الصيني والكوري الشمالي والذي تعتبره طوكيو تهديدا كبيرا للإقليم. وقد لقيت هذه الاستراتيجية ترحيبا أمريكيا اذ قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك ساليفان إن «هدف اليابان المتمثل في زيادة استثماراتها الدفاعية بشكل كبير سيعزز التحالف الأمريكي الياباني ويحدّثه».
يأتي ذلك فيما أجرت كوريا الشمالية اختبارا لمحرك وقود صلب عالي الدفع يسمح بنقل أسهل وإطلاق أسرع للصواريخ الباليستية وذلك في إطار سعيها لتطوير سلاح استراتيجي جديد وتسريع وتيرة برامجها النووية والصاروخية.
هجوم مضاد
وتعتزم اليابان مضاعفة ميزانيتها الدفاعية السنوية وتوحيد قيادتها العسكرية وزيادة مدى صواريخها وذلك في أكبر مراجعة لاستراتيجيتها العسكرية. واحد اهم أهداف الإنفاق العسكري الياباني المقرر بحلول 2027 هو امتلاك قدرة على شن «هجوم مضاد» بأسلحة يمكن أن تستهدف مواقع إطلاق صواريخ العدو لكن لا تزال الحكومة اليابانية تعتبر ذلك دفاعيا.
في هذا الإطار تسعى اليابان لشراء ما يصل إلى 500 صاروخ توماهوك كروز من الولايات المتحدة بالإضافة إلى صواريخ «اس ام-6» طويلة المدى.
كما تسعى طوكيو لنشر أكثر من ألف صاروخ كروز طويل المدى لا سيما من خلال تحسين صواريخها المضادة للسفن من النوع 12 والمركبة على شاحنات وطورتها مجموعة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة اليابانية، لكن مداها الحالي لا يتجاوز 200 كيلومتر.
كما تدرس طوكيو تطوير صواريخ فرط صوتية تحلق بسرعة أكبر بخمس مرات من سرعة الصوت (ماخ 5).
وهي تخطط أيضا لبناء حوالي 130 مستودع جديد للذخيرة على أراضيها بحلول 2035 لاستيعاب صواريخ «الهجوم المضاد» وغيرها من الأسلحة. والتغيير المهم الآخر هو وضع قوات الدفاع الذاتي البرية والبحرية والجوية اليابانية في غضون خمس سنوات تحت قيادة موحدة من أجل الاستجابة بسرعة أكبر لحالات الطوارئ.
وفي هذا الإطار، ينبغي تسهيل استخدام الجيش للموانئ والمطارات المدنية في البلاد حتى في أوقات السلم.
وتريد اليابان أيضًا تحسين تنسيقها مع حليفتها الأمريكية من أجل الاستعداد بشكل أفضل لأزمة محتملة في تايوان.
ويفترض أن يتم إنشاء وحدات متخصصة جديدة من قوات الدفاع الذاتي ، تكون مسؤولة عن الطائرات المسيرة والحرب الإلكترونية.
كما سيتم تحسين القدرات على جمع المعلومات والرد على الأسلحة عالية التقنية مثل القنابل المحلقة والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
وأخيرا ستقوم اليابان بتطوير طائرة مقاتلة من الجيل التالي بحلول عام 2035 مع المملكة المتحدة وإيطاليا.
تهديد الصين
وتسعى اليابان لتعزيز وجودها العسكري بشكل كبير في جزرها الواقعة في أقصى الجنوب، الأقرب إلى تايوان والبر الرئيسي للصين وذلك لمواجهة الوجود المتزايد لبكين في البحار. وستلجأ لرفع بمقدار ثلاثة أضعاف عديد وحدات قوات الدفاع الذاتي المجهزة بقدرات اعتراض الصواريخ البالستية. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الحكومة اليابانية تخطط أيضًا لزيادة عدد جنودها المتمركزين في مقاطعة أوكيناوا في الطرف الجنوبي الغربي من الأرخبيل، من ألفين حاليا إلى ثلاثة آلاف.
وتشكل هذه المراجعة تغييرات غير مسبوقة في السياسات اليابانية التي لطالما كانت ترتكز على السلم خاصة في اعقاب هزيمتها في نهاية الحرب الحرب العالمية الثانية . ويبدو ان هذه المراجعات تحظى بدعم الرأي العام الياباني باعتبار التهديدات التي باتت يشكلها التفوق العسكري الصيني والكوري الشمالي في المنطقة . ولا يسمح دستور اليابان السلمي ودخل حيز التنفيذ في 1947، لطوكيو بالحصول على جيش في حد ذاته.
في مواجهة التهديدات الصينية والكورية الشمالية: اليابان تقرّ مراجعات كبرى في سياساتها الدفاعية وتعزّز تحالفها مع أمريكا
- بقلم روعة قاسم
- 11:00 19/12/2022
- 696 عدد المشاهدات
يبدو ان اليابان مقبلة على تغييرات كبيرة في رؤيتها واستراتيجياتها العسكرية فقد اقرّت امس الجمعة مراجعة جذرية لسياستها الدفاعية وذلك في محاولة للتصدي للنفوذ العسكري