وتعكس عودة كلّ من الوافي والشهيبي رغبة بعثة الأمم المتحدة في توسيع قاعدة الحوار تمهيدا للتوافق المنشود. معلوم أن دعوات حل هيئة الحوار أو تدعيمها بكفاءات وطنية جديدة تعالت مؤخرا بعد الفشل الذريع وحالة التخبط الذي عرفته اجتماعات هيئة الحوار السياسي. والمطلوب منها الآن إيجاد مخرج للمأزق السياسي المترتب عن استنفاد رئيس الحكومة المكلف فايز السراج للفرص المخولة له قانونا ودستورا ،لتقديم مقترح حكومته إلى البرلمان للمصادقة عليه أو رفضه.
وهذا الرفض حدث خلال جلستين برلمانيتين بالنصاب القانوني إذ أن هيئة الحوار السياسي المنعقد اجتماعها أمس الاثنين واليوم الثلاثاء إما أن تجدد الثقة في شخص السراج وتدعوه الى طرح تشكيلة ثالثة وبالتالي إجبار البرلمان على عقد جلسة بالنصاب القانوني لتعديل الإعلان الدستوري وإسعاف السراج، أو أن هيئة الحوار السياسي سوف تكلف شخصية ثانية غير فائز السراج ليقوم بتشكيل حكومة وفاق. يشار إلى أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة هما اللذان فرضا اسم السراج على الفرقاء السياسيين وتم تجاهل القوائم الاسمية التي أرسلها المؤتمر الوطني ومجلس النواب.
وقد مارست الولايات المتحدة ضغوطات قوية على الفرقاء الليبيين من أجل الإبقاء على رئيس الحكومة المكلف الحالي السراج رغم رفض البرلمان لمقترح حكومته في مناسبتين ،ولم يسبق لأي برلمان في العالم أن أعاد التصويت على مقترح حكومة برئاسة نفس الشخص لثلاث مرات. لكن في واقعة الحال اعتاد الرأي العام المحلي القفز على القانون وخرق الإعلان الدستوري واللوائح الداخلية للبرلمان وعوض أن تكون مقدسة -ونتحدث عن اللائحة الداخلية للبرلمان- تمادى النواب في غيابهم ولم يخشوا العقوبات وهاهو المبعوث الأممي نفسه يطالب السراج بسرعة بتقديم نسخة الحكومة الثالثة ولا يحترم بذلك النظام الداخلي للبرلمان والمادة 180. ويرى متابعون للشأن الليبي في جانبه السياسي أن هيئة الحوار سوف تركز على المصالحة الوطنية وحث الفرقاء على تجاوز المأزق السياسي الراهن.
مباحثات الجزائر
من جانبه كان المبعوث الأممي مارتن كوبلر زار الجزائر قبل اجتماع هيئة الحوار السياسي في تونس، وكشف كوبلر خلال تغريدة على حسابه الخاص بأن مباحثاته في الجزائر مع وزير الدولة للشؤون الإفريقية والعربية عبد القادر مساهل كانت بناءة مؤكدا على أهمية الدور الذي تلعبه الجزائر للحفاظ على السلم والأمن في ليبيا.
وفي إطار البحث عن سبل الخروج من النفق المظلم للأزمة الليبية ذكرت تسريبات ديبلوماسية غربية عن وجود مبادرة أمريكية – إيطالية وشيكة الظهور تتعلق بإيجاد تسوية بين المجلس الرئاسي والفريق ركن خليفة حفتر. مبادرة لا يستبعد مراقبون أن تكون قد طرحت خلال لقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع مسؤولين بالحكومة المصرية الأحد الماضي.
بيان القيادة العامة للجيش
إلى ذلك أصدرت القيادة العامة للجيش التابعة لمجلس النواب المعترف به دوليا بيانا جددت فيه حياديتها ووقوفها بعيدا عن التجاذبات السياسية الخاصة ،مجددة التأكيد على أن شرعيتها مستمدة من البرلمان والشعب .وأشار ذات البيان رفض التعامل مع المجلس الرئاسي أو حكومة الوفاق ما لم تحظ بثقة البرلمان الشرعي.
وحول العائلات العالقة بقنفودة والبالغ عددها 126 عائلة اعتبر البيان أن تلك العائلات هي أسرى حرب تحتجزها الجماعات الإرهابية،وطالب بيان الجيش من الهلال الأحمر الليبي فرع بنغازي الاستمرار في تواصله بالمدنيين العالقين بقنفودة من أجل خروجهم عبر ممرات إنسانية حددتها القيادة العامة للجيش.
وكانت إحدى الفضائيات المحسوبة على القيادة العامة مررت في تسجيل مصور لأحد الأشخاص وهو سوداني يدعى موسى أرباب أحمد كان محتجزا داخل قنفودة وتمكن من الهروب من الإرهابيين ليسلم نفسه إلى الكتيبة 309 التابعة للجيش الوطني وكشف عن سوء معاملة الارهابيين للمدنيين العالقين وحسن معاملة الجيش له منذ تسليم نفسه. وعلى صلة بتحسن الوضع الأمني ببنغازي قام وزير داخلية الحكومة المؤقتة العميد محمد الفاخري مرفوقا بمدير مديرية الأمن بالمدينة العقيد صالح هويدي بجولة تفقدية ليلية بمختلف أحياء وشوارع بنغازي كما تابع عرضا عن تقدم حملة إزالة الأكشاك الفوضوية التي لاقت استحسان المواطن.