وهو ما يجري بالفعل ومنع تصعيد الحرب خارج أوكرانياـ وذلك عن طريق توضيح أن الحلف ليس جزءا من هذا الصراع.
وقال ستولتنبرغ في تصريحات لقناة (فرنسا 24) الإخبارية أمس الثلاثاء، إنّه لا توجد قوات تابعة للـ’’ناتو’’ على الأرض أو طائرات في الجوّ فوق أوكرانيا، لكن يتم تقديم دعم غير مسبوق لأوكرانيا لمساعدتها في حقّها الدفاع عن نفسها المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة.
وأوضح أنّ الحلف يسعى - أيضا - لمنع تصعيد الحرب خارج أوكرانيا عن طريق زيادة التواجد في الجزء الشرقي من التحالف، حيث تم نشر المزيد من القوات والطائرات والسفن أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة وهذه رسالة واضحة لموسكو بأن الهجوم على أي حليف سيتبعه ردا من التحالف بأكمله.وحول تقديم أسلحة بعيدة المدى لأوكرانيا، قال ستولتنبرغ إنه تم تقديم أنظمة أسلحة حديثة إلى كييف من بينها «هيمارس»، كما أعرب عن اعتقاده بأنه لا يجب فقط التركيز على تقديم أنظمة جديدة، لكن يجب التأكد من أن الأنظمة المتواجدة هناك حاليا تعمل كما يجب.وأشار إلى أنّ ‘’الناتو’’ أوضح - للرئيس الروسي فلاديمير بتوين - أنّ أي استخدام لأسلحة نووية في أوكرانيا سيكون له عواقب وخيمة على روسيا، وأن الحرب النووية لا يمكن الفوز بها كما أنه لا يجب خوضها من الأساس.
وأضاف أن الحلف يراقب عن كثب ما تقوم به روسيا، وحتى الآن لم يشهد أي تغيرات في موقفها النووي من شأنه إجراء أي تغيير من جانب التكتل إلا أنه أكد في الوقت ذاته أهمية اليقظة لمتابعة كل التطورات.ووصف ستولتنبرغ إشارة بوتين إلى احتمالية استخدام الأسلحة النووية في الحرب بأوكرانيا بأنه أمر «خطير ومتهور»، مؤكدا أن الهدف الأساسي والرئيسي في الوقت الحالي هو دعم أوكرانيا لضمان قدرتها على الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها في أوروبا.
كما أعرب عن اعتقاده بأن هذه الحرب ستنتهي على طاولة المفاوضات في مرحلة ما، إلا أن ما يحدث حول هذه الطاولة مرتبط في الأساس بالوضع في أرض المعركة.وتابع أنه إذا أردا الجميع أن تحيا أوكرانيا وتظل دولة حرة ذات سيادة في أوروبا، فإنه يجب دعمها وهذا هو أفضل طريق لتحقيق سلام دائم وقبول حلول على طاولة المفاوضات.
كما شدد على أن أوكرانيا هي من لها حق تقرير التوقيت والظروف المناسبة للتوصل إلى اتفاق سلام وهو ما أكد عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق.واعتبر الهجوم على البنية التحتية في أوكرانيا هو أحد الأشكال الوحشية للحرب حيث يتم منع المدنيين والشعب الأوكراني من حقهم في الحصول على المياه والكهرباء والغذاء في وقت حل فيه الشتاء، ولكنه أعرب في الوقت ذاته عن ثقته التامة من أن الشعب الأوكراني لن ينحني وسيستمر في الدفاع عن حريته وحماية حقوق البلاد في العيش كدولة مستقلة في أوروربا.
