ليبيا: استمرار الانقسام بعد فشل ملتقى القبائل بنالوت

أنهى ملتقى أعيان ومشائخ القبائل الليبية أعماله في مدينة نالوت غرب ليبيا في حضور 900 شخصية اعتبارية، وبعض نواب البرلمان حيث شهد الملتقى انسحاب وفود قبائل إقليم برقة، ولم يشر البيان الصادر مساء أمس إلى أسباب الانسحاب لكن تسريبات من مدينة طبرق

أكدت أن الخلاف تمحور حول وجود ضمانات حقيقية لعودة النازحين من أتباع النظام السابق، وأيضا بعض الجوانب المتعلقة بقوات رئاسة أركان طبرق المتواجدة حاليا في الجنوب الليبي وغربه
وذلك إضافة إلى سيطرتها على كامل مناطق الشرق ولأول مرة يفشل ملتقى القبائل في جمع الليبيين حوله مما سوف يزيد من ضبابية المشهد وتأزم الأوضاع. يشار إلى أن وفود القبائل الشرقية المنسحبة من اجتماع نالوت في يومه الأول عقدت اجتماع فور وصولها إلى طبرق دون تسريب أي معلومات حول ما جرى في ذلك الاجتماع.

جدل حول حفتر
شهدت أغلب مناطق ليبيا مساء الجمعة مظاهرات انقسمت بين مؤيدة للجيش ورافضة لسيطرته على الموانئ النفطية ومطالبة برفع الدعم عن المبعوث الاممي الى لييبا مارتن كوبلر، المظاهرات امتدت من بنغازي إلى طبرق (البيضاء، المرج، مُرزق، سبها، الزنتان، الرجبان) وصولا إلى ورشفانة على أبواب العاصمة طرابلس ، يشار الى ان ما أقدم عليه الجيش بقيادة المشير حفتر وسيطرته على الموانئ النفطية أغضب الدول الغربية وذلك ما ترجمته البيانات الصادرة عن الولايات المتحدة وخمس دول من الاتحاد الأوروبي توعدت حفتر بعقوبات دولية.

وقبل ذلك جددت مصر موقفها الداعم بقوة لتحرك الجيش في ما شهد المجلس الرئاسي حالة من التشرذم والانقسام حيال التطورات الأخيرة،ففي البداية أصدر القائد السراج بيانا ناريا شديد اللهجة ضد حفتر ووصف العملية بالعدوان ،لكن سرعان ما تراجع السراج ودعا للحوار مع سلطات طبرق. ومن أسباب هذا التراجع في موقف السراج التسلل الذي وجد نفسه فيه بعد إعلان رئيس الوطنية للنفط مصطفى صنع الله دعمه لعملية البرق الخاطف وتحوله شخصيا إلى الموانئ النفطية وإشرافه على تصدير أول شحنة نفط، ليس هذا فحسب بل أن صنع الله ذهب بعيدا في إعلان رفضه لقرار المجلس الرئاسي القاضي ببعثه لمؤسسة تسييرية للنفط وتواصل انقسام الرئاسي من خلال البيانات الصادرة عن أعضائه فهذا تاجمان والعماري عضوا الرئاسي ينددان بسيطرة الجيش على موانئ النفط في حين دعا كل من القطراني والمجبري إلى مباركة خطوات الجيش.

الإخوان المسلمون
سياسيا أكبر خاسر بعد العملية العسكرية هم الإخوان المسلمون والرئاسي تيار الإسلام السياسي أطلق أكثر من عملية عسكرية للسيطرة على الهلال النفطي منذ أربع سنوات لكنها فشلت كلها وبالتوقيع على الاتفاق السياسي المدعوم غربيا، نزل المبعوث الدولي بثقله وذهب بنفسه إلى ميناء راس نالوت رفقة السراج وتم إمضاء اتفاق يسمح بفتح الجضران للموانئ النفطية والتخلي نهائيا عن حليفه حفتر. حلم الرئاسي لم يدم طويلا وقبل أن يجف حبر كتابة الاتفاق نفّذ حفتر عملية البرق الخاطف وهو ما خلط الأوراق من جديد وأربك المجتمع الدولي ،وبعدما كانت الجهود الدولية تصب في خانة التسريع في تمرير حكومة السراج أصبح كل هم المجتمع الدولي المحافظة على تواجد المجلس الرئاسي المهدد بالانهيار.

ساسة طرابلس على انقسامهم غابت فجأة خطاباتهم النارية تجاه مجلس النواب والقيادة العامة للجيش ويرى متابعون للتحولات السياسية والعسكرية الحاصلة مؤخرا شرق ليبيا بأن كل ما جرى وحدث هو دليل على فشل مسار الحوار الذي رعته الأمم المتحدة وجهل الوسيط الأممي بعقلية المجتمع الليبي الذي يرفض الوصاية والتدخل الخارجي مهما اختلف الليبيون ،حيث أكدت عملية سيطرة الجيش على النفط إنتاجا وتصديرا أن الليبيين مهما انتقدوا حفتر فإنهم عندما يرون منه سعيا للحفاظ على ثروات الوطن يدعمونه.

دليل آخر أن قيادات مصراتة العسكرية والسياسية رفضت التقدم نحو الشرق لمواجهة الجيش أعيان مصراتة قالوها علنا وصراحة للمبعوث الأممي قوات مصراتة لن تتجاوز حدود سرت الليبية بخطوة واحدة في اتجاه الهلال النفطي.موقف مصراتة الوطني جاء ليحقن دماء الليبيين، وهو ليس بغريب عن الغرب الليبي موقف مثّل صفعة قوية على وجه جهات غربية تنسج خيوط المؤامرة، خططت الدوائر الاستخباراتية الغربية وخاصة البريطانية لتكون الموانئ النفطية شرارة إشعال الحريق وتجسيد تقسيم ليبيا إلى شرق وغرب لكن المشروع فشل بفضل تحرك الجيش ووعي الغرب الليبي وخاصة مصراتة بما يحاك ضد ليبيا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115