وتضاربت مواقف اكبر قطبيين في العالم إزاء مأساة حلب كما تتضارب سياسة واشنطن وموسكو تجاه الأزمة السورية برمتها الاّ انّ المشادات الكلامية الأخيرة والتصريحات العنيفة من الطرفين ، أفرزت مخاوف دولية من تحول هذه الخلافات إلى «حرب باردة» بين روسيا وأمريكا قد تصل –رغم أن هذه الفرضية مستبعدة- إلى صدام مسلّح في الميدان السوري.
وتقبع حلب تحت قصف مستعر أودى بحياة مئات المدنيين وخلف دمارا طال اغلب مظاهر الحياة في المدينة المعروفة بعمقها الاستراتيجي والجغرافي والاقتصادي ، جراء غارات روسية كثيفة هي الأعنف على الأحياء السكنية منذ نحو أسبوع. وتعالت أصوات دولية صادرة منظمات وجمعيات تعنى بحقوق الإنسان مطالبة بإيقاف قصف حلب وإنقاذ ماتبقى منها . يشار الى انّ مجلس الأمن فشل السبت في تبني مشروعي قرار أحدهما فرنسي والآخر روسي، يدعوان إلى هدنة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء سوريا.
واستخدمت روسيا حق النقض «الفيتو» ضد مشروع القرار الفرنسي الذي طالب بنهاية فورية للضربات الجوية وطلعات الطائرات الحربية فوق مدينة حلب السورية، فيما لم يتمكن مشروع القرار الروسي من الحصول على موافقة تسعة أعضاء في مجلس الأمن، وهو الحد
الأدنى اللازم لإقراره. في حين ينص القرار الروسي على الدعوة إلى التنفيذ الفوري لوقف الأعمال القتالية، خصوصاً في حلب، ودعوة جميع الأطراف إلى السماح بإيصال المساعدات الإنسانية، لكن دون الإشارة إلى وقف الطلعات الجوية. وتدعم واشنطن مشروع القرار الفرنسي حيث طالبت مرارا الطرف الروسي بوقف الغارات الجوية فوق حلب السورية قابلها رفض روسي ممّا زاد من تعميق فجوة الخلاف بين الجانبين.
ساحة صراع
من جانبه قال الباحث المختصّ في الفلسفة السياسية د. رامي الخليفة العلي في تصريح لـ»المغرب» أنّ روسيا عندما بدأت عمليتها العسكرية في سوريا لم يكن ذلك بالضدّ من السياسة الأمريكية، بل كان هنالك تفاهم بين الطرفين حيث اتّفق كلاهما على عدم تجاوز الخطوط الحمر التي يرسمها الطرف الآخر ، مشيرا إلى انّ روسيا لم تضرب مثلا فصائل المعارضة في جنوب سوريا وكذا لم تغير المعادلة في غوطة دمشق بالمقابل ضغطت الولايات المتحدة على.....