وبدأ الجيش العراقي بالتشارك مع قوات البيشمركة -قوات إقليم كردستان الذي يحظى بحكم ذاتي في شمال العراق- بشنّ هذا الهجوم الحاسم تحت غطاء جوي من التّحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لاستعادة السيطرة على اكبر المدن العراقية الواقعة تحت سيطرة «داعش» الارهابي.ويصف مراقبون المعركة بأنها الأهم في حرب الحكومة العراقية ضدّ الإرهاب .
مدينة الموصل العراقيّة سقطت في قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي يوم 4 سبتمبر 2014 ، لتصبح هذه المدينة ذات البُعد الاستراتيجي والسّياسي الهامّ، «الخاصرة الرخوة» للتنظيمات المتطرّفة نتيجة تداخل الأدوار الخارجيّة والداخلية وتضارب الاستراتيجيّات عقب انسحاب القوّات الأمريكيّة من العراق.
ويُرجع مُراقبون أسباب تغلغل تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق إلى انهيار المؤسسة العسكريّة عقب انسحاب القوّات الأمريكيّة وانتشار الفوضى الأمنية والسياسية في البلاد وهو ما استغلته الأطراف الإقليمية والدولية (تركيا وإيران بالأساس) لخلق موطئ قدم لها في العراق ، عبر الارتباط بالأطراف المحلية الفاعلة(الأكراد، الميلشيات الشيعية) وتقديم الدعم لها خدمة لمصالحها وتوسيعا لنفوذها .
معركة الموصل ضمّت أطرافا محلية وأخرى خارجية ممّا أدّى إلى تشابك الأدوار فيها وتضارب الاستراتيجيات أيضا ، كما واجهت هذه المعركة الحاسمة انتقادات أيضا تعلقت أساسا بتوقيتها خصوصا وانّ معركة الفلوجة لم يتم حسمها بشكل نهائي وفق تقارير إعلامية . ويثير آخرون نقطة حساسة تتعلق بما بعد خروج تنظيم «داعش» من هذه المدينة التي كانت تعدّ معقله الرئيسي في العراق، وما سينتج عن ذلك من أزمة نزوح كارثية بدأت ملامحها تتشكّل منذ يوم الاثنين المنقضي ، رافقتها تحذيرات دولية ، بالإضافة إلى تساؤلات ملحة عن وجهة مقاتلي التنظيم المقبلة والمقدّرة أعدادهم بالآلاف.
سياسة التريث
من جهته قال الباحث العراقي في جامعة كاليفورنيا الأمريكية د.جاسم البديوي لـ»المغرب» أنّ كل الدلالات والمؤشرات تشير إلى.....