استهدف قواعد سرية إسرائيلية،. وأثار الهجوم ردود فعل محلية وإقليمية ودولية متعددة في وقت تعيش فيه المنطقة والعالم على وقع تطورات متسارعة عسكريا وسياسيا.
بعد أن أصدر الحرس الثوري بيانا على موقعه الإلكتروني «سباه نيوز»، جاء فيه أن الهجمات الصاروخية على أربيل في إقليم كردستان (شمال)، استهدفت مركزا استراتيجيا إسرائيليا، يستخدم للإضرار بإيران والتآمر عليها ، وقد تتالت ردود الأفعال المتباينة بين الدعم والتنديد فيما نفت حكومة أربيل «وجود أي مؤسسات أو قواعد سرية تابعة لأية دولة على أراضي الإقليم» وفق تصريحات رسمية.وقبل أيام استهدف الهجوم الذي تم بـ12 صاروخ باليستي مناطق سكنية تم إطلاقها من خارج حدود إقليم كردستان والعراق، وتحديدا من جهة الشرق»، دون تسمية أي جهة أو اية دولة. ويأتي تبني إيران لهذا الهجوم وفق محللين كردّ رسمي من الحرس الثوري الإيراني على استهداف عقيدين قتلا في العاصمة السورية دمشق في غارة إسرائيلية في الأسبوع المنقضي .
يشار إلى أن هذا الهجوم هو الثاني الذي تتبناه إيران بشكل علني بعد هجمات شنتها بالصواريخ بعيدة المدى على قاعدتي «عين الأسد» في الأنبار والجناح العسكري في مطار أربيل الدولي في 9 جانفي 2020، وذلك بعد أسبوع من اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وقائد «فيلق القدس» الإيراني السابق قاسم سليماني، ، في غارة أمريكية في العراق .
كما يمكن الإشارة إلى أحداث رئيسية مثل إسقاط طائرة إيرانية اخترقت «إسرائيل» في فيفري 2018 أو محاولة تنفيذ هجوم ‘’سايبر’’ إيراني ضد شبكة مياه الإحتلال الإسرائيلية في أفريل 2020.
صدام مستمر
ويأخذ الصراع الإيراني الإسرائيلي هذه المرة بُعدا أكثر وضوحا وبشكل مكشوف خاصة وأن الرد الإيراني جاء هذه المرة بعد أيام قليلة من مقتل الضابطين الإيرانيين في سوريا في هجوم إسرائيلي ، وهو ما يؤكّد أن أية ضربات مقبلة من الجانب الإسرائيلي قد تستهدف مواقع إيرانية في أي دولة سيقابلها ردّ من الجانب الإيراني وهو تصعيد يعتبره مراقبون بداية إستراتيجية إيرانية جديدة ستقابلها بالتأكيد إستراتيجية أمريكية إسرائيلية في المنطقة .
وفي سياق ردود الأفعال اعتبر رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ان استهداف أربيل «سابقة خطيرة وانتهاك صارخ لأمن واستقرار وسيادة العراق».وترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية مصطفى الكاظمي، اجتماعا استثنائيا للمجلس الوزاري للأمن الوطني، لبحث «الاعتداء بالصواريخ الذي استهدف مدينة أربيل انطلاقا من الأراضي الإيرانية».واعتبر المجلس في بيان له أن ذلك يعد «اعتداءً على مبدإ حسن الجوار بين العراق وإيران، فضلاً عن كونه انتهاك للقوانين والأعراف الدولية». وأشار إلى أن العراق طلب عبر المنافذ الدبلوماسية توضيحات صريحة وواضحة من الجانب الإيراني، وهو ينتظر موقفاً من القيادة السياسية الإيرانية في رفض الاعتداء. وقد أدانت دول عربية وأجنبية منها الولايات المتحدة الضربات الصاروخية على مدينة أربيل، حيث اعتبر بيان للخارجية الأمريكية أن الضربات تعد «انتهاكا صارخا لسيادة العراق». وقد اشارت واشنطن في البيان، بـ«عدم وجود ما يشير إلى أن الهجوم كان موجها ضدها».
