«.وشدّد ارلوت على ضرورة دعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا ، للاضطلاع بدورها في الحرب ضدّ الإرهاب الذي بات يهدّد المنطقة برمتها وتونس بدرجة اولى .
وحلّ وزير الخارجية الفرنسي بتونس الخميس، في زيارة استمرت يومين ، التقى خلالها رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي ورئيس الحكومة الحبيب الصيد ورئيس مجلس النواب محمد الناصر ، وتناولت اللقاءات سبل دعم التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين والحرب ضدّ الإرهاب وسبل تحقيق الاستقرار.
وتابع وزير الخارجية الفرنسي انّ زيارته الأولى إلى المغرب العربي عبر البوّابة التونسية لم يكن من قبيل الصدفة ،مشدّدا على انّ اختيار تونس كوجهة أولى خيار «سياسي واستراتيجي وتضامني».
تعاون اقتصادي
من جهته شدّد وزير الخارجية خميس الجهيناوي على الدور الداعم الذي مافتئت تلعبه فرنسا لدعم تونس في مسارها لتحقيق الاستقرار ، الجهيناوي أعلن الاتفاق مع الجانب الفرنسي على رسكلة 60 مليون أورو من ديون تونس لإنشاء مشاريع في المناطق الداخلية على غرار مستشفى جامعي بقفصة.
وأكّد الجهيناوي إنشاء «صندوق دعم الاقتصاد التونسي» بقيمة مليار أورو ستقدمها فرنسا على مدى 5 سنوات ، وذلك لبعث مشاريع في المناطق «النائية والمهمشة» وإرساء إصلاحات كبرى في الاقتصاد التونسي والبنية التحتية أيضا وبحث التعاون المركزي بين الجهات والبلديات ، علاوة على دعم فرنسا لتونس في الحرب ضدّ الإرهاب عبر تبادل الخبرات والاستعلامات لمكافحة ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب.
وتابع الجهيناوي انّه تمّ خلال اجتماع مضيق في الوزارة مع نظيره الفرنسي، بحث الاستعدادات لانعقاد الدورة الأولى للمجلس السياسي التونسي الفرنسي خلال الأشهر القادمة وقبل نهاية هذه السنة (تم الاتفاق حوله خلال زيارة رئيس الجمهورية إلى فرنسا ) .
من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي انّ بلاده قرّرت بطلب من تونس ، العمل على إرساء 24 مشروعا اقتصاديا ،بالإضافة إلى العمل على تحديث الإدارة التونسية ونقل الخبرات إلى السلط المحلية ، خصوصا في ظلّ تدهور الاقتصاد التونسي عقب الضربات الإرهابية التي هزّت تونس في الآونة الأخيرة على حدّ تعبيره.
واعتبر الوزير الفرنسي أن «المجتمع المدني التونسي لابد أن يتحول الى العمق، ويقدم ما يرجوه السكان الأكثر بعداً والأكثر فقراً، وخاصة شريحة الشباب الذين ينتظرون تغييرا حقيقيا» ، وتابع « مهمتكم الآن، هي الإصغاء لهذه الطاقات البشرية «وأكّد ارلوت، أن «على الحكومات، أن تصغي وتتفهم هذه المبادرات ومعانيها، وان تعطيها فرصة للنجاح»
الملف الليبي ومكافحة الإرهاب
وقال الوزير الفرنسي «للأسف تونس وفرنسا في مرمى الإرهاب ، وذلك ليس من قبيل الصدفة بل نتيجة القيم المشتركة بين البلدين «،وأضاف على صعيد الملفّ الليبي انّ نجاح الانتقال الديمقراطي في تونس كان «امرا لايطاق بالنسبة للظلاميين في داعش» مشيرا الى انّ عملية بن قردان الأخيرة أكّدت «لـ«داعش» انه لا مكان للإرهاب في تونس» .
وتابع ارلوت أنّ فرنسا تعي بشدّة ما يمثله الاستقرار في ليبيا، بالنسبة لدول الجوار وخاصة لتونس ، متابعا أنّ حماية ليبيا من الإرهاب يعني تونس بدرجة أولى باعتبار أنها في الخط الأمامي للدول المتأثرة بالحرب هناك.
من جهته قال وزير الخارجية خميس الجهيناوي انّ تونس تعتبر الإرهاب ظاهرة إقليمية ودولية تتجاوز الدول وتستدعي تظافر الجهود الدولية والإقليمية عبر التنسيق بين الدول المعنية وتعزيز قدرات الأمن والجيش في مواجهة الإرهاب .
واكّد الجهيناوي انه تشاور مع نظيره الفرنسي حول ليبيا ومستجدات المشهد السياسي والأمني هناك بالإضافة إلى أولويات اجتماع دول جوار ليبيا الذي سينعقد في تونس يومي 21 و22مارس الجاري، وحول سبل تمكين حكومة الوحدة من الانتقال لمباشرة عملها من طرابلس والاضطلاع بدورها في الحرب ضدّ الإرهاب. وتابع الجهيناوي « تمّ التطرّق إلى المبادرة الفرنسية بخصوص السلام في الشرق الأوسط ،وأكدنا دعم تونس لهذه المبادرة».