بريطانيا أمام مرحلة جديدة بعد وفاة الملكة اليزابيت الثانية: الأمير تشارلز الثالث يتولى العرش

تدخل بريطانيا مرحلة جديدة في تاريخها بعد وفاة الملكة اليزابيت الثانية عن عمر ناهز 96 عاماً ، والتي تولت العرش لأطول فترة في تاريخ المملكة المتحدة.

سيصبح الأمير تشارلز البالغ من العمر 73 عامًا الملك بعد وفاة والدته . ومن المعلوم أن الأمير تشارلز يفتقر الى شعبية واسعة على عكس والدته التي طبعت حياة البريطانيين لفترة طويلة ، وقادت عرش المملكة في محطات تاريخية هامة وصعبة داخليا وخارجيا .
وتعيش المملكة المتحدة حالة حداد وطني على الملكة تستمر الى حين جنازتها بعد عشرة أيام. وقد تمكنت الملكة طوال حياتها من حماية الملكية رغم الأزمات التي واجهتها سواء العائلية او السياسية.
رقم قياسي
في التاسع من سبتمبر 2015، حطّمت اليزابيت الرقم القياسي لأطول عهد ملكي في بريطانيا والذي كانت تحتفظ به جدّتها الكبرى الملكة فيكتوريا التي حكمت من 1837 إلى 1901، أي 63 عاماً وسبعة أشهر ويومين. وقد ولدت إليزابيث ألكسندرا ماري في 21 أفريل في 17 شارع بروتون بوسط لندن. اعتلت العرش بعد ان تنازل عمها الملك إدوارد الثامن عن العرش في عام 1936 و انتقل التاج إلى والدها جورج السادس عندما كانت في العاشرة من عمرها.
كانت تبلغ من العمر 25 عاما فقط عندما توفي والدها وأصبحت الملكة إليزابيث الثانية في السادس من فيفري 1952 ملكة بينما كانت تقوم بجولة في كينيا مع زوجها الأمير فيليب. وكان ونستون تشرشل أول رئيس وزراء من بين 15 رئيسا للوزراء تولوا المنصب خلال فترة حكمها. وقالت في فيفري 2022 عندما احتفلت بمرور 70 عاما على جلوسها على العرش «كنت محظوظة أن يكون الأمير فيليب لي شريكا مستعدا للقيام بدور الرفيق وتقديم التضحيات التي تتماشى مع هذا الدور .
أنجب الزوجان أربعة أطفال هم تشارلز في عام 1948 وآن في عام 1950 وأندرو في عام 1960 وإدوارد في عام 1964. ولديها ثمانية أحفاد و12 من أبناء الأحفاد. سافرت أكثر من أي ملك سابق إذ قامت بما يزيد عن 250 زيارة خارجية إلى أكثر من 100 دولة.
وقالت في بث بمناسبة عيد ميلادها الحادي والعشرين «أعلن أمامكم جميعا... أن حياتي كلها سواء كانت طويلة أو قصيرة، ستكون مكرسة لخدمتكم وخدمة عائلتنا الإمبراطورية العظيمة».
ولعل أهم انجاز للمرحلة الراحلة أنها استطاعت ان تحافظ على شعبية النظام الملكي في عالم متغير سياسيا واجتماعيا . وقد ظلت الملكة في نفوس شرائح بريطانية عديدة رمزا لاستقرار وطنهم .
تغييرات وتحديات عديدة
خلال 70 عاما من حكم الملكة اليزابيت عصفت بالمملكة تغييرات عديدة . فقد عايشت فترة الحرب الباردة بعد وفاة الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين.
وعايشت مرحلة الستينات بقيادة مارغرت تاتشر ولاحقة مرحلة الثمانينات التي حكم فيها طوني بلير ثم أزمة التقشف الاقتصادية والازمة المالية العالمية وجائحة كورونا . وخلال فترة حكمها، تعاقب 14 رئيسا على حكم الولايات المتحدة، من هاري إس. ترومان إلى جو بايدن. ولعل أهم تحد واجهته الملكة هو التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي سنة 2016 والذي كشف عن انقسامات عميقة مجتمعية . وفي سنة 2014 واجهت الاستفتاء على انفصال اسكتلندا والذي صوت فيه الاسكتلنديون لصالح البقاء في المملكة المتحدة وحاولت تطوير مملكتها وانفتحت على التطورات العالمية في وقت لم يعد يهمين فيه الارستقراطيون على مجلس اللوردات . وقد واجهت انتقادات في بداية التسعينات تتعلق بثروة العائلة المالكة وعرضت حينها على المنتقدين دفع ضريبة الدخل وخفض عدد أفراد عائلتها الذين يتقاضون رواتب من الدولة.
ولعل التحدي الأكبر الذي واجه الملكية والعرش هو الحادث الذي تسبب في وفاة الاميرة ديانا مطلقة الأمير تشارلز عام 1997 حيث وجهت الاتهامات آنذاك لدوائر الملكة .
ويواجه الملك الجديد صعوبات عديدة فقد أصبح ملكا في وقت تعيش فيه مملكته أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة إضافة الى تأثيرات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتي ألقت بثقلها على اقتصاد البلد ومعيشة البريطانيين اليومية. إضافة الى ملف نزعات الاستقلال في اسكتلندا وايرلندا الشمالية .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115