خلال المؤتمر التزمت كل من بريطانيا وايطاليا بتقديم الدعم التقني واللوجستي لبناء الجهاز، ما أقره مؤتمر تونس اعتبره ناشطون بالمجتمع المدني شرق ليبيا مؤامرة تستهدف المؤسسة العسكرية والأمنية التي تحارب الارهاب، وفرصة تاريخية للمليشيات للإفلات من العقاب بما أنها سوف تنضمّ الى الحرس الرئاسي. وأكد هؤلاء بان الحرس الرئاسي سوف لن يختلف كثيرا عن اللجان الأمنية عهد حكومة الكيب أو الدروع زمن حكومة علي زيدان .هؤلاء المعارضون لانشاء الحرس الرئاسي ربطوا بين انتهاء حرب البنيان المرصوص على «داعش» سرت و اعلان إنشاء الحرس الرئاسي ، واندفاع بعثة الأمم المتحدة للتسريع بانشاء الحرس الرئاسي، حيث تصبح مليشيات البنيان المرصوص وسرايا الدفاع عن بنغازي نواة الجهاز الجديد .ويتساءل الناشطون بالمجتمع المدني في اقليم برقة من يضمن عدم انقلاب الحرس الرئاسي على المجلس الرئاســـــــــي ويتجهون لمهاجمة الهلال النفطي او مدينة بنغازي .
ويرى متابعون لأداء البعثة الأممية مارتن كوبلر و الأطراف الغربية و الاقليمية الداعمة له ،وباعتبار اقتراب انتهاء مهمته على راس البعثة والمتغيرات المتوقعة في السياسة الخارجية الأمريكية بعد تسلم الرئيس الأمريكي الجديد ترامب ، قد سارعوا الخطى والجهود من اجل انشاء قوة مسلحة على الارض في ليبيا لإيجاد التوازن في ظل تصاعد قوة المشير حفتر وتوسّع نفوذه في اتجاه العاصمة طرابلس . .
في هذا السياق تساءل الناشط السياسي محمود البرعصي خلال تصريح لإحدى الفضائيات المحلية لماذا لم تدعم الامم المتحدة والمجتمعون في تونس جهاز الشرطة في طرابلس و ليبيا عموما فعشرات الألاف من أبناء جهاز الشرطة قابعون في بيوتهم؟ و لماذا لا يدعمون الجيش الذي يحارب الارهاب في بنغازي ؟ .
أسئلة بالجملة حامت حول جهاز الحرس الرئاسي المستحدث خاصة حول مهامه واختصاصاته وتركيبته بالعودة قليلا الى الوراء نذكر تصريحا لفائز السراج حيث أكد بان مهمة الجهاز هي تأمين البعثات الدبلوماسية ومؤسسات الدولة ، ثم جاء امر الجهاز يؤكّد بأن الجيش والشّرطة هم من يكونون الجهاز. ثم أكدت مصادر أخرى بأن مليشيات الجماعة المقاتلة وبقايا الدروع والبنيان المرصوص هم من يكونون الحرس الرئاسي .
وتواصلت التصريحات المثيرة للجدل حيث أكد الناكوع آمر الحرس الرئاسي أنه على استعداد للحوار مع مسؤولي برقة و الجنوب من اجل التعاون لبعث الجهاز. .
أزمة جديدة....جدل لا يتوقف
وباندفاعه لبعث الحرس الرئاسي يكون المبعوث الدولي خلق أزمة جديدة سوف توسع الفجوة بين طرابلس وطبرق خاصة وأن تخليه عن المسودة الرابعة فيما يتعلق بآلية اختيار تركيبة المجلس الرئاسي ،سببت متاعب للمجتمع الدولي في فرض الاتفاق السياسي حيث نجد انه ورغم مرور سنة كاملة على توقيع الاتفاق و 10 أشهر على دخول المجلس الرئاسي طرابلس لم يستطع فعل شيء على الارض بل عكس ذلك ازدادت الأزمة تعقيدا و استفحالا و تغولت المليشيات أكثر مما كان متوقعا وتصاعد الصراع بينها على المواقع. .
وهكذا تطوي سنة 2016 صفحاتها ولم تترك في أذهان الليبيين سوى عنوانين هما المجلس الرئاســي والحرس الرئاسي اللذان حصل حولهما انقسام وخلاف يهدد تقسيم البلاد. .