كما طالب السّراج بتسليم المقرّات العسكريّة التابعة لقوات حفتر فورا إلى طرابلس وتشهد المنطقة مواجهات مسلّحة بمختلف أنواع الأسلحة بين مجموعات مسلّحة من ورشفانة من جهة ،وقوات مجلس عسكري الزنتان والغرفة المشتركة الزنتان وكتائب من غرب طرابلس بقيادة العميد أسامة الجويلي أمر المنطقة العسكرية الغربيّة لحكومة الوفاق. كما أعلنت كتيبة ثوار طرابلس عن جاهزيتها لدعم قوات الجويلي وتطهير ورشفانة من العناصر الإجرامية على حدّ تعبير بيان صادر عن كتيبة ثوار طرابلس على علاقة بأحداث ورشفانه .
هذا وأجمع نشطاء بالمجتمع المدني على أنّ أحد دوافع وأسباب الهجوم على ورشفانه هو رفضها الاذعان للرئاسي وكونها محسوبة على النظام السابق وتحتضن اللواء الرابع والمعسكر 26 ومركز تدريب لقوات الكرامة، وعندما نعلم أنّ ورشفانة تقع على تخوم العاصمة وان الثقل السكاني بمليون نسمة وأيضا عداءها لتيّار الإسلام السياسي وأيضا تلويح قيادة الكرامة، وتهديدها بدخول طرابلس بعد 17 ديسمبر ، يرى مراقبون ان كلّ ذلك دفع بالسّراج لإعطاء الأوامر بالسيطرة على المنطقة من أجل إبعاد قوات حفتر عن طرابلس وليس من أجل القبض على المطلوبين وتأمين الطريق الساحلي كما تروّج له وسائل إعلام الوفاق ومجلس عسكري الزنتان حيث الجميع يعلم أنّ الطريق الساحلي غير مؤمّنة منذ 2014 وجهاز الشرطة معطّل في ورشفانه لغياب الدعم .
خلط الأوراق
أمام تعثّر مسار التسوية السياسيّة وتنفيذ خارطة طريق الأمم المتحدة وإقتراب موعد 17 ديسمبر دون تطبيق الاتفاق السياسي، ومع تواصل غياب عنصر الثّقة بين أطراف الصراع عمد كلّ طرف لخلط الأوراق من جديد من خلال تصعيد الصراع المسلّح هنا وهناك وأحداث ورشفانه احدى صوره ، بلغت العلاقة بين طرابلس و برقة أعلى درجات التوتّر عبر محاولة اغتيال وكيل داخلية الوفاق فرج قعيم في بنغازي أول أمس بتفجير سيارته والتي خرج منها المعني سالما .
ولئنّ عاد مجلس النّواب للتشاور حول نتائج حوار تونس وتعديل الاتّفاق السياسي، فالرأي الغالب هو فشل مساعي بلوغ التوافق وعندئذ سوف لن يكون من خيار للأمم المتحدة إلا تهديد عهدة الرئاسي والدعوة للتّمسك بالحوار والحلّ السلمي اللازمة ، والسؤال المطروح هو موقف قيادة الجيش والمشير حفتر، وهل ينفذ تهديده بدخول طرابلس أم أنّه ينتظر مخرجات حوار اللجان العسكريّة التي تعقد جلسات دوريّة بالعاصمة المصريّة القاهرة ؟ يبدو من الصعوبة بمكان توقع سيناريو ما بعد 17 ديسمبر وردّ فعل قيادة الجيش وردّ فعل القبائل وأنصار القذافي الذين يتّخذون من الجنوب قاعدة لهم ،ويخشى الداعمون لحكومة الوفاق من تحالف أتباع النظام السّابق مع قوات حفتر سيما مع التسريبات المؤكّدة لتعليمات صدرت عن سيف الإسلام السياسي و قوات حفتر ما كان لها أنّ تدخل و تتمرّكز في ورشفانه وعلى مسافة 30 كلم عن قلب طرابلس لولا قبول ورشفانه الموالية للقذافي. وكذلك في بني وليد المحسوبة على النظام السّابق والسيطرة على الجفرة وطرد القوة الثالثة التابعة للرئاسي .