وهكذا يبدو السراج مصمما على الاقتراب بأكثر قدر ممكن ليعيش وسط العامة لإعطاء رسالة واضحة مفادها العمل على إنقاذ بلده الذي أرهقته الصراعات المسلحة والتجاذبات السياسية معولا في مسعاه على العقلاء من أبناء شعبه ولن يكون في يوم من الأيام ممن يستقوون بالأجنبي على عكس ما يجري ترويجه من أن السراج وبمجرد دخوله طرابلس ونيل ثقة البرلمان سوف يطلب التدخل العسكري الخارجي.
وربما ذلك ما سهّل عليه أي فايز السراج سرعة التواصل مع أعيان ومشايخ طرابلس فهو اصيل العاصمة. منذ حلوله بطرابلس عقد السراج حوالي 15 بين اجتماعات ولقاءات فردية لايصال أولويات سطرها رفقة المجلس الرئاسي .وفي هذا السياق كان لقاء السراج والمجلس الرئاسي أمس السبت مع رئيس وعميد بلدية مدينة سرت المختار المعداني.
معضلة النصاب القانوني
وجّه مكتب رئاسة البرلمان المعترف به دوليا الدعوة لأعضاء البرلمان لحضور جلسة الغد الاثنين قصد التصويت على التعديل الدستوري وأيضا منح الثقة لحكومة الوفاق. لكن السؤال المطروح وككل مرة عند انعقاد جلسات البرلمان، هل يحصل النصاب القانوني للحضور وبالتالي يتمكّن البرلمان من عقد الجلسة الحاسمة؟
يبدو من الصعوبة بمكان توقع حصول النصاب القانوني فخلال جلسة الاثنين الفارط لم يتجاوز الحضور الـــ 55 نائبا.
أولا، إن أعضاء البرلمان لا يقيمون في طبرق ولا حتى في ليبيا وإنما هم موزعون بين مصر وتونس ولبنان والمغرب وغيرها، إضافة إلى ذلك فإن عددا كبيرا من النواب من المنطقة الغربية والجنوب يقرون بوجود تهديدات باستهدافهم أو ممارسة ضغوطات عليهم في حال تصويتهم لصالح حكومة الوفاق الوطني.
لذلك طالب هؤلاء في أكثر من مناسبة بنقل جلسات البرلمان إلى خارج طبرق ومن هنا كان توقيع 101 عضو من البرلمان على حكومة الوفاق خارج قبة البرلمان. وثيقة قد يتم البناء والاعتماد عليها في حال تعذّر مصادقة مجلس النواب على حكومة السراج الذي تأكد سفره رفقة أعضاء حكومته إلى طبرق لحضور جلسة الغد أو بعد الغد لتقديم تشكيل الحكومة وبرنامجها. معلوم أن القائد العام للجيش الجنرال حفتر جدد للسراج التزامه بحمايته وتأمين جلسات البرلمان مثلما جرت العادة.
بالتوازي مع الجهود الدافعة للتسريع بمصادقة البرلمان على الحكومة وإلا تم تجاوز تلك المصادقة واعتماد الوثيقة الموقعة من طرف المائة وواحد نائبا. تجري اتصالات ومشاورات داخل المجلس الرئاسي لإعادة العضوين علي القطراني وزميله عمر