وذلك من أجل التشاور حول ايجاد بدائل للخروج من المأزق السياسي الذي عرقل سير العملية السياسية بمساريها الدستوري و السياسي، الخلاف الدستوري يتمثل في الخلاف حول قانون انتخاب رئيس الدولة.
أصل الخلاف تمسك عقيلة صالح بحكومة فتحي باشاغا وهو ما يجابه برفض رئيس حكومة الوحدة الوطنية تسليم المهام،عقبات وعراقيل على امتداد الفترة الماضية محل اهتمام البعثة الأممية والمنظمات الإقليمية من اتحاد أوروبي واتحاد افريقي..
لوحت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني وليامز قبل مغادرتها لمنصبها بالعودة لملتقى الحوار السياسي لتجاوز المأزق السياسي ، غير أن ذلك لم يتم. والسؤال المطروح هل يتمكن عقيلة صالح وخالد المشري من التوافق على رؤية ما لتجاوز المأزق السياسي؟ ويرى متابعون انه من الصعوبة بمكان اتفاق الرجلين على تسوية للخلافات باعتبار أنّ التفاهم والحوار يجب أن يشمل قادة المجموعات المسلحة سيما تلك المسيطرة على العاصمة و مؤسسات الدولة ودون ذلك يجزم المتابعون بأنه لا قيمة لأي توافق يتم بين صالح والمشري.
تأثيرات الأزمة
من جهته أكد ريزيدون زينيننغا القائم بأعمال رئيس البعثة الأممية للدعم لدى ليبيا وفق بيان صادر البعثة أنّ شريحة الشباب هي الأكثر تضررا من الأزمة في بلادها. مشيرا إلى أنه من الأهمية بمكان فسح المجال أمام الشباب لحلحلة الأزمة وإبداء الرأي في الحلول والإسهام في العملية السياسية الراهنة باعتبارهم يمثلون المستقبل لافتا إلى أنّ القرار رقم 2250 لسنة 2015 نص على وجوب منح دور اكبر للشباب والسلام للمرور بليبيا إلى مرحلة الاستقرار والازدهار.
جاء بيان البعثة هذا بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للشباب الذي يصادف12 من شهر أوت من كل عام .في جانب آخر عبر 51 نائبا من مجلس النواب أمس السبت عن رفضهم و استنكارهم الشديد لتصريحات سفيرة المملكة المتحدة لدى ليبيا كارولين هوريندال التي جددت فيها دعم بلادها لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة. وجاء في صادر عن هؤلاء النواب واغلبهم من إقليم برقة وفزان ونائبين اثنين من طرابلس أن ليبيا دولة مستقلة وذات سيادة وليست تابعة للمملكة المتحدة
تعديلات مرتقبة
الجدير بالتنويه أنّ مجلس العموم بالمملكة المتحدة كان قد استمع لفتحي باشاغا رئيس الحكومة المكلفة مطلع شهر مارس من هذا العام 2022 ،وأجاب عن أسئلة لجنة الخارجية بمجلس العموم البريطاني حول التطورات الراهنة و مواضيع مختلفة مثل قطاع النفط والانتخابات والمسار الدستوري وأهمية تعزيز الاستقرار في ليبيا ووقف التحشيد والتصعيد في البلاد..مقابل ذلك الانفتاح على حكومة باشاغا ألغت بريطانيا زيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الدبيبة التي كانت مبرمجة في وقت سابق لمنح الثقة لحكومة فتحي باشاعا.
كما يشير المراقبون إلى أنّ تصريحات السفيرة البريطانية أخرجت عن سياقها ومن ثمة احتج 51 نائبا من مجلس النواب معتبرين أنّ المملكة المتحدة غيّرت من موقفها من الصراع على الشرعية الدائر بين الحكومتين وتتجه لدعم حكومة عبد الحميد الدبيبة . إلى حد اللحظة يقف المجتمع الدولي في منطقة تبدو أقرب للحياد من الصراع بين الحكومتين بما في ذلك تركيا التي كانت والى وقت قريب تساند سياسيا وعسكريا حكومة الدبيبة، لكن تركيا ومن خلال استقبالها لرئيس مجلس النواب ونائب المجلس الرئاسي عبد الله اللافي تريد أن تقف على مسافة واحدة تعديل سياستها. مما يمنحها إمكانية لعب دور الوسيط بين طرفي الصراع ومما يغذي هذا السيناريو التسريبات الأخيرة التي تتحدث عن ضوء اخضر من واشنطن لأنقرة لتقود جهود وساطة في ليبيا لإنقاذ العملية السياسية التي توشك على الانهيار.
على صلة بتعديل أنقرة لسياستها حيال ليبيا لاحظ متابعون لتعاطي تركيا مع أزمة ليبيا السياسية بان الحرب الكلامية من سلطات برقة ، سواء رئاسة البرلمان أو القيادة العامة اختفت مقابل كلمات الإشادة بدعم تركيا و تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
بحث جهود المصالحة الوطنية
من جهته التقى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ظهر أمس الإثنين عدداً من وجهاء وأعيان قبيلة المقارحة، الذين أعلنوا دعمهم للمجلس الرئاسي حتى يتمكن من إنجاز مشروع المصالحة الوطنية وتحقيق الاستقرار في كل مناطق ليبيا وفق وسائل إعلام. وأشاد الوجهاء والأعيان بدور رئيس المجلس الليبي – بحسب بيان صحفي -ومساهمته في الإفراج عن عدد من السجناء، الصادرة في حقهم أحكام قضائية، بالتنسيق مع وزارة العدل، وطالبوه الاستمرار في هذه المبادرة، لإنجاح مشروع المصالحة، التي تهدف إلى لم شمل الليبيين.
ليبيا: صالح و المشري في القاهرة بحثا عن مخرج للمأزق السياسي
- بقلم مصطفى الجريء
- 10:49 16/08/2022
- 1464 عدد المشاهدات
كشفت مصادر إعلامية محلية ليبية عن تحول رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وخالد المشري رئيس مجلس الدولة الى العاصمة المصرية في زيارة غير معلنة،