يغير من موقفه الرافض لتعديل الاتفاق السياسي و ذلك من خلال اعلانه قبول مضمون بيان القاهرة الذي دعا إلى ضرورة العودة الى المسودة الرابعة واعتماد ألية اختيار مجلس رئاسي برئيس ونائبين واعادة اختصاص الاشراف على المؤسسة العسكرية و الامنية للبرلمان.
ويرى مراقبون في قبول المبعوث الاممي بيان القاهرة الاخير بداية حل الازمة السياسية ما لم تحدث مستجدات عسكرية على الساحة المحلية .يشار إلى أن الامين العام للأمم المتحدة المنتهية ولايته بان كي مون أكد من جانبه بأن الاتفاق السياسي يبقى هو الاطار الوحيد لحل الازمة الليبية الراهنة ، وانه من الضروري اشتراك اطراف لم تكن جزءا من الاتفاق و يقصد بتلك الاطراف شريحة انصار النظام السابق مضيفا بأن اهم النقاط الخلافية بين الليبيين والتي حالت دون تنفيذ التسوية السياسية هي تعديل تركيبة المجلس الرئاسي والقيادة العامة للجيش والامن وشدد بان كي مون على ضرورة توافق كل الفرقاء السياسيين على مجمل تلك النقاط الخلافية .
حفتر يزور الجزائر
إلى ذلك حل امس المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش التابع لرئاسة أركان مجلس النواب بالجزائر في زيارة رسمية ، حيث التقى رئيس الحكومة عبد المالك سلال وايضا الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الافريقية و المغاربية عبد القادر مساهل. ووفق مصادر مقربة من القيادة العامة للجيش الليبي فإن الطرف الجزائري جدد حرصه الكبير على التقريب بين وجهات نظر الفرقاء الليبيين ، واقناعهم بأنهاء الأزمة وإيجاد نوع من الثقة المفقودة فيما أكد حفتر ابتعاد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية وصب كل الجهود على محاربة الارهاب والحفاظ على سيادة ليبيا وحماية ثرواتها .معلوم أن زيارة حفتر هي الأولى الى الجزائر. وتأتي في سياق انفتاح الجزائر على جميع الاطراف الليبية .
«سرت» ليبية
في سياق ثان أعلم رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج تحرير مدينة سرت نهائيا من تنظيم «داعش» الارهابي واستمرار ملاحقة عناصره الفارة من المدينة فيما كشف البنيان المرصوص عن العثور على 1600 جثة من قتلى الارهابيين تحت البناءات المدمرة وعن قتل 2500 من الدواعش ، معلوم أن غرفة عمليات تحرير سرت سبق أن أقرت بمقتل 3 الاف من عناصرها وجرح أكثر من 4 الاف اخرين اغلبهم من مليشيات مصراتة ومكونات فجر ليبيا الموالية للمجلس الرئاسي.
من جانبها اعلنت وزارة الدفاع الامريكية - البنتاغون - انهاء الضربات على سرت واستمرار ملاحقة الدواعش في عموم ليبيا . وكانت مستشارة الامن بالبيت الابيض ليزا موناكو أكدت استعداد الادارة الأمريكية دعم المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق في حربها على تنظيم «داعش» الارهابي ، مؤكدة بان خطر «داعش» زلزال متواصل رغم هزيمة التنظيم في سرت وتقدم الجيش في بنغــــــازي. وفي تحول لافت قامت قطعة بحرية اجنبية باعتراض جرافة تحمل اسلحة و ذخائر لارهابيين في بنغازي قادمة من مصراتة بينما كان مثل هذا المدد والمساعدة في السابق يتواتر على ما يسمى بمجلس شورى بنغازي ، انطلاقا من موانئ طرابلس ومصراتة وتحت انظار القطع والبحرية الغربية وعملية صوفيا التي سيطرت على سواحل ليبيا.
وترى القيادة العامة للجيش التابع لعملية الكرامة التي تخوض حرب تحرير بنغازي في هذا التحول تغييرا في موقف الغرب مما يدور في بنغازي و إلى وقت قريب كان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ينكران وجود الارهاب و»داعش» في بنغازي . لتبقى أكبر اشكالية الآن هي رفع حظر توريد السلاح عن الجيش الليبي وسط تخوفات الغرب ومجلس الامن من وقوع السلاح بايدي الارهابيين.