تخوض قوات الحكومة العراقية منذ فجر أمس حربا واسعة في الموصل من اجل استعادة هذه المحافظة ومناطق اخرى من داعش الارهابي، وسط حذر وترقب لما يمكن ان تحدثه هذه العملية من تغيرات في المشهد الامني والسياسي المتأزم في بلاد الرافدين .
فمشاركة ما يسمى بحرس نينوى(الحشد الوطني سابقاً) برفقة الجيش العراقي يزيد مخاوف البعض من ان ترتدي المعركة لباسا طائفيا باعتبار ان عناصر «الحشد» في غالبيتهم من الطائفة الشيعية ..لذلك تم الاعلان عن ان هذه القوات ستشارك في العمليات في اطراف الموصل دون الدخول الى المراكز الحساسة خشية من اتخاذ البعض ذلك ذريعة للشحن الطائفي بين السنة والشيعة . كما اعلن قائد عمليات نينوى ان القوات الأمريكية بدأت بإطلاق صواريخ ذكية على مواقع التنظيم في المدينة. وتقع الموصل، ثاني مدن العراق في شمال البلاد على ضفاف نهر دجلة، ويشكل المسلمون السنة غالبية سكانها، وقد سقطت بايدي تنظيم «داعش» الارهابي في جوان 2014.
ويرى المحلل السياسي العراقي والكاتب نصيف جاسم حسين ان معركة الموصل بدأت جيدة وحكيمة بتحرير بعشيقة والمناطق المحيطة بها ..وهو ما اعتبره انجازا يساهم في تحييد القوى التركية التي اصبحت خلف القوات العراقية ..واوضح ان كل مداخل مدينة الموصل بيد القوات العراقية وهذا ما يمكن القوات الوطنية من دخول المدينة من اية جهة تريدها ويؤكد محدثنا ان هذه القوات اربكت داعش وشتّتت عصاباته ودفاعاته تماما . اما عن ابرز القوى المشاركة في تحرير الموصل فاوضح :«كل صنوف القوات العراقية من جيش وقوات مكافحة الإرهاب وشرطة اتحادية والحشد الشعبي، ستشارك في العمليات في أطراف الموصل ولن يدخل الى مركزها لحساسية الوضع وتنامي التوصيف الطائفي له من قبل بعض القوى السياسية المشاركة في السلطة». وقال ان هذه القوى لا يصدر منها موقف وطني حقيقي دون ان يكون للبعد الطائفي حضور فيه.
الدور التركي
اما عن الدور التركي فقال محدثنا:«كنا نأمل عدم انجرار اردوغان الى ما يمكن ان يكون سحبا لتركيا الى مستنقع الإرهاب والحروب. فخروج تركيا من هذا المأزق ليس بسهولة دخولها اليه ولم يكن عليها أصلا العمل ضد الإرادة الدولية في مكافحة الاٍرهاب المتمثل بداعش هنا». واضاف المحلل السياسي العراقي بالقول :«تركيا بين خيارين اما ان تكون مع العالم كله في مواجهة داعش الارهابي وأما مع داعش الارهابي مهما كانت الصورة التي تريدها أن تبدو عليه في اثارة الخلافات وربما الحرب مع العراق».
وقال انه من الوارد والطبيعي ان تسعى تركيا لبسط نفوذ لها في العراق خاصة بوجود سياسيين من الطبقة السياسية يتحركون وفق إرادات خارجية ومنها تركيا. ورأى ان الخلل البنيوي في النظام السياسي العراقي المبني على الأسس الإثنية والطائفية سمح للقوى الخارجية بالتدخل في الشأن العراقي
اوروبا والولايات المتحدة
سياسة الغرب ليست واحدة فيما يتعلق بالتعاطي مع داعش الارهابي ومكافحة الإرهاب – بحسب محدثنا- واعتبر ان الولايات المتحدة لها رؤية خاصة تتمحور حول ابقاء الوضع في سوريا خاصة مستعرا يستهلك القوى المتصارعة فيه. فكل هذه القوى المتصارعة بالنسبة لواشنطن هي أعداء ، داعش والقاعدة ونظام بشار وحزب الله والنظام الإيراني فلماذا تريد الولايات المتحدة إنهاء حرب تستهلك اعداءها؟». اما بالنسبة للدور الاوروبي فقال حسين ان أوروبا.....