وذلك بعد يومين من إعلانها عن أولى حالات الإصابة بكوفيد-19.وبينما كان العالم يعانى من وباء كورونا منذ العام 2019 ، كانت كوريا الشمالية من بين أولى الدول التي أعلنت الإغلاق العام تفاديا لسيناريو انتشار الفيروس خصوصا وأن هذه الدولة تعاني بدورها من محدودية قدراتها في المجال الصحي .
ويعتقد المراقبون أنّ النظام الصحّي في كوريا الشمالية أضعف من أن يواجه جائحة واسعة النطاق.ولئن يرى مراقبون أن سلطات بيونغ يانغ لم تكن شفافة فيما يتعلق بانتشار الوباء لديها إلا أن مراقبين يؤكدون أن هذه الدولة الآسيوية سجلت أولى الإصابات بهذا الوباء منذ فترة طويلة إلا أن الحكومة اختارت سياسة التعتيم . وبعد إعلانها رسميا يوم أمس تسجيل أولى حالات الإصابة بالفيروس ثم في وقت لاحق الإعلان عن وفاتها ، أعلنت كوريا الشمالية أن قرابة نصف مليون شخص يعانون حمى وسط عجز من الحكومة عن إجراء اختبارات لتحديد الإصابة بكورونا من عدمها وسط استنفار داخلي وإقليمي ومخاوف من عدم قدرة هذه الدولة المعزولة عن العالم على مواجهة هذا الوباء الذي بدأ في الانحصار في باقي دول العالم.
ورغم تفعيلها «نظام أقصى درجات الوقاية الوبائية الطارئة» لإبطاء انتشار الفيروس بين المواطنين غير الملقحين، تسجل كوريا الشمالية عشرات آلاف الحالات يوميا. وفي يوم واحد «أصيب أكثر من 174,440 شخص بحمى، تعافى منهم 81,430 على الأقل وتوفي 21 على مستوى البلاد»، حسبما ذكرت الوكالة الرسمية الكورية الشمالية.وكانت السلطات أكدت رصد المتحورة أوميكرون الشديدة العدوى في بيونغ يانغ، وأمر الزعيم كيم جونغ أون بفرض إغلاق في كل أنحاء البلاد.ورفضت كوريا الشمالية شحنات من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا من برنامج كوفاكس العالمي لتوزيع اللقاحات في العالم ، كما رفضت لقاح سينوفاك بيونتيك من الصين، مما يشير إلى عدم تطعيم أي مدنيين.
بين الصحي والسياسي
وإلى جانب هذه المعضلة الصحية الخطيرة وفي ظل ضعف المنظومة الصحية في البلاد،تعيش كوريا الشمالية نوعا من العزلة الدولية في ظل عقوبات حادة تفرضها عليها أمريكا والدول الغربية بسبب برنامجها النووي ومحاولاتها المتكررة والمستمرة لتطوير أسلحتها النووية رغم التنديد الدولي.
ولعقود طويلة عاشت شبه الجزيرة الكورية حراكا عسكريا غير مسبوق تحسبا لاحتمالات مفتوحة وصلت حد الحديث عن سيناريو شنّ أمريكا ضربة عسكرية ضد بيونغ يانغ بسبب برنامجها النووي المثير للجدل .
وتعطلت سبل الحوار الدبلوماسي بين حكومة كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية رغم التفاؤل الذي صاحب لقاء القمة الذي جمع كيم جونغ اون بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2019 في فيتنام.
وخيّبت القمة التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ اون ، آمال المجتمع الدولي الذي انتظر بتفاؤل التوصل الى اتفاق تاريخي بين الطرفين لنزع السلاح النووي. الاّ أن القمة التي جمعت بين الرئيسين في مدينة هانوي الفيتنامية انتهت قبل يوم من موعدها المقرر وذلك بعد انسحاب زعيم كوريا الشمالية. وعلى الرغم من الحماس الذي رافق افتتاح القمة ، الاّ أن النهاية لم تكن متوقعة اذ انتهى الاجتماع الذي تم الاستعداد له على امتداد شهور طويلة دون التوصل الى اتفاق يرضي الطرفين ، بل انتهى وفق مراقبين بخيبة أمل وخلافات جديدة زادت من تعقيد العلاقات بين امريكا وكوريا الشمالية بعد مايقارب العام من الهدنة.
ووفق مراقبين ونظرا لانقطاع العلاقات الكورية الشمالية مع الغرب ومع تعنت نظام الحكم امام التعاون مع الغرب فيما يتعلق باللقاحات وتطوير المنظومة الصحية والاستنفار في مواجهة الوباء ،تجد بيونغ يانغ نفسها بين خيارين الأول تقديم تنازلات لمعسكر الغرب والثاني التحالف مع الصين العدو الأول لواشنطن وهي خيارات صعبة أمام كيم جونغ أون الذي أدخل بلاده في عزلة دولية بقبضة من حديد.
انتشار خطير للإصابات ومنظومة صحية ضعيفة جدا: كوريا الشمالية بين مكافحة «كورونا» وآثار العزلة الدولية بسبب برنامجها النووي
- بقلم وفاء العرفاوي
- 09:53 16/05/2022
- 1410 عدد المشاهدات
أعلنت كوريا الشماليّة أمس السبت تسجيل 21 وفاة جديدة وتسجيل إصابة أكثر من نصف مليون شخص مريض في أنحاء البلاد،