات قام بها الطيران الحربي الفرنسي دون أن يذكر أسماء المستهدفين.
«رخصة للقتل»
واعتبرت بعض الصحف الفرنسية منها صحيفة «لوموند» ومجلة «لوبس» الأسبوعية أن هذه العمليات التي استهدفت الجهاديين في سوريا لم تحصل على ترخيص قضائي بالرغم من جملة من التحقيقات....