في الحملة الانتخابية الرئاسية المبرمجة ليوم 10 أفريل المقبل بنسبة تتراوح بين 29 و30،5% من الاصوات بعيدا عن مارين لوبان (15،5 إلى 17 %) وجون لوك ميلونشون (13 و13،5%). بالنسبة لباقي المرشحين تقهقرت مرشحة اليمين الجمهوري فاليري بيكراس إلى 11% بعد أن كانت في المرتبة الثالثة كذلك إيريك زمور (13%) والذي خسر أصواتا عديدة بعد تصريحاته في شأن الحرب على أوكرانيا. أما ممثلو اليسار والخضر فتشير الاستطلاعات إلى خروجهم من السباق الرئاسي مبكرا بسبب تشتتهم.
سيشهد السباق بين المرشحين تقلبات منتظرة بسبب تغيير أسلوب جل المؤسسات الكبرى لسبر الآراء والتي اعتمدت هذه المرة على طريقة «الاستطلاع المتداول» الذي يعطي يوميا كشفا لحالة الرأي العام. وهو ما يجعل تغيير المواقف سهلا يوما بعد يوم. الملاحظ في هذا الصدد صعود جون لوك ميلونشون الذي أصبح «الرجل الثالث» في السباق وهو يطمح الى المنافسةبعد خطابه الانتخابي في ساحة الجمهورية بباريس أمام 100 ألف مواطن جاؤوا لنصرة اليسار المشتت بين أحزاب لم تنجح في ضم صفوفها. وإثر تقهقر ممثلة الحزب الإشتراكي آن هيدلغو عمدة باريس (2%) وفابيان روسال عن الحزب الشيوعي (4%) ويانيك جادو عن حزب الخضر (5%) تظل إمكانية أن يستقطب ميلونشون مزيدا من الأصوات التي تمكنه من تكرار نتيجته عام 2017 (19%) ودخوله إلى معركة الدور الثاني والتي أصبحت واردة.
إيمانويل ماكرون نحو ولاية ثانية
دخل الرئيس المرشح السباق بقوة يوم 17 مارس عند تقديم برنامجه الانتخابي في مؤتمر صحفي دام 4 ساعات. وجاء ذلك بعد أن دخل كل المرشحين منذ أكثر من شهرين في حملة انتخابية دون المرشح الأساسي مما جعل الرأي العام يعزف عن الحملة. وهو ما خدم مباشرة ترشح إيمانويل ماكرون الذي أحسن استغلال الوضع وتعامل بطريقة مختلفة. إذ وخلافا لمنافسيه الذين قدموا مقترحات انتخابية متفرقة أقدم الرئيس المرشح على الإفصاح عن برنامج شامل ومهيكل ودقيق ضم كل الإجراءات والسياسات التي يعتزم اتخاذها للحصول على ولاية ثانية.
وركز ماكرون على مواصلة الإصلاحات التي شرع فيها في السنوات الخمس الماضية (التعليم والتشغيل والصحة والصناعة وخفض الأداءات إلخ) والتي مارسها الشعب في ظل أزمات متعددة (السترات الصفراء والإضرابات وجائحة كورونا والأزمة الاقتصادية). وأضاف: فاجأت إصلاحات جديدة منافسيه مثل العودة إلى دعم الطاقة النووية في إطار التحول الإيكولوجي وهو ما سحب البساط من السياسيين الخضر. أما بالنسبة للوضع الاجتماعي فإن انخفاض نسبة البطالة بصورة تاريخية وارتفاق القرة الشرائية للفئات المتوسطة وعودة نسب النمو إلى أرقامها الإيجابية تعطي دفعا لمقترحاته بتحسين ظروف العيش ورفع مستوى الدخل لدى أغلبية الشعب.
في المقابل يجد باقي المرشحين أنفسهم ...في التسلل. وهو مل يفسر أن جل مداخلاتهم منذ 17 أفريل، موعد تقديم البرنامج الرئاسي، تقتصر على الرد على ما اقترحه ماكرون دون تقديم برنامج بديل متكامل. بينما نجح ميلونشون ولوبانوبيكراس في وضع برنامج محدد وشامل لكنهم لم يستطيعوا إلى حد الآن، أي قبل الانتخابات بثلاثة أسابيع، ابراز تلك البرامج بصورة واضحة تمكنهم من الولوج بصورة ناجحة إلى الراي العام. قد تكون بعض الأخطاء في مخاطبة الناخبين والتركيز على تفنيد أفكار إيريك زمور العنصرية أفقدت باقي المرشحين فرصة أن يركزوا على مقترحاتهم التي تحتوي على أفكار بإمكانها أن تجد مناصرين.
وقد أظهر إيمانويل ماكرون حنكة سياسيةراقية وشيئا من المكر في عدم دخوله السباق مبكرا، بل أخر دخوله السباق من أجل أن يتناحر المتسابقون فيما بينهم و أن ينجح في آخر المطاف في القضاء على من تأخر في بلورة مشروعه بالصورة التي تمكنه من البقاء في السباق. آخر سبر للآراء الذي نشر يوم الإثنين 21 مارس أظهر، في كل السيناريوهات، أن إيمانويل ماكرون سوف يكون في الدور الثاني إما ضد مارين لوبان الذي يمكن أن يفوز عليها بنسبة 75% مقابل 43% أو أمام جون لوك ميلونشون الذي لن يتمكن من الوصول إلى 40%. سيناريوهات آنية بحسب سرعة نسق الاستطلاعات ولكنها ممكنة التحقق بسبب تاريخ عمليات سبر الآراء منذ أكثر من سنة والتي تشير جميعها إلى اسناد ماكرون ولاية ثانية على رأس الدولة الفرنسية.