ستافان دي ميستورا اجتماعاته أمس بلقاء مع الوفد الحكومي السوري. وقال بشار الجعفري، رئيس الوفد ومندوب سوريا لدى الأمم المتحدة وفق وكالة «فرانس براس» انه سيسلم دي ميستورا تصورهم عن جدول أعمال المفاوضات التي تنطلق جولتها المقبلة في افريل. واعتبر الجعفري أن عدم الاتفاق على جدول الأعمال «يعيق التقدم بشكل رئيسي» في جنيف لكنه أضاف «استطيع ان أقول أننا اقتربنا إلى حد ما من كسر جدار الجمود الذي كان قائما في الجولة الأولى (...) من ناحية الشكل وليس من ناحية الجوهر».
الانتقال السياسي
وقال دي ميستورا للصحفيين ان «الحل اللازم لمكافحة الإرهاب يمر بالتوصل إلى صيغة للانتقال السياسي في سوريا»، وهو ما يرفض وفد دمشق الخوض في تفاصيله مشددا على أن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد «ليس موضع نقاش» في جنيف. ويحدد القرار 2254 الذي تبناه مجلس الأمن بالإجماع نهاية العام الماضي خارطة طريق تتضمن مفاوضات بين النظام والمعارضة ووقفا لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرا. ولا يشير هذا القرار إلى مصير الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما تعتبره دمشق «ليس موضع نقاش» في جنيف.
وبحسب الجعفري فان «آليات الحوار والتغيير السياسي والانتقال السياسي وحكومة الوحدة الوطنية كلها جزء لا يتجزأ من جدول الأعمال» معتبرا انه إذا كان القرار 2254 «بوصلة أو خارطة طريق فهو يحتاج إلى جدول أعمال يحدد أولويات المشاركين في هذا الحوار».
كيري في روسيا
وتزامنت محادثات جنيف غير المباشرة أمس مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى موسكو، حيث يلتقي الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره سيرغي لافروف في محاولة لدفع مفاوضات جنيف وتقييم وقف إطلاق النار الذي تشهده مناطق سورية عدة بموجب اتفاق بين الطرفين منذ 27 فيفري، ترعاه الأمم المتحدة. ويعول دي ميستورا على محادثات موسكو التي «ننتظر الكثير» منها على حد قوله، أملا أن «تكون بناءة لتساعدنا على المضي في المحادثات بشكل معمق أكثر».لكن الجعفري اعتبر أن الحديث عن ضغوط تمارسها روسيا على الحكومة السورية لتقديم تنازلات في جنيف هو «قراءة خاطئة».
وقال «اذا كان من ضغط يجب ان يمارس فنحن نتمنى من الأمريكي أن يمارسه على المجموعات المسلحة وعلى رعاتها في قطر وتركيا والسعودية لكي يساعدوا في دفع الأمور قدما». وأضاف «عندما نقول ان الحوار سوري سوري من دون تدخل خارجي فهذا يشمل الروس والأمريكيين. لا استثناءات هنا».
ويضع محللون قرار روسيا المفاجئ الأسبوع الماضي بسحب الجزء الأكبر من قواتها من سوريا والذي بدأت تنفيذه تدريجيا في إطار الضغط على دمشق.
روسيا تطالب المشاركين في «جنيف» بالصبر
هذا وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية الكرملين ديمتري بيسكوف أمس الأربعاء أنه كان من المتوقع دوماً أن تكون محادثات السلام السورية الجارية في جنيف طويلة وصعبة، وأنّ من السّابق لأوانه الحديث عن نفاد صبر أي جانب في المحادثات.
وقال بيسكوف ذلك في رد عما إذا كانت روسيا ستشجع وفد النظام السوري في جنيف على المشاركة في المفاوضات بشكل ملموس بشأن الانتقال السياسي.
«منفذو هجمات بروكسل حاربوا في سوريا»
في الأثناء قال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في مفاوضات جنيف امس الأربعاء إن بعض منفذي هجمات بروكسل حاربوا في سوريا قبل عودتهم الى بلجيكا.
من جانب آخر قال الجعفري إن الحكومة السورية ستراجع وثيقة سلمها لها مبعوث الأمم المتحدة وستقرر موقفها إزاءها مع بداية الجولة المقبلة من المفاوضات.وتابع خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماعه مع المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا أن الحكومة تلقت رسالة وستدرسها بعد عودة الوفد إلى دمشق. وأضاف أن الوثيقة ستخضع للدراسة بعناية وسيتم الرد عليها في بداية الجولة التالية من محادثات السلام.