عمل تلك الحكومة ومدى حظوظ نجاحها في تنفيذ تلك الرؤية وهل لديها آليات التنفيذ وقبل الإفصاح عن إستراتيجية العمل هل مهدت حكومة السراج أرضية لبدء أعمالها؟
بداية لا بد من الإشارة إلى أن المجلس الرئاسي ورئيسه السراج ومنذ دخوله العاصمة طرابلس دخل في صلب الموضوع عاقدا سلسلة من الاجتماعات ومبديا ومجلسه الرئاسي الكثير من الحماس والتصميم على وضع الإصبع على مكامن وجع المواطنين، بعد ان أرهقتهم الصراعات المسلحة والتجاذبات السياسية مما انعكس سلبا على حياتهم اليومية فقد التهبت الأسعار وتدنى سعر الدينار وتأخرت الرواتب. لكن الأمور تحسنت بعض الشيء بعد مباشرة المجلس الرئاسي أعماله ،حيث بادر السراج بإعلان الأولويات من المصالحة والاقتصاد والأمن وهذا هو جوهر الموضوع.
غير أن السراج لم يعط التفاصيل ولا الجدول الزمني لتطبيق تلك الرؤية ،مع أن المراقبين يؤكدون أن حكومة الوفاق هي حكومة انتقالية ،وبالتالي لا يمكنها لا إصلاح الاقتصاد ولا المصالحة الوطنية وإنما هي مطالبة أولا وثانيا وأخيرا بالإعداد لانتخابات رئاسية وبرلمانية وإرسال رسائل طمأنة للداخل والخارج.
وفي ما يخص الجزء المتعلق بآليات تنفيذ رؤية السراج يجمع المراقبون للشأن الليبي على أنه في غياب المؤسسات وحالة الانهيار والوهن سوف يصعب تجسيد إستراتيجية الوفاق على الأرض. ومن هنا كان الأجدر بالمجلس الرئاسي والسراج طرح تلك الرؤية على المجتمع الدولي خلال المؤتمرات الدولية المخصصة للأزمة الليبية ومنها مؤتمر تونس المنعقد أول أمس الثلاثاء. مثل تلك المؤتمرات تتالت وتعددت بياناتها لكن دون تحقيق شيء ملموس على الأرض بسبب أول وهو أنه كان من المفروض أن تقدم ليبيا رؤيتها وتحديد حاجياتها وأولوياتها لا أن يناقش المجتمعون رؤى مختلفة بل ومتضاربة في المطالب ولسبب ثان عجز المجتمع الدولي عن إيجاد وإقرار إستراتيجية واحدة موحدة تجاه ليبيا.
استراتيجيات القوى الكبرى
في هذا السياق أعلن الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس لدى زيارته إلى الجزائر تطابق رؤية كل من فرنسا والجزائر إزاء الأزمة الليبية ،لكن التصريح لا يعكس الاختلاف في الرؤية في البلدين فالجزائر رفضت وترفض.....