الفاعلة في الملف السوري. وأكّد الخليفة العلي انّ الجمود سيلف الجانب السياسي من المعادلة السورية خلال الفترة القادمة، مقابل ازدياد وتيرة الاقتتال والعنف على الميدان .
• لو تقدمون لنا تقييمكم للاجتماع الدولي الأخير حول سوريا في نيويورك ، هل هناك نتائج ملموسة ؟
اجتماع نيويورك لمجموعة دعم سوريا هو محاولة لإنقاذ الهدنة وأكثر من ذلك إذا كانت الهدنة محاولة لرسم خطوط التماس بين الأطراف المتقاتلة على الأرض السورية سواء المحلية الإقليمية او الدولية، وبعد فشلها وإعلان الجيش السوري انه في حل منها، يمكن القول ان هناك محاولة لرسم الخطوط الحمر لكل طرف وخصوصا الأمريكي والفرنسي حتى لاينفلت الصراع من عقاله ويصبح من الصعب السيطرة عليه .
لذلك هذا الاجتماع -وان كان أعلن فشله- لكن هناك استمرار في المحاولات من أجل تثبيت الوضع من قبل روسيا بالخصوص بهدف كسب تنازلات أخرى من الجانب الأمريكي لكن المؤكّد هنا هو وجود هوة كبيرة بين الطرفين . حسب اعتقادي فان حدة العنف ستزداد في الآونة المقبلة لان هناك محاولة من روسيا والنظام السوري لحسم بعض المعارك على الميدان بهدف استغلالها لفرض شروط سياسية في أي مفاوضات قادمة .
• ماهي أسباب فشل الهدنة حسب رأيكم؟
هناك عدة أسباب لعل أهمها غياب الثقة بين الجانب الأمريكي والجانب الروسي بالإضافة إلى غياب آلية لمراقبة وقف إطلاق النار على الميدان ثالثا روسيا مازالت تراهن على الحلّ العسكري لذلك شهدنا رفضا من النظام والميليشيا المتحالفة معه رفض للانسحاب من طريق ‹الكاستيلو› هناك اندفاع للنظام خلال الفترة الماضية استطاع السيطرة على داريا هناك حديث أيضا عن اتفاق مشابه في حي الوعر في حمص ، بالتالي ليس من مصلحة النظام الموافقة على الهدنة وتثبيط الحل العسكري في هذه الفترة .
كل هذا أدى إلى فشل الهدنة خصوصا أن الهدنة تمت بين الجانبين الفرنسي والأمريكي ، هناك أطراف إقليمية لم تكن على دراية بهذا الاتفاق وهناك أيضا أطراف محلية تابعة للمعارضة السورية لم تكن موافقة على هذا الاتفاق .أخيرا هذه الهدنة نصّت على التمييز بين الفصائل المعتدلة والفصائل المتطرفة من بينها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) ولكن تحقيق ذلك على الأرض يبدو صعبا جدا لانّ هناك تداخلا بين هاته الفصائل.
• كيف اثر تغير بعض مواقف الأطراف الخارجية على المعادلة السورية ونقصد بالأساس الموقف التركي؟
الموقف التركي قد تغير في سوريا لكن بالمقابل علينا ان ندرك ان التغيير هو تغيير تكتيكي وليس استراتيجيا أي أن تركيا حاولت التفاهم مع روسيا وإيران وأمريكا على نقاط مرحلية لعل أهمها منع اقامة كيان كردي مستقل وهو مايعني أن هناك نقاط تلاقي مع الموقف الروسي الذي مازال على الأقل يعلن انه مع وحدة سوريا ومع إيران التي ترفض إقامة كيان كردي لأنه تهديد لمصالحها.
بالمعنى الاستراتيجي لم يتغير كثيرا لان تركيا مزالت تدعم المعارضة السورية وترفض بقاء الأسد في السلطة وتدعو إلى عملية انتقال سياسي. بالتالي هناك تأثير مرحلي لكن أيضا روسيا من جهة وأمريكا يمسكان الخيوط الأساسية في الأزمة السورية .لذلك تركيا تؤثر فيما يتعلق بمصالحها القومية لذلك جاءت عملية درع الفرات ،ودعمها لفصائل الجيش السوري الحر المعتدلة والتي تشارك عمليا في هذه العملية ورغم ذلك لا نشهد تغييرا أساسيا في السياسة التركية لأنها في وقت سابق كانت ملتزمة بالخط الأمريكي لأنها لم تستطع دعم المعارضة السورية بما تريد نتيجة الخط الأحمر الأمريكي
باعتقادي هنالك تغيير تكتيكي لكن في إطار الإستراتيجية العامة ، فهذا التغيير التكتيكي في الموقف التركي اضر أيضا بالمعارضة السورية التي وجدت نفسها في موقف صعب أمام تفاهم تركي روسي،خصوصا وان موسكو باتت تمثل عدوا لأغلب فصائل المعارضة السورية . تركيا باتت موجودة على الأرض في سوريا وأصبح لها تأثير اكبر لكن ضمن الخطوط الحمر الروسية والأمريكية .
• إذن ماهو تصوّركم للمشهد المقبل في سوريا ؟
حسب رأيي وعلى الصعيد السياسي فان الجمود سيلف الملف السوري خلال الفترة القادمة ، لكن نحن بانتظار مارس أو افريل موعد قدوم مجيء إدارة أمريكية جديدة ذات رؤية مختلفة عن رؤية الرئيس الحالي باراك أوباما لان الإدارة الأمريكية حتى الآن تعمل ومنذ اندلاع الأزمة على إدارة الصراع وليس حسمه سواء سياسيا أو عسكريا.
على المستوى الميداني من المتوقع ان تزداد حدة العنف خلال الفترة القادمة أمام الرغبة الروسية بتحقيق تقدم خصوصا في حلب لما تحمله المدينة من أهمية إستراتيجية والتي تؤثر على المعادلة الميدانية في سوريا .ربما هناك مسالة ثالثة وهي رغبة روسيا والنظام في تحقيق تقدم على الميدان لينعكس على طاولة المفاوضات . لكن على الأمد المنظور لن يكون هناك تقدم ملحوظ في المعادلة العسكرية في سوريا بل ستكون هناك حالة جمود .