إدانات دولية واسعة النطاق صادرة عن المجتمع الدولي في خطوة وصفت بأنها سير نحو محو النساء في أفغانستان من المجالات العامة وإعادة البلاد إلى مرحلة صعبة من تقييد الحريات وتشديد القيود المفروضة على الإيرانيين .
ولاقى القرار الأخيرة الذي سبقته عدة قرارات أخرى مثيرة للجدل ، تنديدا عالميا ودعوات لإنقاذ الأفغانيّات من مستنقع ظلامية حركة ‘’طالبان المتشدّدة ، خاصة وأنّ الحركة التي تولّت الحكم في أوت 2021 بعد الانسحاب العسكري الأمريكي وفشل حكومة أشرف غني على حماية السلطة والبلاد فرضت قرارات أخرى اعتبرها الرأي العام الدولي خطوة نحو الوراء ستعيد أفغانستان إلى واقع مظلم لطالما عانت منه قبل عقود طويلة. ويرى مراقبون أنّ سقوط كابول بعد 20 عاما من الغزو الأمريكي في يد حركة ‘’طالبان’’ المتشددة .
مواقف منددة
وقالت حركة «طالبان» بعد حالة الجدل التي أثارها قرارها الأخير «أنّ بعض النساء لم يلتزمن بتفسير طالبان لقواعد الزي الإسلامي للمرأة».ومن ردود الأفعال الدولية ندد الإتحاد الأوروبي بالقرار الأخير وقال في بيان أنّ «القرار الأخير الذي جاء في أعقاب منع الطالبات من دخول الجامعات الأسبوع الماضي، يثير الفزع ‘’.وحث الإتحاد الأوروبي طالبان على التراجع فورا عن قرارها في إطار التزامها باحترام القانون الإنساني الدولي والمبادئ الإنسانية.
وقال في بيان «سيتعين على الاتحاد الأوروبي والجهات الأخرى التي تقدم المساعدات لشعب أفغانستان النظر في تبعات هذا القرار، والقرار الأخير الذي اتخذته طالبان بإغلاق الجامعات أمام النساء، على تعاملهم مع بلداننا ومنظماتنا».
وبدأت العديد من منظمات الإغاثة وقف عملياتها في أفغانستان بعدما فرضت حركة طالبان حظرا جديدا على عمل السيدات بمنظمات غير حكومية، ما قد يتسبب في تعطيل المساعدات الإنسانية إلى الملايين خلال أشهر الشتاء ووفقا لوكالة ‘’بلومبرغ’’ للأنباء، قالت لجنة الإنقاذ الدولية، وهي واحدة من أكبر منظمات الإغاثة في أفغانستان، إنه «إذا لم يُسمح لنا بتوظيف السيدات، فلن نتمكن من تسليم المساعدة لأولئك المحتاجين.. لذا، تعلق لجنة الإنقاذ الدولية خدماتنا حاليا في أفغانستان».وتشكل السيدات 3 آلاف عامل من أصل 8 آلاف هم القوة العاملة للجنة في أفغانستان.ومن بين المنظمات الأخرى التي أوقفت عملياتها: «أنقذوا الأطفال» و»المجلس النرويجي للاجئين» و»هيئة كير الدولية».
وقالت المنظمات الثلاث في بيان مشترك: «بدون عمالتنا من السيدات، لا نستطيع الوصول بفعالية إلى أطفال ونساء ورجال في حاجة ماسة للمساعدة في أفغانستان’’.
مستقبل غامض
شكل مشهد استيلاء حركة طالبان المتشددة من جديد على الحكم في أفغانستان -في أوت المنقضي- زلزالا غير متوقع في العالم خاصة بعد تولي الجماعة لمقاليد الحكم إثر الانسحاب الأمريكي من البلاد ، وذلك في مشهد دراماتيكي أظهر للعلن فشلا أمريكيا ودوليا غير مسبوق في هذا البلد الذي شهد أعنف الحروب على مرّ التاريخ . وبينما لم يتجاوز العالم بعد صدمة تولي هذه الجماعة الأصولية المتشددة الحكم زادت ممارساتها ضدّ الأفغانيين بمختلف شرائحهم وفئاتهم خاصة منهم النساء .
ومنذ إعلان الحركة عن تشكيلتها الحكومة ومحاولاتها فرض ‘’شرعيتها’’ على دول العالم ، واجهت المنظمات الأممية والدول الغربية ‘’تطرف’’ الحركة وانتهاكاتها لحقوق النساء بصفة خاصة وممارستها ضدّ الأفغان ، رفضا قويا ودعوات لضرورة إيقافها عن تماديها في هذه الإخلالات التي أعادت البلاد سنوات إلى الوراء.
ووثقت المفوضية الأوروبية العديد من حالات العقوبات الجسدية، التي نُفِّذت علناً، بسبب انتهاكات مزعومة للقواعد الدينية أو الأخلاقية في العديد من الحالات. مؤخراً، تم جلد امرأة ورجل 39 جلدة لقضاء بعض الوقت بمفردهما خارج إطار الزواج، وتم جلد طفل 60 مرة لسرقة بسيطة، وجلد رجل 20 مرة لسرقته من متجر. كما تعرضت ثلاث نساء و11 رجلاً للجلد ما بين 35 و100 جلدة في ملعب لكرة القدم في مقاطعة لوغار بسبب جرائم مزعومة، بما في ذلك السرقة، ‘’انتهاك قواعد السلوك الاجتماعي’’ أو ‘’العلاقات غير الشرعية.»
ولئن يرى مراقبون أن تداعيات الانسحاب الأمريكي كانت كارثية على الجانبين الأفغاني والأمريكي على حد سواء بعد 20 عاما من الحرب، إلا أن المخاوف الدولية تتركز اليوم على حركة ‘’طالبان’’ التي زادت أيضا من وتيرة نشاطها وهجماتها في الآونة داخل أفغانستان وعلى الحدود مع باكستان وسط دعوات غربية إلى ضرورة التفاوض .
«طالبان» تمنع النساء من العمل في المنظمات غير الحكومية: مخاوف دوليّة من سياسات الحركة المتشدّدة ومن تأثيراتها على الحريّات
- بقلم وفاء العرفاوي
- 10:22 27/12/2022
- 425 عدد المشاهدات
أثار قرار حركة ‘’طالبان’’ المتشددة التي تتولى مقاليد الحكم في أفغانستان منذ أوت 2021 منع النساء من العمل في جميع المنظمات غير الحكومية المحلية والأجنبية