اعتبر حاكم الزاملي النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي، أن بلاده مستهدفة من قبل كثير من الدول بعضها لا تريد استقرارها.جاء ذلك في تصريح للصحفيين أدلى به الزاملي خلال زيارته على رأس وفد من البرلمان إلى الموقع الذي استهدفه قصف صاروخي إيراني، قبل يومين، في مدينة أربيل بإقليم كردستان شمالي البلاد.وقال الزاملي: «العراق مستهدف بشكل عام ومن كثير من الدول (لم يسمها)، لأن بعضها لا يريد استقراره، وهناك علاقات حسن جوار مع جميع دول الجوار».وأضاف: «على دول الجوار أن تفهم أن العراق لا يهددها بل هو مفتوح أمامها من أجل الاستثمار والعمل، وأن جميع دول الجوار محترمة لدينا».
رسائل متعددة
هذا وشكل مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني نقطة مفصلية في الصراع بين إيران والولايات المتحدة وصاعد من التوتر الذي تعيشه المنطقة منذ أعوام.
ويبدو اليوم جليا أنه لا يمكن استبعاد حدوث مواجهة عسكرية بين طهران وواشنطن وحليفتها «إسرائيل» من خلال ضرب قواتها المتواجدة في الشرق الأوسط، وهو ما يضع الوضع الأمني والسياسي في العراق والمنطقة على المحك.
ولا يخفى على احد أن إيران اليوم باتت رقما صعبا في المعادلة في الشرق الأوسط وتمتلك عديد وسائل الرد وأوراق الضغط على واشنطن عسكريا أو سياسيا عبر استخدام ورقة المفاوضات النووية بما يمثله ذلك من أهميّة إستراتيجية ومن تهديد لأمن العالم خاصة وأنّ الولايات المتحدة الأمريكية تواجه في هذه الآونة جبهة قتال مشحونة بين روسيا وأوكرانيا بما تحمله من تداعيات دولية خطيرة مما يجعل فتح جبهة قتال جديدة في شق آخر من العالم مغامرة غير سارة لإدارة جو بايدن.
وفي سياق المخاوف الأمريكية من تطورات المشهد المقبل أفادت وسائل إعلام بأن الجيش الأمريكي أرسل تعزيزات عسكرية ولوجستية إضافية إلى قواعده في شمالي سوريا، وذلك بعد يومين من الهجوم الصاروخي الإيراني على أربيل شمالي العراق.وعبرت عشرات الشاحنات من العراق إلى سوريا عبر بوابة الوليد على الحدودية في اليومين الماضين، ووصلت الى قاعدة أمريكية في منطقة رميلان بمحافظة الحسة شمالي سوريا.
ووصلت القافلة المكونة من نحو 150 شاحنة محملة بتعزيزات عسكرية ولوجستية إلى قاعدة رميلان الأمريكية، وزادت واشنطن من تعزيز قواعدها في محافظتي الحسكة ودير الزور السوريتين عقب الهجوم الصاروخي الإيراني على أربيل شمالي العراق.وتضم القافلة العسكرية 30 مدرعة من نوع «هامفي» وناقلة وقود والكثير من الذخائر .
استنفار وترقّب للمرحلة المقبلة: هجوم «أربيل» يفتح الباب أمام مواجهة علنية إيرانية -أمريكية إسرائيلية
- بقلم وفاء العرفاوي
- 13:29 17/03/2022
- 688 عدد المشاهدات
تستمر آثار الهجوم الصاروخي على أربيل في الظهور على واجهة الأحداث خاصة بعد إعلان التلفزيون الإيراني عن أن الهجوم الصاروخي الذي شنه الحرس الثوري الإيراني