ليبية أخرى لإدخال تعديلات على الاتفاق السياسي، وبذلك فإن مخرجات اتفاق الصخيرات ( المجلس الرئاسي، وحكومة الوفاق الوطني ) أصبحت محل تساؤلات عديدة ويواجه فايز السراج تحديات مختلفة أهمها كيفية التعامل مع قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، بالتوازي مع تدهور الأوضاع الأمنية في الغرب بسبب سيطرة الميليشيات على حراسة مقار المجلس الرئاسي..
ومن الواضح ان زيارة خليفة حفتر إلى موسكو في أواخر الشهر الماضى قد جاءت فى إطار حشد الدعم للحملة التى يقودها لمكافحة العناصر الارهابية انطلاقاً من الشرق الليبي، وقد عكس بيان وزارة الخارجية الروسية أن مباحثات حفتر- لافروف قد ركزت على تطورات الوضع العسكرى والسياسى فى الأراضى الليبية مع إدراك مشترك لأهمية الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية . كما أظهر وزير الخارجية الروسي دعم بلاده للعملية السياسية الجارية، مع التأكيد على أهمية الدور الذي يقوم به «حفتر» والجيش الليبي للحفاظ على سيادة ووحدة أراضي ليبيا.
كما عقد حفتر اجتماعاً مع وزير الدفاع الروسى، وتطرقا إلى الكثير من موضوعات التعاون العسكري وبحث احتياجات الجيش الوطني من أسلحة لمكافحة الارهاب، والحديث عن اهمية تسوية تلك المسألة في أقرب وقت ممكن.
ومن الأرجح أن زيارة حفتر إلى روسيا تحمل رسائل هامة للقوى الغربية أن موسكو لن تكتفي بموقف المتفرج في تحديد مسار المشهد الليبي، وانها لن تنتظر إعلان الإدارة الأمريكية الجديدة موقفها من هذا الملف الذى يتسم بسيولة كبيرة في مواقف المجتمع الدولي، وهو ما ظهر على سبيل المثال وليس الحصر في تركيز مباحثات حفتر على دور مستقبلي لموسكو في مسالة رفع حظر توريد الأسلحة للجيش الوطني الليبي.
ويمكن القول إجمالاً أن مسألة قيادة الجيش الليبي العليا مازالت أهم الإشكاليات التي تواجه الاتفاق السياسي الحالي الذي مر عليه عام كامل ، في حين يسعى المبعوث الأممي إلى التوصل لحلول توافقية، فربما يحتاج الأمر إلى مؤتمر دولي موسع لمراجعة الموقف الحالي والمستقبلي بدلاً من الاجتماعات الفرعية التي تستضيفها عواصم دول مهتمة بالشأن الليبي ( لندن، روما، فاليتا) على أن يستعرض المؤتمر الدولي مواقف كافة الأطراف المعنية سواء الدولية والإقليمية والليبية ، وقد ينظر إلى انخراط موسكو بقوة في ذلك الملف ووجود إدارة أمريكية جديدة باعتبارهما من العوامل التي قد تسهم في حلحلة مواقف بعض الأطراف في سبيل وضع حد لحالة الجمود السياسي التي اتسم بها المشهد الليبي مؤخراً.