يشار إلى أن «داعش» سرت تحصن في أحياء المدينة ويخوض حرب شوارع واستنزاف لكتائب مصراتة مما جعل أعداد قتلى القوات التابعة للمجلس الرئاسي في تصاعد لافت، وكان ضابط ميداني تابع لقوات البنيان المرصوص رفض الكشف عن اسمه، أكد أن عددا من تبقى من العناصر الإرهابية داخل سرت يتعدى 600 مقاتل. مضيفا أن قناصة مهرة من أصول سودانية وتشادية وكذلك سلاح المتفجرات وزرع الألغام هي أسلحة «داعش» القوية التي استطاع بواسطتها تكبيد كتائب المجلس الرئاسي خسائر فادحة للغاية في الأرواح ملمحا إلى إمكانية أن تتجاوز حصيلة قتلى البنيان المرصوص 500 قتيل و1000 مصاب.
وقد حذر الضابط الميداني في تصريح لإحدى الفضائيات المحلية من نجاح داعش سرت من استعادة الميناء البحري للمدينة لتأمين هروب مقاتليه بحرا إلى بنغازي أو صبراتة غرب طرابلس.
وفي سياق الحشد الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في ليبيا أكد بيتر كوك المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية - البينتاغون – بأن الولايات المتحدة مستعدة لشن غارات جوية جديدة ضد «داعش» ليبيا، مضيفا في ذات السياق بان واشنطن تواصل مشاوراتها وتبادل المعلومات مع دول جوار ليبيا حول آخر المستجدات الأمنية. وكان شهود عيان ومصادر عسكرية وملاحية من سرت، أجدابيا، صبراتة ذكرت بأن طائرات دون طيار يعتقد أنها أمريكية تجوب سماء تلك المناطق لرصد مواقع وتحركات داعش على الأرض.
مبررات الغارات الأمريكية القادمة
مبرر قصف المقاتلات الأمريكية لمدينة صبراتة واستهداف أهم تمركز لتنظيم داعش الإرهابي في فيفري الماضي كان أحدها الحيلولة دون تنفيذ داعش لهجوم إرهابي كبير داخل الأراضي التونسية. لكن عملية القصف الأمريكي لم تمنع حدوث الاعتداء على الأراضي التونسية حيث جاءت عملية بن قردان في السابع من مارس. السؤال المطروح في وضعية الحال -وقد بدأ الحديث عن غارات مرتقبة- ما هي المبررات وماهي التداعيات؟
يرى المتابعون للشأن الأمني المحلي والتحركات الدولية في المنطقة بأن شيئا ما يتم تحضيره لليبيا حيث تم تداول معلومات عن عزم «داعش» الإرهابي تنفيذ عمليات إرهابية في طرابلس وجنوب تونس ،ووفق المعلومات الاستخباراتية فإن الهدف سيكون بن قردان مرة ثانية إذن سوف تروج القوى الكبرى وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى وجود تهديدات حقيقية في طرابلس، بما يعني تهديد المجلس الرئاسي ومستقبله وضمان بقاء الجميع. المجلس الرئاسي ورئيسه والمجلس الأعلى للدولة يطالب مباشرة الحكومة بالتدخل العسكري البري لمحاربة الإرهاب ظاهرا والسيطرة على ليبيا باطنا. أما عن المليشيات من مقاتلة وفجر ودروع وسرايا وغيرها من التسميات فسوف يتم تقسيم النفوذ فيما بينها شرط إظهار التبعية لسلطات طرابلس.
الجدير بالملاحظة أن مجلس الوزراء عقد أمس اجتماعه الأول ،بما يعني اتجاه حكام طرابلس المدعومين غربيا فرض الأمر الواقع على مجلس النواب وإرادة الشعب الليبي ،وكذلك التعدي على روح لاتفاق السياسي وأهم بنوده وهو البند المتعلق بمنح البرلمان الثقة للحكومة.
انهيار الخطوط الدفاعية
أصدر آمر غرفة عمليات بنغازي التابع للكرامة القرار رقم 1 سنة 2016 والقاضي بمنع جولان العربات المسلحة دون ترخيص مسبق من طرف القيادة العامة للجيش. العميد أحمد العرفي آمر الغرفة أردف بأن الخطوط الدفاعية للإرهابيين ،بدأت تنهار الواحد بعد الآخر
وكان العميد ونيس بوخمادة الذي يقود بنفسه مواجهات المحور الغربي « قنفودة – قار يونس» تعهد بتحرير آخر ما تبقى من أحياء تحت دنس الدواعش خلال فترة زمنية وجيزة.
معلوم أن رئيس البرلمان بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة اتخذ قرار إعلان حالة النفير العام وتسمية عبد الرزاق الناظوري رئيس الأركان العامة حاكما عسكريا للمنطقة الممتدة من درنة حتى بن جواد، وفي تصريح إذاعي دافع عقيلة صالح رئيس البرلمان عن خطوة إعلان النفير العام بتأكيده بأن ذلك لا يعني إلغاء دور الحكومة ولكن على الأخيرة مراعاة التعليمات العسكرية لأننا في وضع حرب. ميدانيا تحول الجنرال خليفة حفتر وللمرة الثالثة خلال الأسبوعين الماضيين إلى بنغازي حيث التقى هذه المرة مشايخ وأعيان قبائل المدينة. حفتر أثنى على دعم شباب المناطق ودعم القبائل جميعا دون استثناء واعتبرهم شركاء في عملية الكرامة ،ولاحظ الجنرال حفتر الذي كان محاطا بعدد كبير من ضباط الجيش بأن ما يحدث في سرت مأساة وأن قوات الكرامة داخل سرت هي عناصر استطلاع ومخابرات ،وعن طرابلس أكد الجنرال حفتر أنها تعيش أوضاعا صعبة وعن حكومة الوفاق جاء على لسان حفتر «نحن نقبل بأي حكومة ونعترف بها شرط أن تنال ثقة البرلمان وغير ذلك فلا».