وبشأن طلبات انضمام كل من السويد وفنلندا إلى التحالف، أعرب «ستولتنبرغ» عن اعتقاده بأن كل الحلفاء ومن بينهم تركيا والمجر اللذين لم يتخذا حتى الآن خطوات المصادقة على طلبات الدولتين للانضمام إلى التحالف سيقروا هذا الأمر ولكنه لا يعلم التوقيت.وحول الأوضاع في كوسوفو، قال ستولتنبرغ إن حلف الناتو يتابع عن كثب كل ما يحدث كما دعا كل الأطراف المعنية إلى الابتعاد عن الأعمال الاستفزازية وخفض مستوى العنف.
روسيا ترفض دعوة زيلينسكي لسحب قواتها
من جهتها عبرت روسيا أمس الثلاثاء عن رفضها اقتراح سلام قدمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتضمن انسحاب القوات الروسية من بلاده، قائلة إن كييف بحاجة إلى قبول «الحقائق» بشأن المناطق الجديدة التي أعلنت روسيا ضمها.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن هذه الحقائق تشمل ضم روسيا لأربع مناطق أوكرانية باعتبارها «أراضي جديدة» تابعة لها، وهو ما أعلنت عنه روسيا في سبتمبر أيلول لكن معظم دول الأمم المتحدة استنكرته باعتباره غير قانوني.
وجاءت تصريحات بيسكوف في رد له على الطلب الذي تقدم به زيلينسكي لقادة مجموعة الدول السبع أمس الاثنين بهدف الحصول على مزيد من المعدات العسكرية ودعم الاستقرار المالي والطاقة في بلاده والتوصل لحل سلمي يبدأ بسحب روسيا قواتها من أوكرانيا ابتداء من عيد الميلاد المقبل.وقال بيسكوف «هذه ثلاث خطوات نحو استمرار القتال».وأضاف ردا على سؤال عن انسحاب مقترح للقوات الروسية من أوكرانيا «يجب على الجانب الأوكراني أن يضع في اعتباره الحقائق التي حدثت خلال هذا الوقت».وأردف «وتشير هذه الحقائق إلى ضم أراض جديدة إلى الاتحاد الروسي وفقا لنتائج الاستفتاءات التي جرت في هذه الأراضي. ولن يُحرز تقدم من أي نوع بدون أخذ هذه الحقائق الجديدة في الاعتبار».وقال إن سحب بلاده لقواتها من أوكرانيا بحلول نهاية العام «غير وارد».ورفضت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون «الاستفتاءات» التي أشار إليها بيسكوف في أربع مناطق في جنوب أوكرانيا وشرقها تحتلها روسيا جزئيا ووصفتها بأنها
ومنذ إعلان روسيا ضم الأراضي الأوكرانية، خسرت موسكو مساحات كبيرة في جنوب أوكرانيا وشرقها وتحدثت مرارا عن رغبتها في إجراء محادثات سلام.
لكنها تقول إنها لا ترى أن أوكرانيا والغرب، الذي يمد كييف بالأسلحة، على استعداد للتفاوض.
ورفضت موسكو الاتهامات بأن حديثها الدبلوماسي ما هو إلا محاولة لكسب الوقت للسماح لقواتها المستنزفة بإعادة تجميع صفوفها بعد ما يقرب من عشرة أشهر من الحرب وسلسلة من الهزائم والتراجعات.وتقول أوكرانيا إن على روسيا وقف هجماتها والانسحاب من جميع الأراضي التي احتلتها فيما حث زيلينسكي قادة مجموعة السبع على دعم فكرته بشأن عقد قمة سلام عالمية لمناقشة هذا الأمر.
وستركز القمة على تنفيذ خطة سلام وضعتها أوكرانيا مكونة من عشر نقاط وتصر فيها، من بين أمور أخرى، على سحب روسيا لجميع قواتها من أوكرانيا وعدم تقديم كييف أي تنازلات إقليمية.
وقال زيلينسكي في خطاب مصور «بغض النظر عما ينوي المعتدي فعله، فعندما يتحد العالم يكن بإمكانه وحده، وليس المعتدي، تحديد كيفية تطور الأحداث».