إلى ذلك أكدت مصادر متطابقة من غرب طرابلس اندلاع مواجهات مسلحة عنيفة على مستوى منطقة الطويبية بين ورشفانة والزاوية ،وأشارت ذات المصادر إلى مقتل 11 عنصرا مما يعرف بجيش القبائل ورشفانة. فيما ذكرت مصادر عسكرية مقربة من عسكري الزاوية مقتل عنصر تابع لثوار الزاوية على يد مسلحين من ورشفانة.
عودة الاقتتال والحرب الأهلية غرب طرابلس،ينذر بتردي الأوضاع الأمنية من جديد وبالتوازي مع ذلك قامت مليشيات أبو عبيدة الزاوي بحشد قواتها استعدادا لاقتحام ورشفانة. واتهمت الزاوية على مدى الأشهر الفارطة جماعات مسلحة من ورشفانة برفض فتح الطريق الساحلي الرابط بين طرابلس والزاوية مرورا بورشفانة، وقد فشلت لجنة المصالحة المشكلة في إنهاء أزمة إغلاق الطريق. إذ طالب مسلحو ورشفانة بإيجاد قوة محايدة لتأمين الطريق بعد فتحها ،كما طالبت أيضا بمبادرة حسن نية من طرف الزاوية تشمل الإفراج عن محتجزين من أبناء ورشفانة غير أن تلك المطالب لم تتحقق مما جعل المواجهات تنطلق بين الطرفين.وجراء ضعف السلطة المركزية في العاصمة طرابلس انتشرت المجموعات المسلحة على طول الطرقات المؤدية إليها، وسط اتهامات بممارسات منافية للقانون بحق مستعملي الطريق من سطو وحرابة وتوقيف على الهوية.
تداعيات غياب أجهزة الدولة من شرطة وجيش تحاول القبائل جاهدة تداركها مما مكن تلك القبائل من إيجاد شيء من الأمن والاستقرار في مدنها.
والصورة تنطبق على زوارة، الجميل، الرقدالين، زليطن، لكن تواصل تأخر إقرار التسوية السياسية ومباشرة حكومة الوفاق لعملها يهدد ما تنعم به تلك المدن من استقرار وأمن.
دستور 1951
من جهة أخرى أصدر أهالي الجبل الأخضر شرق ليبيا ومؤسسات المجتمع المدني بيانا طالبوا خلاله بالعودة لدستور الاستقلال 1951 وإجراء بعض التعديلات عليه سيما وأن إنجاز الدستور الجديد قد تعطل وتأخر كثيرا. وطالب البيان بمبايعة ولي العهد محمد حسن السنوسي ملكا لليبيا.
وليست هذه المرة الأولى التي تصدر فيها مطالب بالعودة للدستور القديم وتنصيب نجل الملك ملكا على ليبيا فقد تم عقد عدة ملتقيات في الخارج جمعت أنصار العودة إلى النظام الملكي.ويرى متابعون أن حالة الفراغ السياسي والتخبط السياسي الذي غرقت فيه البلاد هو الذي سمح بظهور مثل تلك الدعوات موضحين أن مسألة كتلك يجب أن تكون عبر استفتاء شعبي وليس بمثل تلك الطريقة بإصدار بيانات.
وتوحي كل المؤشرات بأن البلاد مقدمة على مزيد من الانقسام والتشرذم فالشرق الليبي نجد فيه التيار الفدرالي الداعي صراحة للتقسيم. ونجد فيه حكومة موازية في البيضاء بينما يعرف الجنوب صراعا مسلحا بين التبو والطوارق من أجل السيطرة على أكبر مساحة والصراع يخفي حلما قديما اسمه دولة التبو أما شمالا أي طرابلس وما حولها مثلا ورشفانة لها قوتها العسكرية وتتصارع مع الزاوية والزنتان أيضا لها قواتها ومعتقلاتها ومناطق نفوذها وهكذا وعلى الأرض نجد ليبيا مقسمة إلى ما يشبه الدويلات الكرذونية جسدت وتجسد حالة الفشل والانهيار التي عرفتها دولة ليبيا.
مناطق امتلكت السلاح والمليشيات انشقت عن الدولة الأم وتحدت القوانين الدولية ولنا في الزنتان خير دليل حيث رفض ثوار المدينة تسليم سيف الإسلام القذافي إلى طرابلس رغم تهديدات وتحذيرات الجنائية الدولية.